من احتال في أخذ المال هل يتبرع به

منذ 2022-10-25
السؤال:

كنت قد نذرت أنا أتخلى عن 5000 من مالي. أنا لا أتذكر أن كان نذري للتخلي بسبب ان هذا المال حرام (لأنني احتلت لأخذه) و يجب ان ارجعه لأصحابه ام نذر عوض للتبرع اذا اعطاني الله ما أريد. قد أكتشفت ان عندي غلبة ظن كبيرة ان لي الحق في هذا المال و انني احتلت بقدر صغير فقط و الباقي حقي فعلا. فهل أرجعه لأصحابه، أم أتبرع به، أم أخذ ما اعتقد انه حقي و ارجع الباقي؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فإن كان الحال كما ذكرت: أن المال اذي بحوزتك معظمه من حقك، وأن قدر صغير منه من حق غيرك:- فيجب عليك ردُّ ذلك القدر اليسير لأصحابه إن كنت تعرفهم بأعيانهم، وتتمكَّن مِن الوصول لأصحابه، أو تطلب منهم العفو والمسامحة؛ لما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "على اليد ما أخذَتْ حتى تُؤدِّيَه"؛ رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح.

وروى البخاريُّ في صحيحه عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن كانتْ عنده مَظلمة لأخيه فليتحلَّلْه منها؛ فإنه ليس ثَم دينار ولا درهم، مِن قبل أن يُؤخَذ لأخيه مِن حسناته، فإنْ لم يكن له حسنات أُخِذ من سيئات أخيه، فطُرِحت عليه".

ولكن إن عَجَزت عن أدائه لأصحابه، فيجب التَصدَّق بهذا المال عنهم، ووضَعه في مصالح المسلمين، كما أفتى به كثير من الصحابة؛ والله سبحانه لم يُكلِّفنا إلا وسعنا؛ قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]، فالاستطاعة من شرط التكليف.

ولتكثر من الأعمال الصالحة، ولتحافظ على الفرائض وأعظمها الصلاة؛ قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ* وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود: 114، 115]،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 2
  • 0
  • 459

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً