اود معرفه ما اذا كنت مذنبه ام لا
خالد عبد المنعم الرفاعي
حالتي هي ان والدي لم يكن مثل الاباء الجيدين لم اعرف معني الابوه كان يعاملنا بقسوه وكان يصل الامر للضرب والاهانه والشتائم سواء في البيت ام امام الناس لا يقوم بالاصراف علينا لم يسعي ليجعلنا افضل جعلنا ناخذ اموال من اقاربه لانه لم يصرف علينا الا بقدر لا يكفي ابدا كان يعامل امي معامله سيئه للحد الذي قام بالطعن بشرفها عده مرات امامي كان يقوم بعمل اشياء فاسده علمت بها متأخره ووصل للحد انه قرا في كتب مثل شمس المعرف واذانا وابتعدنا عنه الان ولا يسال عننا لكن قلبي ملئ ولا اقدر علي ان اسال عليه الا نادر
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ
فمن المقرر في الشريعة الإسلامية أن الله تعالى لم يكلف عباده فوق طاقتهم، وإنما كلفهم بما يعلم أنهم يستطيعونه، فأمر الأبناء ببر الوالد وإن كان عاقًا لهم؛ لأن البر والمعروف يفعله الإنسان مع من يحب ومن يكره، والوالد إن لم يتق الله تعالى في أبنائه، فلا يكون هذا مسوغًا لقطيعته، أو للتطاول عليه، وإنما ينُصح بغير عقوق ولا شجار، ويرشد للخَير ويحذر من يفعله من معاصي، فإن تعذر كل هذا فتبقى الصلة وعدم القطيعة؛ قال الله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}[لقمان: 15].
فدلت الآية الكريمة على أن كفر الوالد عياذًا بالله لا يُسقط حقه في البر والإحسان، فبالأحرى ألا يسقطه تضييعه لحق أبنائه، فتقصير الأب أو كفره أو دعوته لأبنائه للكفر لا يبرر.
وتأملي ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22، 23]، وفي رواية للبخاري: فقال الله تعالى: "من وصلك، وصلته، ومن قطعك، قطعته"، وروى مسلم وعنه أيضا أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: "لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك"، والمل: الرماد الحار: أي كأنما تطعمهم الرماد الحار، ،، والله أعلم.