هل اعود الى زوجي بعد التوبة من الشذوذ
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم ، من ٣ سنوات تزوجت زواج تقليدي من شاب لم اعرفه من قبل وانجبت منه ولد وبعد سنه ونصف اكتشفت مراسلته للشباب بالفاظ بذيئه تدل على الشذوذ ولكن لم اتاكد ان فعل الشذوذ حقا ام فقط كلام ، وعندما واجهته اقسم على انه لم يفعلها فقررت اعطاءه فرصه وعدم كشف سره ، واستمريت معه سنه ونصف اخريات انجبت خلالها بنت ، بعد تدخلات من اهله وتضييق الحياه علي ذهبت الى بيت اهلي وانا غاضبه وافشيت سره وطلبت الطلاق .والان اشعر بالندم ولدي رغبه بالعوده ولكن اهلي يرفضون ، علما انه تاب يرسل الأقارب لارجاعي فما العمل؟
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإن الشارع الحكيم قد أحاط الحياة الزوجية بكل الضمانات التي تكفل استقرارها واستمرارها، وجعل الحفاظ عليها من أهم مقاصد الدين الحنيف، وقد بيَّن الله تعالى الأحكام الشرعية التي تسير عليها حال استقرارها وحال اضطرابها، وشرع تعالى طُرُق الإصلاح بين الزوجَيْن ما يكفل حفظها من الانفكاك، وحمايتها من غوائله، وقدم الصُّلْح على الفراق؛ فقال سبحانه: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128]؛ أي: من الفراق، وقال سبحانه: {وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 129].
أما الطلاق؛ فهو الحلُّ الأخير الذي لا ينبغي أن يُصارَ إليه إلا عندما تُسْتَنْفَد جميع الحلول المختلفة، لا سيما إن كان الزوج قد تاب؛ فأول من يدفع ثمن الطلاق وتفكُّك الأسرة هم الأبناء، وهو وإن كان مباحًا في أصله، إلَّا أنه يُكرَه من جهة سببه، ولذلك يجب على الجميع التريُّث، والتحلِّي بالصَّبر الجميل، وبذل الوسع، والسعي في صلاح الزوج، وإعانته على الثبات على التوبة.
وقد أخطأت بفضح سر زوجك؛ فالستر على الزوج واجب شرعي، ولكن قدر الله ما شاء فعل، ويمكنك الاستعانة ببعض أهل الخير لإقناع الأهل بالعدول عن طلب الطلاق، وأن يغلبوا مصلحة الأطفال، وحقهم في النشأة الطبيعية بين أبوين،، والله أعلم.