ما معنى قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ...
صالح بن فوزان الفوزان
- التصنيفات: فقه الحج والعمرة -
السؤال: ما معنى قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ
مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ
فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [سورة البقرة: آية 197]؟
والآية الثانية: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ
لَهُمْ} [سورة الحج: آية 28]؟ وما معنى قول الرسول صلى الله
عليه وسلم: " " (رواه أبو
داود في سننه)؟
الإجابة: يقول الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ
فِيهِنَّ الْحَجَّ...} الآية [سورة البقرة: آية 197] يبين
الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة الميقات الزماني للحج، وهو
شهر شوال وشهر ذي القعدة وعشرة أيام من ذي الحجة، فمن أحرم في هذه
الفترة فقد أحرم في أشهر الحج، وينعقد إحرامه بالحج بإجماع المسلمين،
ويجب عليه أن يتجنب الرفث وهو الجماع ودواعيه؛ لأن ذلك محرم على
المحرم، والفسوق وهو المعاصي، وإن كانت المعاصي محرمة على المؤمن
دائماً إلا أنها يشتد تحريمها وإثمها في حالة الإحرام، والجدال وهو
المخاصمة؛ لأن المخاصمة تفضي إلى أمور محذورة من الأقوال والأفعال،
وتوغر الصدر، وتشغل عن طاعة لله سبحانه وتعالى، فلهذا نهى عنها، إذا
كان الجدال لأجل إحقاق حق وإبطال باطل، فإن الله سبحانه وتعالى يقول:
{وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ} [سورة النحل: آية 125]، ويقول: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [سورة العنكبوت: آية 46] أما إذا كان
الجدال لغير بيان الحق ودحض الباطل فإن المسلم منهي عنه في كل أحواله،
ولا سيما في حالة الإحرام، هذا ملخص معنى الآية الكريمة.
وأما قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [سورة الحج: آية 28]، فإنه يبين سبحانه وتعالى الحكمة في مشروعية الحج أي ليحضروا هذه المنافع في الحج، وهي منافع دينية ومنافع دنيوية، ولم يحددها الله سبحانه وتعالى، لأنها كثيرة، وهذا دليل على أن الحج فيه خيرات كثيرة ومنافع عظيمة للمؤمن في دينه ودنياه.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه أبو داود في سننه)، فمعناه أن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم من أركان الحج مثل قوله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه أبو داود في سننه)، لأن الدعاء من أعظم أنواع العبادة، وليس معنى ذلك أن الوقوف بعرفة هو الحج كله، بل هناك أعمال أخرى للحج أركان وواجبات له وسنن، ولكن هذا من باب بيان أهمية الوقوف بعرفة، وأنه هو الركن الأعظم من أركان الحج.
وأما قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [سورة الحج: آية 28]، فإنه يبين سبحانه وتعالى الحكمة في مشروعية الحج أي ليحضروا هذه المنافع في الحج، وهي منافع دينية ومنافع دنيوية، ولم يحددها الله سبحانه وتعالى، لأنها كثيرة، وهذا دليل على أن الحج فيه خيرات كثيرة ومنافع عظيمة للمؤمن في دينه ودنياه.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه أبو داود في سننه)، فمعناه أن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم من أركان الحج مثل قوله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه أبو داود في سننه)، لأن الدعاء من أعظم أنواع العبادة، وليس معنى ذلك أن الوقوف بعرفة هو الحج كله، بل هناك أعمال أخرى للحج أركان وواجبات له وسنن، ولكن هذا من باب بيان أهمية الوقوف بعرفة، وأنه هو الركن الأعظم من أركان الحج.