انتحار الأسير خوفاً من إفشاء الأسرار
عبد الرحمن بن ناصر البراك
- التصنيفات: فتاوى وأحكام -
السؤال: أسير مسلم وقع في يد أعدائه، وقاموا بتعذيبه بوحشية للإدلاء بمعلومات
عن زملائه وأماكنهم ومعسكراتهم، ولأنه قد لا يحتمل هذا العذاب الشديد
ويخشى أن يضعف ويعترف قتل نفسه وانتحر، فهل يعد منتحراً ويخلد في
جهنم؟
الإجابة: الحمد لله، من وقع في أيدي أعداء الإسلام وعذَّبوه فإنه لا يجوز له أن
يقتل نفسه بحال من الأحوال، بل عليه أن يصبر ويتصبر ويستغيث بالله،
ومن انتحر ظناً منه أنه يجوز له ذلك أو خشية أن يدلي بأسرار تضر
بالمسلمين فإنه لا يكون كمن انتحر جزعاً، فيرجى أن الله يعذره بنيته
الصالحة ويغفر له، أو يعذره بجهله إذا فعل ما فعل لظنه أنه يسوغ له أن
يقتل نفسه.
وعلى كل حال فلا يسوى هذا بمن يقتل نفسه تسخطاً على قضاء الله، وجزعاً من المصيبة، فهذا هو الذي توعد بأن يعذبه الله في النار بما قتل به نفسه، كما في الحديث: " " (الحديث رواه البخاري: 5778، وكسلم: 109 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، وهذا عند أهل السنة والجماعة من أحاديث الوعيد التي يراد منها الزجر عن ارتكاب القبائح، وهي مقيدة بمثل قوله تعالى: " " [النساء: من الآية48]. وقتل الإنسان نفسه أو قتله لمعصوم هو دون الشرك فيدخل في عموم: " ".
إذاً فالذي يقتل نفسه إذا مات وهو مؤمن بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام فإنه تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه، وإن عذبه فمآله الخروج من النار ما دام أنه مات موحداً، لقوله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه البخاري: 44، مسلم: 192 من حديث أنس رضي الله عنه).
ومع ذلك يجب على المسلم أن يحذر من الذنوب ولا يتكل على ما ورد من نصوص الوعد، بل عليه أن يحذر ويسأل ربه حسن الخاتمة، وأن يعيذه الله من شر نفسه، وسوء عمله، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه سميع الدعاء، والله أعلم.
وعلى كل حال فلا يسوى هذا بمن يقتل نفسه تسخطاً على قضاء الله، وجزعاً من المصيبة، فهذا هو الذي توعد بأن يعذبه الله في النار بما قتل به نفسه، كما في الحديث: " " (الحديث رواه البخاري: 5778، وكسلم: 109 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، وهذا عند أهل السنة والجماعة من أحاديث الوعيد التي يراد منها الزجر عن ارتكاب القبائح، وهي مقيدة بمثل قوله تعالى: " " [النساء: من الآية48]. وقتل الإنسان نفسه أو قتله لمعصوم هو دون الشرك فيدخل في عموم: " ".
إذاً فالذي يقتل نفسه إذا مات وهو مؤمن بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام فإنه تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه، وإن عذبه فمآله الخروج من النار ما دام أنه مات موحداً، لقوله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه البخاري: 44، مسلم: 192 من حديث أنس رضي الله عنه).
ومع ذلك يجب على المسلم أن يحذر من الذنوب ولا يتكل على ما ورد من نصوص الوعد، بل عليه أن يحذر ويسأل ربه حسن الخاتمة، وأن يعيذه الله من شر نفسه، وسوء عمله، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه سميع الدعاء، والله أعلم.