فَصْل: في دلالة الأحاديث على الأفعال الاختيارية
ابن تيمية
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
السؤال: فَصْل: في دلالة الأحاديث على الأفعال الاختيارية
الإجابة: والأفعال نوعان: مُتَعَدّ، ولازم، فالمتعدي مثل: الخلق والإعطاء
ونحو ذلك، واللازم: مثل الاستواء، والنزول، والمجيء والإتيان، قال
تعالى:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة:4] فذكر
الفعلين: المتعدي واللازم، وكلاهما حاصل بمشيئته وقدرته، وهو متصف
به، وقد بسط هذا في غير هذا الموضع.
والمقصود هنا أن القرآن يدل على هذا الأصل في أكثر من مائة موضع.
وأما الأحاديث الصحيحة فلا يمكن ضبطها في هذا الباب، كما في الصحيحين: عن زيد بن خالد الجُهَنِيّ:أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الصبح بالحُدَيْبِيَة على أثر سَماء كانت من الليل، ثم قال .
وفي الصحاح حديث الشفاعة وهذا بيان أن الغضب حصل في ذلك اليوم لا قبله.
وفي الصحيح ، فقوله ، يدل على أنه يتكلم به حين يسمعونه، وذلك ينفي كونه أزليًا، وأيضًا فما يكون كجر السلسلة على الصَّفَا، ويكون شيئا بعد شيء والمسبوق بغيره لا يكون أزليًا.
وكذلك في الصحيح ، فقد أخبر أن العبد إذا قال: {الْحَمْدُ للّهِ} قال الله: ،، فإذا قال:{الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ} قال الله: .. الحديث.
وفي الصحاح حديث النزول ، فهذا قول وفعل في وقت معين،وقد اتفق السلف على أن النزول فعل يفعله الرب، كما قال ذلك الأوزاعي، وحماد بن زيد، والفضيل بن عياض،وأحمد بن حنبل، وغيرهم.
وأيضًا، فقد قال صلى الله عليه وسلم ، وفي الحديث الصحيح الآخر [أذِنَ يَأذَنُ أذَنًا: أي: استمع يستمع استماعَا]، {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق:2].
فأخبر أنه يستمع إلى هذا، وهذا.
وفي الصحيح ، فأخبر أنه لا يزال يتقرب بالنوافل بعد الفرائض.
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تعالى قال وحرف [إن] حرف الشرط، والجزاء يكون بعد الشرط، فهذا يبين أنه يذكر العبد إن ذكره في نفسه، وإن ذكره في ملأ ذكره في ملأ خير منهم.
والمنازع يقول: ما زال يذكره أزلاً وأبدًا، ثم يقول: ذكره، وذكر غيره، وسائر ما يتكلم الله به هو شيء واحد، لا يتبعض ولا يتعدد، فحقيقة قوله: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، ولا يذكر أحدا.
وفي صحيح مسلم في حديث تعليم الصلاة فقوله: سمع الله لمن حمده؛ لأن الجزاء بعد الشرط، فقوله مجزوم حرك لالتقاء الساكنين، وهذا يقتضي أنه يسمع بعد أن تحمدوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد السادس (العقيدة)
والمقصود هنا أن القرآن يدل على هذا الأصل في أكثر من مائة موضع.
وأما الأحاديث الصحيحة فلا يمكن ضبطها في هذا الباب، كما في الصحيحين: عن زيد بن خالد الجُهَنِيّ:أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الصبح بالحُدَيْبِيَة على أثر سَماء كانت من الليل، ثم قال .
وفي الصحاح حديث الشفاعة وهذا بيان أن الغضب حصل في ذلك اليوم لا قبله.
وفي الصحيح ، فقوله ، يدل على أنه يتكلم به حين يسمعونه، وذلك ينفي كونه أزليًا، وأيضًا فما يكون كجر السلسلة على الصَّفَا، ويكون شيئا بعد شيء والمسبوق بغيره لا يكون أزليًا.
وكذلك في الصحيح ، فقد أخبر أن العبد إذا قال: {الْحَمْدُ للّهِ} قال الله: ،، فإذا قال:{الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ} قال الله: .. الحديث.
وفي الصحاح حديث النزول ، فهذا قول وفعل في وقت معين،وقد اتفق السلف على أن النزول فعل يفعله الرب، كما قال ذلك الأوزاعي، وحماد بن زيد، والفضيل بن عياض،وأحمد بن حنبل، وغيرهم.
وأيضًا، فقد قال صلى الله عليه وسلم ، وفي الحديث الصحيح الآخر [أذِنَ يَأذَنُ أذَنًا: أي: استمع يستمع استماعَا]، {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق:2].
فأخبر أنه يستمع إلى هذا، وهذا.
وفي الصحيح ، فأخبر أنه لا يزال يتقرب بالنوافل بعد الفرائض.
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تعالى قال وحرف [إن] حرف الشرط، والجزاء يكون بعد الشرط، فهذا يبين أنه يذكر العبد إن ذكره في نفسه، وإن ذكره في ملأ ذكره في ملأ خير منهم.
والمنازع يقول: ما زال يذكره أزلاً وأبدًا، ثم يقول: ذكره، وذكر غيره، وسائر ما يتكلم الله به هو شيء واحد، لا يتبعض ولا يتعدد، فحقيقة قوله: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، ولا يذكر أحدا.
وفي صحيح مسلم في حديث تعليم الصلاة فقوله: سمع الله لمن حمده؛ لأن الجزاء بعد الشرط، فقوله مجزوم حرك لالتقاء الساكنين، وهذا يقتضي أنه يسمع بعد أن تحمدوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد السادس (العقيدة)