هل يصير الكافر مسلماً بالصلاة
هل يصير الكافر مسلماً بالصلاة ؟ لأنني سمعت من صلى يدخل في الإسلام
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فمن المعلوم من دين الإسلام بالاضطرار أن كل كافر يصير مسلماً بالشهادتين، وهذا مما اتفق عليه أئمة الدين، وعلماء المسلمين، ومنهم الإمام أبو بكر بن المنذر حيث قال: "أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على أن الكافر إذ قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأن كل ما جاء به محمد حق، وأبرأ إلى الله من كل دين يخالف دين الإسلام أنه مسلم.
أما من لم يتكلم بالشهادتين وأتى بغيرها من خصائص الإسلام كالصلاة، فالصحيح من قولي أهل العلم أنه يصير مسلمًا بكل ما هو من خصائص الإسلام وهو من مفردات مذهب الحنابلة.
جاء في كتاب "المغني"(9/ 22) لابن قدامة:
"وإذا صلى الكافر، حكم بإسلامه، سواء كان في دار الحرب أو دار الإسلام، أو صلى جماعة أو فرادى.
وقال الشافعي: إن صلى في دار الحرب، حكم بإسلامه، وإن صلى في دار الإسلام، لم يحكم بإسلامه؛ لأنه يحتمل أنه صلى رياء وتقية.
ولنا أن ما كان إسلامًا في دار الحرب كان إسلامًا في دار الإسلام كالشهادتين؛ ولأن الصلاة ركن يختص به الإسلام فحكم بإسلامه به كالشهادتين، واحتمال التقية والرياء يبطل بالشهادتين، وسواء كان أصليًا أو مرتدًا.
وأما سائر الأركان، من الزكاة والصيام والحج، فلا يحكم بإسلامه به؛ فإن المشركين كانوا يحجون في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى منعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:"لا يحج بعد العام مشرك"، والزكاة صدقة، وهم يتصدقون". هـ.
وجاء في "الشرح الكبير على متن المقنع"(1/ 380):
"(وإذا صلى الكافر حكم بإسلامه) لقوله - صلى الله عليه وسلم – "من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، فله ما لنا وعليه ما علينا"، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "بيننا وبينهم الصلاة"، فجعل الصلاة حدًا، فمن أتى بها ينبغي أن يدخل في حد الإسلام؛ ولأنها أحد مباني الإسلام المختصة به، فإذا فعلها حكم بإسلامه، كالشهادتين".
وقال المرداوي في "الإنصاف"(1/ 394): "هذا المذهب مطلقًا، نص عليه، وعليه الأصحاب، وجزم به كثير منهم، وهو من مفردات المذهب". اهـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمة في كتابه "درء تعارض العقل والنقل"(8/ 14): "فمن صلى ولم يتكلم بالشهادتين، أو أتى بغير ذلك من خصائص الإسلام ولم يتكلم بهما؟ والصحيح أنه يصير مسلماً بكل ما هو من خصائص الإسلام". اهـ.
ونحوه في "شرح العقيدة الطحاوية"(ص: 27).
والذي يظهر أن الراجح مذهب أحمد خلافًا للجمهور،، والله أعلم.
- المصدر: