حكم من ولد في بلاد الكفر ولا يستطيع انكار المنكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا اعرف شخصا صديقي هو تايلندي من تايلاند وتايلاند بها اكثر من ١٠مليون مسلم وهو طبعا محافظ على دينه يقيم الصلاة ويصوم ولا احد يمنعه ويقيم الجمع والجماعت بإختصار هو يقيم دينه ولكن هو طبعا عندما يمشي بالشارع النساء هناك غير محجبات لا يستطيع ان ينكر عليهم ولكنه يغض البصر وينكر بقلبه ويستطيع ان يغض بصره بسهولة ولكنه قال لي انه خائف من ان يكون آثم لان من شروط الانكار بالقلب هو مفارقة المكان فهل يجب عليه ان يترك بلده ويهاجر ؟ وطبعا هناك مراكز اسلامية ودعاة تدعوا للدين
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإعلاء كلمة الله، وتحقيق الوصاية لهذه الأمة في الأرض؛ لتكون طليعة، ولتكون لها القيادة= هو خاصة الأمة الإسلامية، وسبب خيريتها، صيانة للمجتمع من عوامل الفساد، وضروري لإقامة خلافة الله في أرضه، ولتحقيق الصورة التي يحب الله أن تكون عليها الحياة؛ فبالإيمان بالله يوضع الميزان الصحيح للقيم، حتى لا يعم الفساد وتضطرب الموازين وتختل منظومة القيم. وكل هذا يتطلب الرجوع إلى تصور ثابت للخير وللشر، وللفضيلة والرذيلة، وللمعروف والمنكر؛ ولا كتاب من الكتب السماوية مثل القرآن العظيم ومنهجه القويم؛ قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، وقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران: 110]، وقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: 71]، وقال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78 - 79]، والآيات بهذا المعنى كثيرة جدًا.
وروى الإمامُ مسلمٌ في صحيحه مرفوعًا إلى النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أنه قال: ((مَن رأى منكم منكرًا فليغيِّرْه بيده، فإنْ لم يستطِع فبلسانِه، فإن لم يستطِع فبقلبِه؛ وذلك أضْعف الإيمان)).
ولما كان إنكارُ المنكر واجب على كلِّ مسلمٍ ومسلمة بِحَسب الإمكان والاستطاعة، كان بديهيًا أن يجعل له الشارع الحكيم ضوابط تُراعى القدرة، والمصلحة والمفسدة، فإن توفَّرتْ الضوابط وإلا فلا يأمر ولا ينهى، وينكر بقلبه فقط، فيكره المعصية، ويكره العصاة، فيمقتهم في الله حزنا لما يرى من نقص في أديانهم، وجرأتهم على محارم الله تعالى، فإن استطاع أن يأخذ بأيديهم للخير فعل.
أما مفارقة مكان المعصية فهو من لوازم إنكار القلب، غير أنه لا يتصور إلا في الأمان الغلقة التي يمكن مغادرتها؛ وقال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} [النساء: 140]، وكذلك فيما لا فائدة منه، مثل من دخول السينما أو المسرح ونحوها، أو المولات والأسواق بغير حاجة.
أما مغادرة ديار الكفر والهجرة منها فهي واجب إن لم يتمكن المسلم من إقامة شعائر الدين كالجمعة والجماعات، والحجاب للنساء، وغير ذلك من شعائر الإسلام.
أما من تمكن من إقامة الشعائر الدينية فلا تجب عليه الهجرة،، والله أعلم.
أما
- المصدر: