المصدر: أسرة أهل الحديث
صلاح الدين علي عبد الموجود
من يسد حاجتي؟
تكلّم فَضِيلَةُ الشَّيْخِ - حَفِظَهُ اللهُ - عن حال العبد من الذل
والافتقار إلى مولاه فإذا أراد الله تعالى بعبده خيرًا ابتلاه بأمرٍ
يَكْسِرُهُ بِهِ , ويُذِلُّ به عُنَقَهُ ويُصَغِّرُ به نفسَهُ عنده ,
وإن أراد به غيرَ ذلك خَلَّاه وعُجْبَهُ وكِبْرَهُ , وهذا هو الخذلان
الموجب لهلاكه , فإن العارفين كُلَّهم مجمعون على أن التوفيق أن لا
يكلك الله تعالى إلى نفسك , والخذلان أن يكلك الله تعالى إلى نفسك ,
فمن أراد الله به خيرًا فتح له باب الذل والانكسار , ودوام اللجأ إلى
الله تعالى , والافتقار إليه , ورؤية عيوب نفسه وجهلها , وعدوانها
ومشاهدة فضل ربه وإحسانه ورحمته , وجوده وبره , وغناه وحمده , فالعارف
سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين , لا يمكنه أن يسير إلا بهما ,
فمتى فاته واحد منهما ؛ فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه .
فيا أرباب الحاجات هلموا إلى رب البريات هلموا إلى من بيده خزائن
الأرض السماوات أقبلوا عليه بِذُلِّكم , وضَعْفِكم , وعجزكم , حتى
يرفع عنكم فإن فعلتم نصركم بغير قوة وأغناكم بلا مال وأضاء قلبكم بلا
مصباح .