نشر المحرمات
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم انا كان لدي حساب انشر فيه الافلام والمسلسلات وتظهر فيه صور نساء متبرجات ولاكن الحمدالله تبت وحذفت الحساب ولا اكن اخشى ان بعض المتابعين قد حفضوا الفيديوهات هل علي شئ ؟ وقد بادرت بان انزل نصيحه لهم واقول لهم ان يحذفوها ولاكن لن اضمن ان الجميع قد رأى ماذا افعل
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد أجمع أهل السنة على أن التوبة ممكنة من كل ذنب، أن الله يغفره يغفر الشرك والكفر والنفاق وما دونها لكل من تاب؛ وأن التوبة من أجل وأحب الطاعات إلى الله تعالى، وأنه سبحانه يفرح بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة، بعد اليأس منها، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة.
ومن سعة رحمة رب العالمين أنه جعل سبيل التوبة مفتوح دائمًا لكل من قصده، وفرّ إلى سيده، وجدّ في الهرب إليه منطرحًا على بابه متضرعًا متذللاً، خاشعًا باكيًا آسفا، متذكرا عطف الله وبره ولطفه ورحمته، ورأفته وإحسانه وجوده وكرمه، مع غناه وقدرته؛ قال تعالى: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة:39]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} [التحريم:8]، وقال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عند قوله تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] في "مجموع الفتاوى"(16/ 23-24): "... إن أتى بما يوجب المغفرة غفر له، وإن أصرّ على ما يناقضها لم يغفر له. وأما جنس الذنب فإن الله يغفره في الجملة: الكفر والشرك وغيرهما؛ يغفرها لمن تاب منها؛ ليس في الوجود ذنب لا يغفره الرب تعالى؛ بل ما من ذنب إلا والله تعالى يغفره في الجملة.
وهذه آية عظيمة جامعة، من أعظم الآيات نفعًا، وفيها رد على طوائف: رد على من يقول إن الداعي إلى البدعة لا تقبل توبته.
وظاهر مذهبه مع مذاهب سائر أئمة المسلمين أنه تقبل توبته كما تقبل توبة الداعي إلى الكفر وتوبة من فتن الناس عن دينهم. وقد تاب قادة الأحزاب: مثل أبي سفيان بن حرب والحارث ابن هشام وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم بعد أن قتل على الكفر بدعائهم من قتل وكانوا من أحسن الناس إسلاما وغفر الله لهم.
قال تعالى: { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال: 38]، وعمرو بن العاص كان من أعظم الدعاة إلى الكفر والإيذاء للمسلمين وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم لما أسلم {يا عمرو أما علمت أن الإسلام يجب ما كان قبله} وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود في قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء: 57]، قال كان ناس من الإنس يعبدون ناسا من الجن فأسلم أولئك الجن والإنس يعبدونهم. ففي هذا أنه لم يضر الذين أسلموا عبادة غيرهم بعد الإسلام لهم وإن كانوا هم أضلوهم أولا". اهـ.
إذا تقرر هذا، فالواجب عليك هو التوبة النصوح والسعي في إزالة آثار المعصية، فإن تعسر فلا شيء عليك؛ لأن من شرط التكليف الاستطاعة،، والله أعلم.