الغيرة من إخِ الزوجة
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم هل يحق لي ان اغار على زوجتي من اخوانها الذكور الذين هم كلهم شباب كبار وزوجتي هي الاوسط عمرا بينهم نتيجة بعض التصرفات التي اثارت غضبي وهي ان يحملها اخويها بين ايديهم كنوع من المداعبة وان يجلس احدهم بين ايديها لمداعبة رأسه وما اثار جنوني عندما راي اخيها الاكبر ساقها عن طريق الصدفة فظل يتغزل بهما , وعندما اخبرها بانه لا يصح ذلك ترد بقولها انه لا حرج فانهم اخواني ولا يحق لك ان تغار منهم .. علاقتي بهم قوية ولكن تلك التصرفات جعلتني احمل فى صدري شيئا منهم ولا استطيع ان اوقف تلك المشاعر ..
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فإن الغَيْرَة من الغرائز البشرية الحميدة التي أودعها الله في الإنسان، وتَبْرُز كلما أحسَّ شركة الغَيْر في حقِّه بلا اختيارٍ منه، ولا خير فيمن لا يَغَار؛ بل إن قلبه مَنْكُوسٌ، غير أن للغَيْرَة آدابٌ ينبغي مراعاتها؛ وإلا انقلبت إلى غَيْرَة مذمومة، ومن هذه الآداب ألا تكون بغير رِيبَةٌ؛ كما روى أبو داود والنَّسائي وابن حبَّان قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من الغَيْرَة ما يحبه الله، ومنها ما يُبْغِضُه الله، فأما الغَيْرَة التي يحبها الله؛ فالغَيْرَة من الرِّيبَة، والغَيْرَة التي يُبْغِضُها الله؛ فالغَيْرَة من غير رِيبَة)).
ومن المعلوم أن الأخ محرمٌ لأخته، ويجوز له أن يخلوَ بها، وأن يسافِرَ معها، ويرى منْها مَا يَبدُو مِنهَا غَالِبًا، أو جرتِ العادة بكشْفِه في البيْت، أو في حال المِهْنة المنزليَّة، وهو ما يظْهر غالبًا في البيْت، ويشقُّ التحرُّز؛ كالشَّعر والرَّقبة والقَدَمين، والكفِّ والذِّراع والسَّاق، وما أشْبَه ذلك؛ قال - تعالى -: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ} الآيةَ [النور: 31].
ولكن يجب التحفظ والتأدب بآداب الشَّرع الحكيم التي راعت سلامة الصُّدور، وحفظ الدِّين؛ فلا يجوز للأخ -مثلاً - أن ينام مع أُخْتِه في فراش واحد، أن يرى من عورتها ما حرمه الشرع، أو التغزل فيها، أو غير ذلك مما يخالف الشرع والشيم الأصيلة.
إذا علم هذا، فدع عنك تلك الغيرة، وانصح زوجتك على المحافظة على الحدود الشرعية في تعاملها مع إخوانها الذكور،، والله أعلم.