المصدر: أسرة أهل الحديث
صلاح الدين علي عبد الموجود
الدروس
منذ 2008-08-06
الحب الأعظم
تكلّم فَضِيلَةُ الشَّيْخِ - حَفِظَهُ اللهُ - عن منزلة الحب فالحب هو
أصل كل عمل ومبعث كل حركة وهو المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون ,
وإليها شخص العاملون , وإلى علمها شمر السابقون , وعليها تفانى
المحبون , وبروح نسيمها تروّح العابدون , فهو قوت القلوب وغذاء
الأرواح , وقرة العيون , وهو الحياة التي من حرمها فهو من جملة
الأموات , والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات . والشفاء الذي من
عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام , وهو اللذة التي من لم يظفر به فعيشه
كله هموم وآلام .
فأصل التعلق مرتبط بالمحبة , فكلما زادت المحبة , زاد التعلق بالمحبوب
, ولذلك صرف الله عباده الصالحين , وأولياءه المتقين إلى محبته بعد أن
أراهم آياته وعظيم فضله وإحسانه, وبعد أن أشهدهم نعمه ظاهرةً وباطنةً
, حتى أعجزهم عن عد نعمةٍ واحدةٍ فكيف بباقي النعم