زوجتى ترفض العلاقة الحميمة وتطلب الطلاق
متزوج منذ ١٥ سنة وزوجتى لا تحب العلاقة الحميمة نهائي وتمنع نفسها عني كثيرا وسبق وان اخبرتها بعظم فعلتها وان هذا حرام فترد بانها لا تحب ذلك وان الله عز وجل خلقها هكذا واخبرتها بان تذهب لدكتورة متخصصة ورفضت فكرة انها ممكن تكون مريضة اصلا والان تطلب الطلاق وتفتعل المشكلات من اجل ان اطلقها بحجة انها لاتريد ان تحمل وزر عدم قيامها بواجبها تجاهي رفضت طلبها وامتنعت عن طلبها للعلاقة وقلت لها نعيش نربي الاولاد ومش محتاج منك حاجة من اجل اولادي ولكنها ما زالت مصرة على الطلاق و ان تاخذ الاولاد تربيهم
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد أولت الشريعة الإسلامية الأسرة أهمية كبيرة في بنائها والمحافظة عليها، وتوفير ضمانات البقاء والاستقرار والهدوء؛ ومن أجل هذا أنزل الشارع الحكيم تشريعات محكمة تضمن بقاء الحياة الزوجية قوية متماسكة أمام زوابع الهدم، وتنظيمها وتوضيح الاختصاصات التنظيمية فيها؛ لمنع التنازع بين أفرادها، بردهم الجميع إلى حكم الله لا حكم الهوى والانفعالات؛ ومن تأمل تعبيرات القرآن العظيم عن رباط الزوجية، وتصويره العلاقة الأسرية تصويرًا راقيًا يشع منه التعاطف والسكن والهدوء وطمأنينة ً والإحصان والصيانة ؛ قال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الروم: 21]، وقوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}[البقرة: 187]، وقوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} [النحل: 80].
ومن التشريعات التي شرعها الله تعالى عند استعلان النشوز هو توسيط بعض العقلاء من الأهل أو غيرهم من أهل العلم والدربة الحياتية للمساعدة في حل تلك المشكلة حافظًا على الأسرة؛ قال الله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً*وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً} [النساء: 35].
ولبين لها الحكمان ما يجب عليها من تلبية رغبات زوجها في العلاقة الخاصة؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تُصبح)).
وفي الصحيح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها".
غير أن العلاقة الخاصة وإن كان شديدة الأهمية، إلا أنها ليست السبب الوحيد لحسن التبعل والمودة والرحمة، والزوج يجب أن لا يلوم زوجته على شيء لا حيلة لها فيه، بل عليه الواجب الأكبر لحل المشكلة، فهو رئيس البيت والمسؤول الأول على سعادة البيت وهنائه، فليبحث عن السبل والوسائل التي تجلب السعادة، وليتعاونا سويًّا في هذا الشَّأن بودٍّ وحب؛ فالأمر يتطلَّب وضوحًا وصراحة وترك التأنيب وكثرة اللوم العتاب الذي قد يجعل المرأة تفضل الطلاق على استمرار الحياة الزوجية.
كما ننصحك بالذهاب لمستشار أسري،، والله أعلم.
- المصدر: