حكم تقبيل يد خالتي وقدمها
ما هو حكم تقبيل يد و قدم خالتي حيث اني أود أن أعتذر لها عن تقصيري في صلة رحمي بها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر أنه يجوز تقبيل اليد، والرجل، للإنسان الكبير الشرف والعلم، تديناً وإكراماً واحتراماً، كذلك تقبيل اليد، والرجل، من الأب، والأم، وغيرهما مثل الخالة لعظيم حقها، ولأنه من التواضع، ومذهب الحنابلة كما في "مطالب أولي النهى"، و"كشاف القناع"، و"الآداب الشرعية"، وغيرهما من الكتب المعتمدة عند الحنابلة، واختاره بعض الشافعية، كالنووي حيث قرر أن تقبيل يد الرجل لزهده وصلاحه، أو علمه أو شرفه أو صيانته، أو نحو ذلك من الأمور الدينية، لا يكره بل يستحب، فإن كان لغناه أو شوكته أو جاهه عند أهل الدنيا، فمكروه شديد الكراهة.
جاء في "المستدرك على مجموع الفتاوى" (1/ 29) لشيخ الإسلام ابن تيمية:
" فأما تقبيل اليد فلم يكونوا يعتادونه إلا قليلاً، ولما قدموا عليه - صلى الله عليه وسلم - عام مؤتة قبلوا يده، وقالوا: نحن الفرارون، قال: "بل أنتم العكارون"، وقَبَّلَ أبو عبيدة يد عمر، ورخص أكثر الفقهاء أحمد وغيره لمن فعل ذلك على وجه التدين، لا على وجه التعظيم للدنيا، وكره ذلك آخرون كمالك وغيره، وقال سليمان بن حرب: هي السجدة الصغرى.
وأما ابتداء مد اليد للناس ليقبلوها، وقصده لذلك فينهى عن ذلك بلا نزاع كائنًا من كان، بخلاف ما إذا كان المقبل المبتدئ بذلك؛ وفي السنن: قالوا: يا رسول الله يلقى أحدنا أخاه أفينحني له؟ قال: "لا"، قالوا: فيلتزمه ويعانقه؟ قال: "لا"، قالوا: فيصافحه؟ قال: "نعم". اهـ.
وقال صاحب "الدر المختار": "لا رخصة في تقبيل اليد لغير عالم وعادل، ويكره ما يفعله الجهال من تقبيل يد نفسه إذا لقي غيره، وكذلك تقبيل يد صاحبه عند اللقاء إذا لم يكن صاحبه عالمًا ولا عادلاً، ولا قصد تعظيم إسلامه ولا إكرامه". اهـ.
وقال ابن بطال كما في "تحفة الأحوذي" (7 / 527): "أنكر مالك تقبيل اليد وأنكر ما روي فيه، قال الأبهري: وإنما كرهه مالك إذا كان على وجه التعظيم والتكبر، وأما إذا كان على وجه القربة إلى الله لدينه أو لعلمه أو لشرفه، فإن ذلك جائز". اهـ.
هذا؛ وقد استدل أهل العلم على مشروعية تقبيل اليدين والرجلين بما روي عن صفوان بن عسال رضي الله عنه أن يهوديين سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التسع آيات بينات، فلما ذكرها لهم قبلوا يده ورجله، وقد أعلَّ هذا الحديث أكثر المحدثين.
واحتجوا أيضًا بما رواه أبو داود عن أم أبان بنت الوازع بن زارع، عن جدها، زارع وكان في وفد عبد القيس قال: "لما قدمنا المدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا، فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله" وجود إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"، وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" وقال: "حسن، دون ذكر الرجلين".
إذا تقرر هذا فيجوز لك تقبيل يد خالتك وقدمها،، والله أعلم.
- المصدر: