العلماء وعاء العلم وعطاء منقطع النظير قال تعالى في سورة القصص: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا ...
منذ 2020-05-11
العلماء وعاء العلم وعطاء منقطع النظير
قال تعالى في سورة القصص:
﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ( )﴾
تحدث الله سبحانه وتعالى عن قارون الذي كان من بني إسرائيل، الذين فُضلوا على العالمين، وفاقوهم في زمانهم، وامتن الله عليهم بما امتن به، فكانت حالهم مناسبة للاستقامة، ولكن قارون هذا بغى وتكبر وعمل بالمعاصي واشتغل بالنعم عن المنعم، وطغى بما لديه من أموال وكنوز، فقال بعض الناس (يا ليت لنا مثل ما أُوتى قارون) (إنه لذو حظٍ عظيمٍ)، فلابد للعماء أن يكون لهم دور كبير في كل زمن ومكان، فهم من أهم عوامل بناء، والزاد لا ينتهي، في ضوء هذه الأحداث قال العلماء (ويلكم) متوجعين مما تمنوا لأنفسهم، رائين حالهم، منكرين لمقالهم، (ثواب الله) العاجل من لذة العبادة ومحبته، والإنابة إليه، والإقبال عليه، والتفكر في الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين (خير) من هذا الذي تمنيتم ورغبتم فيه، فهذه حقيقة الأمر ولكن ما كل من يعلم ذلك يؤثر الأعلى على الأدنى، فيما تلقى ذلك ويوفق له (إلا الصابرون) حبسوا أنفسهم على الطاعة الله، وعن معصيته، وعلى أقداره المؤلمة، وصبروا على جواذب الدنيا وشهواتها، أن تشغلهم عن ربهم، وأن تحول بينهم وبين ما خلقوا له، فهؤلاء الذين يؤثرون ثواب الله على الدنيا الفانية ( )
وكذلك قال الله عز وجل في كتابه الكريم:
﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ(43) ﴾
هذا مثل ضربه الله لمن عبد معه غيره، يقصد به التعزيز والقوى والنفع، وأن الأمر بخلاف مقصوده فإن مثله كمثل العنكبوت، اتخذت بيتاً يقيها من الحر والبرد والآفات، فالعنكبوت من الحشرات الضعيفة، وبيتها من أضعف البيوت، فما ازدادت باتخاذه إلا ضعفاً، وكذلك هؤلاء يتخذون من دونه أولياء، فقراء عاجزون من جميع الوجوه، وحين اتخذوا أولياء من دونه يتعززون بهم ويسْتنصرونهم ازدادوا ضعفاً إلى ضعفهم ووهناً إلى وهْنهم.
العلماء عطاء منقطع النظير، فقد فتح الله عليهم أبواب العلوم والمعرفة، فتجدهم دائما في مقدمة الصفوف في المعرفة والاستنتاج والاستنباط، فهم من أهم الأسس التي قامت عليها الحضارات العالمية، فهذه الحقيقة لا يعقلها ويفهمها ويتدبرها ويطبقها على ما ضربت له في القلب ( إلا العالمون) المقصود بهم أهل العلم الحقيقي، الذي وصل العلم إلى قلوبهم، فأهل العلم يعرفون أهمية الأمثال التي يضربها الله في القرآن لاعتناء الله بها، وحثه عباده على تعقلها وتدبرها فيبذلون جهدهم في معرفتها.
المرجع كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي
قال تعالى في سورة القصص:
﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ( )﴾
تحدث الله سبحانه وتعالى عن قارون الذي كان من بني إسرائيل، الذين فُضلوا على العالمين، وفاقوهم في زمانهم، وامتن الله عليهم بما امتن به، فكانت حالهم مناسبة للاستقامة، ولكن قارون هذا بغى وتكبر وعمل بالمعاصي واشتغل بالنعم عن المنعم، وطغى بما لديه من أموال وكنوز، فقال بعض الناس (يا ليت لنا مثل ما أُوتى قارون) (إنه لذو حظٍ عظيمٍ)، فلابد للعماء أن يكون لهم دور كبير في كل زمن ومكان، فهم من أهم عوامل بناء، والزاد لا ينتهي، في ضوء هذه الأحداث قال العلماء (ويلكم) متوجعين مما تمنوا لأنفسهم، رائين حالهم، منكرين لمقالهم، (ثواب الله) العاجل من لذة العبادة ومحبته، والإنابة إليه، والإقبال عليه، والتفكر في الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين (خير) من هذا الذي تمنيتم ورغبتم فيه، فهذه حقيقة الأمر ولكن ما كل من يعلم ذلك يؤثر الأعلى على الأدنى، فيما تلقى ذلك ويوفق له (إلا الصابرون) حبسوا أنفسهم على الطاعة الله، وعن معصيته، وعلى أقداره المؤلمة، وصبروا على جواذب الدنيا وشهواتها، أن تشغلهم عن ربهم، وأن تحول بينهم وبين ما خلقوا له، فهؤلاء الذين يؤثرون ثواب الله على الدنيا الفانية ( )
وكذلك قال الله عز وجل في كتابه الكريم:
﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ(43) ﴾
هذا مثل ضربه الله لمن عبد معه غيره، يقصد به التعزيز والقوى والنفع، وأن الأمر بخلاف مقصوده فإن مثله كمثل العنكبوت، اتخذت بيتاً يقيها من الحر والبرد والآفات، فالعنكبوت من الحشرات الضعيفة، وبيتها من أضعف البيوت، فما ازدادت باتخاذه إلا ضعفاً، وكذلك هؤلاء يتخذون من دونه أولياء، فقراء عاجزون من جميع الوجوه، وحين اتخذوا أولياء من دونه يتعززون بهم ويسْتنصرونهم ازدادوا ضعفاً إلى ضعفهم ووهناً إلى وهْنهم.
العلماء عطاء منقطع النظير، فقد فتح الله عليهم أبواب العلوم والمعرفة، فتجدهم دائما في مقدمة الصفوف في المعرفة والاستنتاج والاستنباط، فهم من أهم الأسس التي قامت عليها الحضارات العالمية، فهذه الحقيقة لا يعقلها ويفهمها ويتدبرها ويطبقها على ما ضربت له في القلب ( إلا العالمون) المقصود بهم أهل العلم الحقيقي، الذي وصل العلم إلى قلوبهم، فأهل العلم يعرفون أهمية الأمثال التي يضربها الله في القرآن لاعتناء الله بها، وحثه عباده على تعقلها وتدبرها فيبذلون جهدهم في معرفتها.
المرجع كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي