هل هناك فضل لنهار ليلة القدر
خالد عبد المنعم الرفاعي
نعلم أن ليلة القدر خير من ألف شهر لنفرض أن لية القدر كانت فى الخامس والعشرين مثلآ فهل قراءة القرآن أو أى عمل صالح فى نهار الخامس والعشرين من رمضان خير من مثله فى ألف شهر ؟ أم أن هذا الثواب العظيم للعمل الصالح فى الليل فقط ؟ وان كان هذا يخص الليل فقط فمتى هو بالضبط(من أى ساعة الى أى ساعة) وجزاكم الله خيرآ
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد دلت السنة المشرفة على الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان كلها إنما يكون بإحياء الليل؛ وذلك رجاء موافقة ليلة القدر؛ ففي لصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، "إذا دخل العشر، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر"، واللفظ لمسلم، وقولها: "أحيا الليل"، دليل على أن الاجتهاد الزائد إنما يكون بالليل؛ وذلك لأن الله سبحانه فضل ليالي العشر من رمضان على سائر ليالي العام، كما فضل أيام العشر الأول من ذي الحجة على سائر الأيام.
وروى أحمد ومسلم: ((كان يجتهد في العَشْر الأواخر ما لا يَجْتَهِدُ في غيرها))، واجتهادُه - صلى الله عليه وسلم - يكونُ بالصَّلاة، والدُّعاء، وتِلاوة القرآن ليلاً، وذِكْر الله - تعالى - وغير ذلك منَ الطاعات.
ورَوَى أحمد، وأصحاب السُّنَن، عن أبي ذَر، قال: صُمْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يُصَلِّ بنا، حتى بقيَ سبع منَ الشهر، فقام بنا حتى ذَهَبَ ثُلُث الليل، ثم لم يقم بنا في الثالثة، وقام بنا في الخامِسة، حتى ذهب شَطْر الليل، فقلنا: يا رسول الله، لو نَفَّلْتَنَا بقيَّة ليلتنا هذه، فقال: ((إنَّه مَن قامَ مع الإمام حتى يَنْصَرِفَ، كُتِبَ له قيام ليلة))، ثم لم يقم بنا حتى بقيَ ثلاث منَ الشَّهر، فصَلَّى بنا في الثالثة، ودعا أهله ونساءه، فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح، قلتُ له: وما الفَلاح؟، قال: ((السحور)).
قال الشَّوكاني في "النَّيْل": "وفيه تَأَكُّد مشروعية القيام، في الأفراد من ليالي العَشْر الآخرة من رمضان؛ لأنها مظنَّة الظَّفَر بليلة القدر".
وقال أيضًا"(4/ 319): "والحديث فيه دليل على مشروعية الحرص على مداومة القيام في العشر الأواخر من رمضان وإحيائها بالعبادة". اهـ.
وعليه، فإن ثواب ليلة القدر يخص الليلة، وكذلك الاجتهاد في العبادة، ولا يمنع هذا من الاجتهاد في الأيام؛ لأنها كلها أيام فضل؛ ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداوم على الاعتكاف فيها،، والله أعلم.