لماذا أرجع للذنب
السلام عليكم انا فتاه عمري ٢٣ و عندي عاده بتكليم الشباب منذ كنت صغيره و في كل مره اهلي يكتشفون امري يأخذون مني هاتفي و عندما يكتشفوني اتوب إلى الله و ارجع إليه و ادعوه بالمغفرة و الثبات و ابكي كثيرا لان لا احد يكلمني ف المنزل ابدا .. و أمر بأيام يعلم بها الله فقط تم بمجرد أن يعيدو لي الهاتف فتره قصيره اشهر و اعود لذنبي السؤال ١. لماذا ارجع كل مره و كيف الطريقه لعدم العوده ٢. هل توبتي لا تقبل لانني اتوب فقط عندما يكتشفون اهلي و يغضبون على و يأخذون هاتفي
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن الشارع الحكيم حرم أي علاقة بين الجنسين إلا في ظل زواج شرعي، ومن ثمّ حرم الله تعالى كل الأسباب والوسائل التي تفضي إلى الفساد؛ سدًّا للذريعة، فحرَّم الاختلاط بالنساء والنظر إليهن، والخلوة بالأجنبية، وحرم مس الأجنبية؛ قال الله –تعالى -: {قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30].
وحرِّم أيضًا الخلوة بالأجنبية؛ لأنها مظنة الفتنة، والأصل أن كل ما كان سبباً للفتنة فإنه لا يجوز، فإن الذريعة إلى الفساد يجب سدُّها، لأن الله فطر الإنسان وخلقه من ذكر وأنثى، وركَّز في كلٍّ منهما غريزة الميل إلى الجنس الآخر، قال – تعالى -: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [الأعراف: 189]، فالواجب الابتعاد عن تلك عن الخلطة حفاظًا على الدين، وصوناً للقلب .
أما التوبة فإن الله تعالى قد فتح أبواب رحمته، وطمَّع في مغفرته أهل المعاصي مهما يكونوا قد أسرفوا في المعصية؛ قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، فَمَا على العبد إِلا أن يخلِص في التَّوبَةِ؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار} [التحريم:8].
ومن شرط التوبة الصادقة العزم على عدم العود والابتعاد عن جميع الأسباب المؤدية إليها، وعلى قدر صدق الإنسان في التوبة يكون الثبات عليها؛ لأن التوبة من شعب الإيمان، والقلب إذا باشر حقيقة الإيمان لم يتركه، وإذا خالطت بشاشته الإيمان القلوب لم يسخطه أبدًا، ولذلك كان الرجوع إلى الذنب دليل أن التوبة ليست خالصة، فالاستقراء يدل على أنه إذا خلص القلب من الذنب لم يرجع إليه، مهما ألقى الشيطان في قلبه وساوس وخطرات.
جاء في "مجموع الفتاوى"(16/ 58) لشيخ الإسلام ابن تيمية: "فالتوبة النصوح هي الخالصة من كل غش، وإذا كانت كذلك كائنة فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه، فمن خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب، فهذه التوبة النصوح وهي واجبة بما أمر الله تعالى.
ولو تاب العبد ثم عاد إلى الذنب قبل الله توبته الأولى ثم إذا عاد استحق العقوبة، فإن تاب تاب الله عليه أيضا، ولا يجوز للمسلم إذا تاب ثم عاد أن يُصرَّ؛ بل يتوب ولو عاد في اليوم مائة مرة؛ فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله يحب العبد المفتن التواب"، وفي حديث آخر: "لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار"، وفي حديث آخر: "ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم مائة مرة". اهـ.
إذا تقرر هذا، فالرجوع إلى العلاقات المحرمة دليل على أن التوبة مدخولة وليست خالصة، ومما يعينك علةى الثيات على التوبة الابتعاد عن وسائل الاتصال ولو لفترة حتى تطمي من تلك المعصية،، والله أعلم.
- المصدر: