حكم التسمية باسم نور اليقين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:

فالذي يظهر أن اسم نور اليقين يحمل نوعًا من التزكية، ولهذا لا ينبغي التسمية به؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - غيّر اسم برة لكونه دالاًّ على التزكية، ولا يظهر أنه علم مجرد لا يفهم منه التزكية مثل صالح وعلي ونحوهما من الأعلام المجردة التي لا تحمل معنى التزكية.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة: "أن زينب كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب"، وفي صحيح مسلم  عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كانت جويرية اسمها برة، فحول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمها جويرية وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة".

وقد بين شيخ الإسلام ابن القيم في "زاد المعاد" فقال في معرض كلامه عن علة النهي عن الأسماء التي تحمل معنى التزكية (2/ 314): "... وأمر آخر: وهو ظن المسمى واعتقاده في نفسه أنه كذلك، فيقع في تزكية نفسه وتعظيمها، وترفعها على غيره، وهذا هو المعنى الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم لأجله أن تسمى "برة"، وقال: "لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم"، وعلى هذا فتكره التسمية بالتقي والمتقي، والمطيع والطائع والراضي، والمحسن والمخلص والمنيب والرشيد والسديد". اهـ.

إذا تقرر هذا، فابحثي عن اسم مناسب غير اسم نور اليقين لما فيه من التزكية، أما الأحلام فلا يعمل بها في الأحكام الشرعية؛ لأن مرد الحكم الشرعي إلى الكتاب والسنة،، والله أعلم.