مكة: سلوا الله اليقين

منذ 2012-12-14

اليقين هو أن تبصر الغيب

سعود بن إبراهيم الشريم

من أئمة المسجد الحرام وحاصل على دكتوراه في الفقه المقارن من جامعة أم القرى

  • 52
  • 0
  • 3,807
  • محمد صبحي

      منذ
    الخطبة الأولى إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71]. أما بعد: فإن أصدقَ الحديث كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة. أيها المسلمون: صفةٌ عزيزٌ نوالُها، ومطمعٌ تتوقُ إليه كلُّ نفسِ عاقلٍ لبيبٍ، هي طريقٌ قلَّ سالِكوه، وإنها الحادِي في المهامِه، والمُؤنِس في وحشَة الأثَرة، وهي القوةُ في زوبَعةِ الضَّعفِ، والرِّيِّ في ذروة العطَش. هي قبسٌ في ظُلمةٍ، وكثرةٌ في قلَّةٍ. من اتَّصَفَ بها بلغَ عنانَ السماءِ وإن كان مُضطجِعًا على فِراشِه، للمُتدثِّر بها من الهيبة والوقار والرِّفعة ما لا يفتقِرُ معه إلى حسَبٍ أو نسَبٍ أو جاهٍ، فلا هي بالمال تُشتَرى، ولا بالقوة تُكتسب. هي صفةٌ وخصلةٌ حضَّ عليها نبيُّنا وقُدوتُنا – صلوات الله وسلامه عليه -، ولا يأمرُنا إلا بما هو خير؛ فقد قال – صلى الله عليه وسلم -: «سلُوا اللهَ اليقينَ والمُعافاة؛ فإنه لم يُؤتَ أحدٌ بعد اليقين خيرًا من المُعافاة»؛ رواه أحمد. إنه اليقينُ – عباد الله -، اليقينُ الذي يستقرُّ معه العلمُ بالله – جل وعلا -؛ فلا ينقلِبُ ولا يحُول، ولا يتغيَّرُ في قلبِ المُوقِن؛ بل تغشاه طُمأنينةُ القلبِ على حقيقة الشيء، وتحقيق الإيمان بالغيب الغابِر والحاضر والمُستقبل، بإزالةِ كلِّ شكٍّ أو ريبٍ في جنب الله. يُحقِّقُ المرءُ في ذلك من خلال يقينه جميعَ مراتبِ اليقين المشهورة، وهي: علمُ اليقين، وعينُ اليقين، وحقُّ اليقين. هو من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد؛ فمن عاشَ بلا يقينٍ ففيه من صفاتِ الميت بلا روحٍ، فلا بُدَّ للمُؤمنِ من اليقين في خبر الله – سبحانه -، فيُوقِنُ المرءُ بكل ما أخبرَ به – سبحانه -، وبكل ما أخبرَ به رسولُه – صلى الله عليه وسلم -، ويُؤمنُ بأمر الله ونهيِه وأمرِ رسولِه – صلى الله عليه وسلم – ونهيِه. ليشعُر بالرِّفعةِ والغِبطةِ بأن يصِلَ درجةً فيه قد سبقَه إليها خيارُ أمةِ محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – بعده، وهو الصدِّيقُ – رضي الله تعالى عنه – الذي جعله اليقينُ صامِدًا ثابتًا في ثلاثة مواقف سجَّلها التأريخُ بمِدادٍ من نورٍ في زمنِ فتنةٍ تهتزُّ لها الجبالُ الراسيات: أولُها: حينما أتاه كُفَّارُ قريشٍ يُريدون أن يُشكِّكوه في دينه، وما يُخبِرُ به نبيُّه وصاحبُه – صلوات الله وسلامه عليه -، فيقولون له: إن صاحبَك زعمَ أنه أُسرِيَ به لبيت المقدِس، وعُرِج به إلى السماء. فأجابَ دون تريُّثٍ حتى يسمعَ النبي – صلى الله عليه وسلم – ماذا يقول؛ بل قال – مُوقِنًا بعلمه بخبر الصادق المصدوق – صلوات الله وسلامه عليه -، فقال قولتَه المشهورةَ: “إن كان قالَه فقد صدقَ”. نعم، “إن كان قالَه فقد صدقَ”. والموقفُ الآخر: حينما صعدَ أمام الملأ وهم يصطرِخون غيرَ مُصدِّقين بوفاة النبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال: “من كان يعبُدُ محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبُدُ اللهَ فإن اللهَ حيٌّ لا يموت”. والموقفُ الثالث: حينما صمَدَ فردًا كأمَّةٍ في قتال المُرتدِّين، وقال قولتَه المشهورةَ: “واللهِ لأُقاتِلنَّ من فرَّقَ بين الصلاةِ والزكاةِ، واللهِ لو منَعوني عِقالاً كانوا يُؤدُّونَها إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لقاتَلتُهم عليها”. فاليقينُ ليس اقتِناعًا عقليًّا مُجرَّدًا فحسبُ؛ بل لو كان الأمرُ كذلك لما احتاجَ النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو أكملُ الناس عقلاً، وأنقاهم لُبًّا قبل بعثتِه – صلوا الله وسلامه عليه -، ومع ذلك قال الله عنه: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) [الشورى: 52، 53]. ومن هذا المُنطلَق؛ سألَ هِرقلُ أبا سفيان – رضي الله عنه – قبل إسلامه -: هل يرجِعُ أحدٌ – أي: من أتباع النبي – صلى الله عليه وسلم – عن دينه سخطةً له بعد أن يدخل فيه؟ قال: “لا”، قال: وكذلك الإيمان إذا خالطَت بشاشتُه القلوبَ لا يسخطُه أحدٌ. ومعلومٌ – عباد الله – أن الإيمانَ إذا لامسَت بشاشتُه القلبَ ارتفعَ بصاحبِه إلى درجةِ اليقين التي لا يعقبُها سخَطٌ على شيءٍ من دين الله. إن المرءَ المُؤمِنَ بربِّه إذا عاشَ حياتَه باليقين بالله علِمَ أن الدنيا لا تُساوي عند الله جناحَ بعوضةٍ، وأنه لن يأخُذ منها إلا ما كُتِبَ له فيها؛ لأن له غايةً ساميةً ترتفعُ عن غايات الآخرين، ومن ذاقَ عرَفَ، وليس راءٍ كمن سمِع؛ لأنه عملٌ قلبيٌّ بين المرء وبين ربِّه لا يرى أثرَه عليه من الناس إلا ذوو البصيرة اللمَّاحُون، وبخاصَّةٍ حالَ خشية الله في الغيبِ والشهادة، وقولِ الحقِّ في الغضبِ والرِّضا، والامتِثال بأمر الله وأمر رسوله – صلى الله عليه وسلم – في المنشَط والمكرَه. وحُقَّ لصاحب اليقين هذا أن يُؤتَى البصيرة والهُدى والرحمة، وما قِوامُ الحياة الدينية الحقَّة إل بتلكُم الخِصال الثلاث، ولقد صدقَ الله – سبحانه -: (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [الجاثية: 20]. المُوقِنُ حقًّا – عباد الله – هو من لا يعرِفُ إلا الله، ولا يرجُو غيرَه، ولا يخافُ إلا هو، لا يضُرُّه من ضلَّ إذا هو اهتدَى، يرضَى أن يذهبَ الناسُ بالشاء والبعير، والدينار والدرهَم، والحسَب والجاهِ، ويذهبَ هو بربِّه – جلَّ شأنُه -؛ لأن من عرفَ اللهَ فلن يُبالِيَ بمن لا يعرِفُ الله، ومن عرفَ الحقَّ فلن يُضيرَه من لا يعرِفُ إلا الباطلَ. ولا جرَم – عباد الله -؛ فمن وجدَ اللهَ فماذا فقدَ؟! ومن فقدَ اللهَ فماذا عساه أن يجِد؟! لقد أكرمَ اللهُ الخليلَ إبراهيم – عليه السلام – باليقين؛ حيث قال: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) [الأنعام: 75]. فكان يقينُه بالله لا يزيدُه إلا إيمانًا بربِّه، وأنه على الحقِّ المُبين، ولا يزيدُه إلا قناعةً بضلال قومِه وانحِرافِهم عن جادَّة الطريقِ، الذين اتَّخَذوا من دون الله آلهةً وصدُّوا عن سبيل الله وكانوا مُستبصِرين. اليقينُ – باد الله – هو الذي جعلَ الخليلَ إبراهيم – عليه السلام – يمتثِلُ أمرَ ربِّه في ذبحِ ابنِه إسماعيل، وهو الذي جعلَ ولدَه إسماعيل يقول لأبيه: (افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الصافات: 102]. قال – صلوات الله وسلامه عليه -: «أحبُّ الأعمال إلى الله: إيمانٌ لا ريبَ فيه، أو لا شكَّ فيه»؛ رواه أحمد. وهذه مرتبةُ علمِ اليقين المشهورة. وقال ابن مسعود – رضي الله عنه -: “الصبرُ شطرُ الإيمان، واليقينُ الإيمانُ كلُّه”؛ رواه البخاري. إنه لا يُمكن لأحدٍ أن يكون هادِيًا مهديًّا في بيته وسُوقه، ومُجتمعه وأمَّته وهو فاقدٌ أهمَّ مُقوِّمات اليقين بالله؛ لأن الله – جل وعلا – يقول: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) [السجدة: 24]، ولم يقُل: يشكُرون، أو يعقِلون، أو يسمَعون؛ لأن المُتَّصفين بها كثُر. ولأجل هذا؛ لما كانت الإمامةُ في الدين عزيزةً ربَطَها بأمرٍ عزيزٍ في القلوبِ – وهو اليقينُ بالله -، ولا يُدرِكُ حقيقةَ اليقين ولا يستطعِمُ ثمرتَه إلا من نظرَ للموت والحياةِ نظرَ العالِمِ العارِفِ. ولقد اختصرَ أميرُ المؤمنين عليٌّ – رضي الله عنه – صورةَ اليقين في أوجز عبارةٍ في التعامُل مع العيش والموت، اللَّذَيْن هما محلُّ اليقين بالله، فقال – رضي الله تعالى عنه -: أيُّ يوميَّ من الموتِ أفِرُّ**** يومَ لا يُقدَر أو يوم قُدِر يوم لا يُقدَر لا أحذَرُه **** ومن المقدورِ لا ينجُو الحَذِر فهذا يقينٌ استحضَرَ فيه كلَّ لحظةٍ تضعُفُ فيها النفسُ مع زُخرُف الدنيا على حسابِ خالقِها ومولاها، (أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) [التوبة: 38]. بسم الله الرحمن الرحيم: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر: 1- 8]. باركَ الله ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، قد قلتُ ما قلتُ، إن صوابًا فمنَ الله، وإن خطأً فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله إنه كان غفَّارًا. الخطبة الثانية الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد: فاعلَموا – يا رعاكم الله – أن اليقينَ بالله قد أوصلَ عبادَه الراسِخين في العلمِ إلى أن يقولوا عن دين الله وأمرِه ونهيِه: (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 7]، لا يُمارُون في ذلك، ولا يُجادِلون في حقيقته، ولا ينكُثون عنه، ولا يُؤمِنون ببعضِه ويكفُرون ببعضٍ، (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [النور: 49، 50]. فارتِضاءُ شرع الله بحذافِيره على أكمل وجهٍ هو أساسُ اليقين بالله الذي لا يقبَلُ التجزِئةَ والتبعيضَ، ولقد صدقَ الله: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50]. ولقد كان من دُعاء المُصطفى – صلوات الله وسلامه عليه – في الحديث المشهور: «ومن اليقين ما تُهوِّنُ به علينا مصائبَ الدنيا»؛ رواه الترمذي. أي: هبْ لنا من اليقين ما نرضَى به على كل بلاءٍ ومُصيبةٍ لك فيها حِكمة؛ لئلا نسخَطَ شيئًا من أمرِك وقدرِك، وألا نرتدَّ على أعقابنا بمُجادلتِنا في الاستِسلام لشرعِك. إن يقينَ المُؤمن كالنور من فوقِه النور يُضيءُ في سمائه على الدوام؛ لأنه يُدرِكُ أن اللهَ يرى مكانَه، ويسمعُ نجواه، ويعلمُ بلْواه وأزيزَ صدره المُفعَم باليقين، ليُدرِك أن ما أصابَه لم يكن ليُخطِئه، وما أخطأَه لم يكن ليُصيبَه، وأنه ما ابتلاهُ إلا ليُعافِيَه، وما أخذَ منه إلا ليُعطِيَه، وما نقصَ منه إلا ليزيدَه، يأخُذ بيدِه في المضايِق، ويطوِي له الطريقَ إذا جدَّ به المسيرُ، وفي نهاية النفقِ المُظلِم ضوءٌ ساطِعٌ، وللأقفال مفاتيح، وللظمآن مورِد، وفي المِحَن منَح، وبعد التَّرَح فرَح، وتحت الرُّغوة اللَّبنُ الصريحُ، وما الدُّنيا إلا كسرابٍ بقيعةٍ، وأنَّ مردَّنا إلى الله، وأنَّ الآخرةَ هي دارُ القرار. من رامَ أن يحيا حياةً حرَّةً****ويُعزَّ في دنيا الورَى والدينِ فليَرْجُ عافيةً يقَرُّ بمثلِها ****وليحمِ إيمانًا له بيقينِ هذا وصلُّوا – رحمكم الله – على خيرِ البرية، وأزكى البشرية: محمد بن عبد الله، صاحبِ الحوض والشفاعة؛ فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسه، وأيَّه بكم – أيها المؤمنون -، فقال – جل وعلا -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على عبدك ورسولك محمدٍ صاحبِ الوجه الأنور، والجبين الأزهَر، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين. اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين، اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسنةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين. اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّيْن عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أحسِن أحوالَ المسلمين في كل مكانٍ، اللهم أحسِن أحوالَ المسلمين في كل مكانٍ، اللهم ألِّف بين قلوبِهم، اللهم كُن لإخواننا المُضطهَدين في دينهم في سائر الأوطان، اللهم كُن لهم ولا تكُن عليهم، وانصُرهم ولا تخذُلهم، اللهم انصُرهم على من ظلمَهم. اللهم انصُر إخواننا المُسلمين في بُورما، وفي سُوريا يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اجعل شأنَ عدوِّهم في سِفال، وأمرَه في وبال يا حي يا قيوم، يا رب العالمين. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلِح له بِطانتَه يا ذا الجلال والإكرام. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفُقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا من القانِطين، اللهم أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا من القانِطين، اللهم أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا من القانِطين، اللهم إنا خلقٌ من خلقِك فلا تمنَع عنا ذنوبِنا فضلَك. اللهم لتَجْعلَه بلاغًا للحاضرِ والباد يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام. (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 2 رابط الموضوع : http://www.assakina.com/alislam/20106.html#ixzz4FxJIAObV

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً