اثر ترك صلاة العصر على الصدقة الجارية
خالد عبد المنعم الرفاعي
فإنه إذا مات على ذلك حبط عمله باتفاق العلماء كما نطق بذلك القرآن في غير موضع. كقوله: { وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [البقرة: 217].
- التصنيفات: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة -
شخص ترك صلاة العصر وفى هذا اليوم قام بصدقة جارية ونحن نعلم أن ثواب الصدقة الجارية متجدد فهل لتركه صلاة العصر فى هذا اليوم سيحبط الصدقة الجارية تماما فى كل الايام ام اجر ثواب الصدقة الجارية باقى وموجود فى الايام الباقية جزاكم الله خيرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلىآله وصحبه، أما بعـد:
لعل الأخ السائل يقصد أن من ترك صلاة العصر حبط عمله؛ كما في صحيح البخاري عن بريدة قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله))، وحبوط العمل لا يكون إلا بالكفر الأكبر، المخرج من الملة؛ قال الله تعالى:{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:65]. فإنه إذا مات على ذلك حبط عمله باتفاق العلماء كما نطق بذلك القرآن في غير موضع. كقوله: { وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [البقرة: 217]، فعلق سحانه الحبوط بالموت على الكفر وقد ثبت أن هذا ليس بكافر والمعلق بشرط يعدم عند عدمه. وقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، فإن الإشراك إذا لم يغفر وأنه موجب للخلود في النار لزم من ذلك حبوط حسنات صاحبه.
إذا تقرر هذا، فمن ترك صلاة العصر لا يحبط عمله من صدقة جارية وغيره إلا بالموافاة على ذلك الفعل، فإن تاب وأناب فلا يحبط شيء من عمله،، والله أعلم.