دخول الأطفال المساجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فى المسجد المجاور للمنزل يوجد امام يصلى بنا ينهانا عن اخذ الاطفال من سن 4 سنوات و5 سنوات ويقول ان النبي صل الله عليه وسلم قال لاعبوهم لسبع وعلموهم لسبع واضربوهم على عشر وقال ان هذه الاطفال تقعد فى البيت ولا يجوز اخذهم المسجد ومن ناحية اخرى عند نزولى للمسجد ارى الاطفال يقولون نريد ان ناتى معك المسجد بيشبطو في بمعنى اصح بدون ضغط منى علما بانهم لا يسببون ازعاج ولا تشويش على احد هل يوجد اثم على ذلك , وما هو التصرف الواجب فعله فى هذا الموقف وجزاكم الله خيرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:
فالذي يظهر أن اصطحاب الأطفال للمسجد من الأمور المشروعة، والمشهورة في زمان النبي صلى الله عليه وسلم؛ ففي الصحيحين عن أبي قتادة الأنصاري، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها".
قال الإمام النووي عند شرح حديث أبي قتادة: نيل الأوطار (2/ 143): "وَمِنْ فَوَائِدِ الْحَدِيثِ جَوَازُ إدْخَالِ الصِّبْيَانِ الْمَسَاجِدَ". اهـ.
وروى أحمد والنسائي في الكبرى عن أبي هريرة، قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه، أخذهما بيده من خلفه أخذا رفيقًا، فيضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتى قضى صلاته، أقعدهما على فخذيه".
وروى أحمد وأصحاب السنن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن، والحسين رضي الله عنهما، عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما، فصعد بهما المنبر، ثم قال: " صدق الله: { أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28]، رأيت هذين فلم أصبر"، ثم أخذ في الخطبة".
فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أنه جواز دخول الأطفال المساجد، وأنه كان معمولاً به زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير نكير.
هذا؛ ومما لا شك فيه أن وظيفة المسجد في المجتمع المسلم تتعدى أمر الصلاة، ومن ثمّ حرص الشارع على تواجد الأطفال في المساجد، وتعويدهم على دخولها، ليعتادوا على صلاة الجماعة، ولحفظ القرآن الكريم، وسماع المواعظ والآداب الشرعية، وغير ذلك من الفوائد والآداب الإسلامية.
غير أنه يجب على الآباء أن يعلموا أبناءهم الصغار آداب المسجد، وحرمة المصلين، وأن يرشدوهم إلى خفض الصوت، وترك اللعب حتى لا يتسببوا في ازعاج المصلين والتشويش عليهم، وأن يحذرهم من أذية الناس والمرور بين يدي المصلين، ونحو ذلك قبل أن يؤتى به إلى المسجد؛ ففي صحيح البخاري عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : "إن في الصلاة لشغلاً"، فأخبر أن في الصلاة ما يشغل المصلى عن الانشغال بغيرها، وهذا هو القنوت فيها، وهو دوام الطاعة .
فإن علم الأب من حال ابنه أنه إذا زُجر انزجر، أخذه للمسجد، وإن علم خلاف ذلك، فلا يأخذه؛ حتى لا يشغل المصلين.
ومعلوم من حال بعض الأطفال أنه يصعب ضبطهم، ولا يأتمرون بأمر، ولا ينتهون عن نهي، ومن ثمّ يشوشون على المصلين، ويعبثون بالمسجد وممتلكاته= فهؤلاء لا يجوز إحضارهم إلى المسجد؛ لما في ذلك من أذية المسلمين.
وعليه، فيجوز إحضار الأطفال إلى المسجد إن كانوا لا يعبثوا في المسجد ولا يؤذوا المصلين، وينزجرون إذا زجروا، وأما إن كانوا على النقيض من هذا، فلا يجوز إحضارهم.
أما الإمام فينبغي التناصح معه، وإطلاعة على ما ذكرناه من أدلة، ووبيان أن طرد الأطفال عن المسجد يؤدي إلى نفرة الصبيان عن المساجد عمومًا، ويرسب في نفسه عقدة من المصلين،، والله أعلم.
- المصدر: