التوبة من سب المسلم ووصف خلقته بالقبح
سببت أحد زملائي، وعيرته في خلقه وخلقه، وصفته بأنه اثى مع أني أحبه كثيرا، وهو لا يعرف بأني أنا من شتمه. سؤالي هو كيف أصلح خطئي دون أن يعرف بأني أنا من شتمه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسباب المسلم وإيذاؤه بأي وجه من وجوه الإيذاء حرام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من أسلم بلسانه و لم يدخل الإيمان في قلبه؛ لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله» (رواه الترمذي وصححه الألباني) وقال أيضا: «سباب المسلم فسوق» (متفق عليه).
وأما التعيير بقبح الصورة والمنظر فإن فيه ذنبا آخر فوق إيذاء المسلم، ألا وهو إيذاء الله جل وعلا، وإساءة الأدب معه، فإن الله هو الخالق المصور، والمرء لا دخل له ولا تصرف في هيئته وصورته، وقد قال رسول الله: «ولا تقبح الوجه» (رواه أبو داود وحسنه الألباني). جاء في عون المعبود:( ولا تقبح الوجه ) بتشديد الموحدة أي لا تقل إنه قبيح أو لا تقل قبح الله وجهك أي ذاتك فلا تنسبه ولا شيئا من بدنها إلى القبح الذي هو ضد الحسن لأن الله تعالى صور وجهها وجسمها وأحسن كل شيء خلقه وذم الصنعة يعود إلى مذمة الصانع انتهى.
والواجب عليك إذ صدر منك ما صدر من إيذاء لهذا الرجل أن تتوبي إلى الله جل وعلا، ثم لا يلزمك أن تخبريه بما كان منك، بل اكتفي بالدعاء والاستغفار له. ونرجو الله سبحانه أن يجعل هذا كفارة لما كان منك في حقه.
والأولى أن تطلبي منه العفو جملة من غير ذكر لما كان منك، وبشرط أن لا يؤدي طلب العفو منه إلى خلوة أو خضوع بالقول أو نحو ذلك.
مع التنبيه إلى أنه لا يجوز إقامة علاقة حب ولا صداقة بين المرأة والرجال الأجانب، فكل هذا حرام ولا يعترف به الإسلام إلا تحت مظلة الزواج الشرعي الصحيح.
فالواجب على المرأة إذا مالت لأحد الرجال ووقع في قلبها حبه، فإما أن تطلب منه أن يتقدم للزواج بها، أو تكتم هذا في قلبها وتجتهد في دفعه حتى يذهب أثره ويتلاشى.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: