الصراط والميزان والقنطرة
السلام عليكم بارك الله فيكم وفي موقعكم عندي إشكال في مسالة الصراط والميزان لا افهمها انا قرأت ان السيئات والحسنات توزن يوم القيامة فمن كانت حسناته اكثر دخل الجنة ولا يدخل النار واذا عمل الشخص كبائر من سرقه أو ربا او منع الزكاة او قطع الرحم وحسناته اكثر من السيئات يعفو عن الكبائر ولا يعذب بها وايضا سمعت ان في الصراط قناطر تسال الملائكة العبد عن صلة الرحم والامانات والصلاة والصوم والزكاة والتوحيد والطهارة والمظالم والحج اذا كانت الصلاة كامله وتامه ينقل الي القنطرة الأخرى فاذا كانت غير تامه سقط
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فأهل السنة والجماعة يؤمنون بالميزان يوم القيامة، وأن أعمال العباد توزن، فترجح الحسنات أو السيئات، وكذلك توزن سجلات الأعمال، والعامل نفسه؛ قال عز وجل: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} [الأعراف: 8، 9]، وقال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47]، وقال تعالى: {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة: 6 - 11]، فيرجح المثقال بالذرة لدقته وحساسيته، يوم القيامة يرجح الذرة؛ كما قال سبحانه: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده "
وفي المسند أنه قال في حق عبدالله بن مسعود: "لرِجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد".
وفي حديث صاحب البطاقة الذي رواه أحمد والترمذي عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات، فقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء".
أما الصراط فأهل السنة يؤمنون به، وأن الناس يمرون عليه يوم القيامة على قدر أعمالهم؛ كما في أحاديث كثيرة منها حديث عائشة قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: 48]، أين يكون الناس يومئذ؟ قال: على الصراط"؛ رواه مسلم.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة: "ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم، منهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل، ثم ينجو".
أما القنطرة فقد اختلف العلماء فيها، فقيل هي طرف الصراط، أو هي جسر مستقل، وقال بعض أهل العلم الله أعلم بها؛ وأن ما يجب الإيمان به أن الناس يوقفون عليها، فيقتص لبعضهم من بعض؛ من أجل أن يذهب الغل والحقد والبغضاء التي في قلوب الناس، فيكون هذا بمنزلة التنقية والتطهير؛ وقد دلت السنة على أن المؤمنين إذا جاوزوا الصراط أنهم لا يدخلون الجنة إلا بعد أن ينقوا ويهذبوا، كما وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا"
أما ورد في السؤال عن السبع قناطر التي توجد فقد ذكرها القرطبي في كتابه "التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص: 752) عن بعض أهل العلم أنه قال: لن يجوز أحد الصراط حتى يسأل في سبع قناطر، أما القنطرة الأولى: فيسأل عن الإيمان بالله... ثم يسأل على القنطرة الثانية عن الصلاة، فإن جاؤ بها تامة جاز، ثم يسأل على القنطرة الثالثة عن صوم شهر رمضان... ثم يسأل على القنطرة الرابعة عن الزكاة... ثم يسأل في الخامسة عن الحج والعمرة فإن جاء بهما تامتين جاز، ثم يسأل في القنطرة السادسة عن الغسل والوضوء... ثم يسأل في السابعة عن ظلامات الناس.
وذكره أيضًا أبو حامد في "كتاب كشف علم الآخر".
وكل هذا لا دليل عليه،، والله أعلم.
- المصدر: