فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف كثيرا ماتلهي النعم بوفرتها وكثرة مايتبعها ...

منذ 2020-04-30
فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف

كثيرا ماتلهي النعم بوفرتها وكثرة مايتبعها من إلتزامات عن شكر المنعم.. الجوع والخوف من أشد الأشياء صرفا للنفس عن الحياة.. وإذا كفي الله العبد هذين الأمرين.. لم يكن أمامه وقد حضرت إرادة الحياة بداخله إلا أن يتوجه إلي الكافي المنعم بالعبادة.. وأن ينظر إلي الحياة بمنظار جديد.. بقلب كله حب وتسامح مع النفس أولا والآخر يكون نتيجة لذلك.. عندئذ يتنازل الإنسان عن كثير من الزيف الذي يحيط به نفسه كما تحيط الغلالة الرقيقة بحبة النوي... قد تحمي الغلالة الرقيقة حبة النوي ولكن ماذا تفعل غلالة المظاهر الفارغة؟إنها ليست سوي حائط لبناته الفناء... أفيقوا ولتعد نفوسكم الباحثة عن وهم الحياة بين أنقاض الفناء إلي مكامن الروح لتستوي كفتي الميزان.. المادة والروح... عندها لن يشعر الإنسان بثقل مايحمل.. وتتضح لدية رؤية الحياة ...إن العبادة تعني إطلاق هذا الطائر العقلي المسلم صاحب الرؤية السديدة... ليطير في أجواء واقعنا فيري الجيد فيزكيه ويري السئ فيرشد إلي طرق صلاحة.. عندها لن تنزف أمتنا ألما.. ولن ترتفع صيحاتها نحو السماء فقط بل ستتحرك أسباب الله في أرضه لتعود البسمة إلي الشفاة والسعادة إلي القلوب.
  • 0
  • 0
  • 299

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً