من يسد حاجتي؟

منذ 2008-07-30
تكلّم فَضِيلَةُ الشَّيْخِ - حَفِظَهُ اللهُ - عن حال العبد من الذل والافتقار إلى مولاه فإذا أراد الله تعالى بعبده خيرًا ابتلاه بأمرٍ يَكْسِرُهُ بِهِ , ويُذِلُّ به عُنَقَهُ ويُصَغِّرُ به نفسَهُ عنده , وإن أراد به غيرَ ذلك خَلَّاه وعُجْبَهُ وكِبْرَهُ , وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه , فإن العارفين كُلَّهم مجمعون على أن التوفيق أن لا يكلك الله تعالى إلى نفسك , والخذلان أن يكلك الله تعالى إلى نفسك , فمن أراد الله به خيرًا فتح له باب الذل والانكسار , ودوام اللجأ إلى الله تعالى , والافتقار إليه , ورؤية عيوب نفسه وجهلها , وعدوانها ومشاهدة فضل ربه وإحسانه ورحمته , وجوده وبره , وغناه وحمده , فالعارف سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين , لا يمكنه أن يسير إلا بهما , فمتى فاته واحد منهما ؛ فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه . 
فيا أرباب الحاجات هلموا إلى رب البريات هلموا إلى من بيده خزائن الأرض السماوات أقبلوا عليه بِذُلِّكم , وضَعْفِكم , وعجزكم , حتى يرفع عنكم فإن فعلتم نصركم بغير قوة وأغناكم بلا مال وأضاء قلبكم بلا مصباح . 

صلاح الدين علي عبد الموجود

أحد المنشغلين بعلم الحديث وله كثير من طلبة العلم يدرسون عليه، وهو من دعاة أنصار السنة المحمدية بجمهورية مصر العربية

  • 2
  • 0
  • 6,064

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً