حكم العمل بالوصية مع كثرة الديون على التركة

منذ 2006-12-01
السؤال: كان لي أخت متزوجة ولها طفلان وقد طلقها زوجها بعد أن مرضت مرضاً شديداً وفي آخر شهر من عدتها توفيت وعليها ديون كثيرة للأطباء الذين قاموا بعلاجها ولغيرها وليس لها سوى أرض لا تغطي كل ما عليها من ديون فلا تفي إلا بالثلثين منها فقط، وقد أوصت قبل موتها بأن يحج عنها وأوصت بأن يصلى عنها لمدة ثلاث سنوات ويصام عنها ثلاث أشهر وبأن يذبح لها بعد موتها ويعمل لها وليمة عزاء. علماً أن لها أربعة أخوة أشقاء وأختين.
فما الحكم أولاً في سداد ما عليها من دين على من يكون قضاؤه؟
وكذلك ما الحكم في وصيتها تلك وماذا يلزمنا تنفيذه منها وماذا لا يلزمنا؟
الإجابة: أما قضية الديون التي عليها فإنها يجب تسديدها من تركتها، ولا ينفذ لها وصية إلا بعد سداد الديون لأن وفاء الدين مقدم على الوصية.

وأما قضية أنها أوصت بوصايا من جملتها العزاء وذبح ذبيحة فيه فهذا لا يجوز الوفاء به حتى ولو كان لها تركة لأن هذا من البدع، وعمل العزاء وعمل الولائم بمناسبة العزاء من مال الميت من البدع ولا يجوز فعله. وإنما سمح لها الشارع بالوصية في حدود الثلث فأقل وعلى الوجه المشروع وبعد سداد الديون التي عليها.

وأمّا قضية الوصية بأن يصلّى عنها أو يصام عنها فهذا أيضاً لا تنفذ الوصية به لأن الصلاة والصيام عملان بدنيان لا تدخلهما النيابة إلا إذا كان عليها صيام نذر فإنه يصام عنها لقوله صلى الله عليه وسلم: "من مات وعليه صوم نذر صام عنه وليه" (لم أجده بهذا اللفظ)، فصيام النذر يصام عن الميت بأن يصوم عنه وليه أما ما وجب بأصل الشرع من الصلاة والصيام فهذا لا تدخله النيابة لأنه عمل بدني مطلوب من الإنسان القيام به بنفسه.

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية

  • 0
  • 0
  • 16,278

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً