حكم قراءة معلومات جنسية للثقافة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، انا احيانا اقرأ معلومات جنسية لفهم والتزود بالمفاهيم علما انا عمري 30 سنة لكن فجأة وحدت قصة اخ تحرش بأخته فدخلت على اليوتوب لأقرأها فجأة بدأ خيالي يذهب لبعيد و حدث نبض في المهبل دون نزول شيء .أوقفته وغيرت المكان وبدأت أمشي في أرجاء المنزل واستغفر. ما حكم كل هذا .
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فما لا ريب فيه أن الدين الإسلام قد حضَّ على العِلم والتعلم وعلمنا طلب الزيادة منه؛ لأنه خير وكثرة الخير مطلوبة؛ قال تعالى: { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: 114]، غير أن العلم المطلوب الاستزادة منه هو العلم النافع من أمور الدين أو الدنيا، فرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – كان يستعيذ من العلم الذي لا ينفع فقال: ((أعوذُ بك من علمٍ لا ينفَع))، فالعلم الضار أولى بالاستعاذة منه والبعد عنه.
ولا شك أن التعرض للثقافة الجنسية المتواجدة على الانترنت شرط مستطير، يضرّ ولا ينفع قطعًا؛ لما يترتب عليه من إقاظ - غير محمودة – للشهوة، فأكثرها قصص لزنا المحارم كما رأيت بنفسك.
فإن كان ذلك من أجل آداب العشرة الزوجية وكيفية معاشرة الزوجة، وغير ذلك مما يقال، فالجواب أنه مازال الناس يتزوجون ويتكاثرون منذ آدم عليه السلام إلى يوم الناس هذا في جَميع الحواضر والبوادي، وقبل عصر الحاسوب، فميل كلا الجنسين لبعضهما البعض أمر فطري جبلي، ولا حاجة فها للثقافة الجنسيَّة الَّتي ضررُها أكثَرُ من نفْعِها، حتَّى صار العُقلاءُ في الغرب الكافِر من أوربا وأمريكا يُنادون بإلْغاء تِلْك المادَّة أو على الأقلّ إعفاء أبنائِهم من دراستها.
فاحذر من الدّخول على مُنتديات الثَّقافة الجنسيَّة، أو القراءة في هذا الباب وتلك القصص سدًّا لذَّريعة الفساد؛ فإنَّ الدّخولَ في هذا البابِ أوِ التَّوسّع فيه مِمَّا يُثِيرُ النَّفس والشَّهوة، وقد يُوقِعها – لا قدَّر الله - في المَحذور؛ فالقلبُ ضعيف، ومَن حامَ حولَ الحِمى رتَع، ومَن تشرَّف للفِتَن وقع فيها، لا سيَّما فتنة النّساء لأنَّ الدَّاعي فيها شديد، والمعصوم مَن عصَمه الله.
وقدْ روى أحمدُ عن النَّوَّاس بن سمعان الأنصاريّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ضربَ اللهُ مثلاً صراطًا مُستقيمًا وعلى جَنَبَتيِ الصِّراط سُورانِ فيهما أبوابٌ مفتَّحة، وعلى الأبواب ستورٌ مُرخاة، وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيها الناس ادخُلوا الصّراطَ جميعًا ولا تتفرَّجوا، وداعٍ يدعو من جوف الصّراط فإذا أراد أن يفتح شيئًا من تِلك الأبواب قال: ويْحك لا تَفْتَحْهُ فإنَّك إن تَفْتَحْه تَلِجْه، والصّراط: الإسلام، والسوران: حدود الله تعالى، والأبوابُ المفتَّحة: مَحارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصِّراط: كتابُ الله - عزَّ وجلَّ - والداعي من فوق الصراط: واعظُ الله في قلبِ كُلّ مُسلم)).
فاحْرِصْ على ما يَنفَعُك من طلَبِ العِلم الشَّرعيّ، مع الإكثار من العبادة، لا سيَّما عبادة الصَّوم؛ قال - صلى الله عليه وسلَّم -: ((احرِصْ على ما يَنْفَعُك))؛ رواه مسلم.
قبل الإقدام على الزَّواج يمكنك القراءة في هذا الباب من كتب العلم الموثوقة والمنضبطة بالضوابطَ الشرعيَّة، مثل كتاب "تحفة العروس" للإسلامبولي، و "آداب الزفاف" للألباني.
أما ما شعرت به فهو فوران بسبب الإثارة،، والله أعلم.
- المصدر: