الشاعر الليبي، إبراهيم بن عمر شاعر من ليبيا... إبراهيم بن عمر الكرغلي ...
الشاعر الليبي، إبراهيم بن عمر
شاعر من ليبيا...
إبراهيم بن عمر الكرغلي (1325-1369هـ/1907-1950م)
هو إبراهيم بن عمر، ويُعرف بالأُسْطى: شاعر ليبي من قبيلة "الكراغلة"، ولد في مدينة درنة (من مدن برقة بالشَّرق الليبي)، ونشأ يتيماً فقيراً، يحْتطِب لِيَعِيش هو وأُمّه وأخواتُه الثلاث، وعمل خادماً في محْكمة لبده، فلقّنه قاضيها دروساً مهدت له الدخول في مدرسة بطرابلس الغرب، فتحصل على شهادة "معلم" سنة 1935.
بداية حياته في العمل والتحصيل:
عزيز النفس قوي الإرادة وطني بكلِّ ما في الكلمة من معنى، عُين كاتباً في المحكمة الشَّرعية في عهد الاسْتعمار الإيطالي، وقد أبت عليْه نفْسه أنْ يسْاكن غاصب وطنه، ومذّل وقوْمه، وأن يرى قوْمه في ذلٍّ وهو لا يقدر أن يخفّف من ويْلاتِهم، ويكفْكف من دموع الهوان الذي يُلحقه المستعمر بقوْمه وذويه، فخرج مهاجراً إلى البلاد العربية - مصر وسورية والعراق والأردن - يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لِّتحْرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثَّانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات (1942م)، وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً في محكمة الصلح بمدينة درنة، وترأس "جمعية عمر المختار"، ونقل إلى مدينة "المرج"، وحرَّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأُقيل (1948م)، وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا)، فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقا، وأُقيم له "نصب تذكاري" في المكان نفسه، كان - رحمه الله – من دعاة وحدة ليبيا، أنظر إلى قصيدته التي أرسلها إلى المستر "بلت" منوب الأمم المتحدة في ليبيا وهي طويلة، جاء فيها:
يريد الشّعب وحدته ففيها كرامته ولا يرضى انقساماً
ولقد برز في الشّعر، وكان له فيه من عيون القصائد ما يشرفه ويرفع من قدره إذا ذُكر الشعر والشعراء
نموذج من شعره:
له قصيدة في ذكريات حياته يخاطب بها قلبه:
بالله يا قلبي أرحني ....... من عذاب الذِّكريات
وارحم بقية هيكل.......كالآل أضحى في الفلاة
لو لم يئن من العذاب........ لما رأته المبصرات
أخشى عليه من الوقوع...... لدى هبوب السّافيات
وله في وصف الحياة:
قمت مذعوراً من النوم ..... على صوت ينادي
يا إلهي من ترى...... .هذا الذي صدّ رقادي
ما الذي يرجوه مني....... من ضلال أو رشاد
وأنا الأعمى وسيرى....... فوق أشواك القتاد
###
وتجلى الصوت في......... ... سمعي غريب النبرات
جاء من فوقي ومن تحتي ومن كلِّ الجهات
فيه لُطف، فيه عنف ......... فيه حزم وأناة
قال هب نفسك ميتا...... ... ثم قل لي ما الحياةُ
####
قلتُ آلامْ وأحزان ......... ويأس وشرورُ
وشقاء وضلال .......... وجنون وغرور
وأكاذيب وظلم........... وسخافات وزور
وختم الفصل لا أدري.......... . إلى أين المصير
غفر الله له ورزقه الجنة.
المراجع:
خير الدين الزركلي، الأعلام (قاموس التراجم)، ص55
الطاهر أحمد الزاوي، أعلام ليبيا، ص54
شاعر من ليبيا...
إبراهيم بن عمر الكرغلي (1325-1369هـ/1907-1950م)
هو إبراهيم بن عمر، ويُعرف بالأُسْطى: شاعر ليبي من قبيلة "الكراغلة"، ولد في مدينة درنة (من مدن برقة بالشَّرق الليبي)، ونشأ يتيماً فقيراً، يحْتطِب لِيَعِيش هو وأُمّه وأخواتُه الثلاث، وعمل خادماً في محْكمة لبده، فلقّنه قاضيها دروساً مهدت له الدخول في مدرسة بطرابلس الغرب، فتحصل على شهادة "معلم" سنة 1935.
بداية حياته في العمل والتحصيل:
عزيز النفس قوي الإرادة وطني بكلِّ ما في الكلمة من معنى، عُين كاتباً في المحكمة الشَّرعية في عهد الاسْتعمار الإيطالي، وقد أبت عليْه نفْسه أنْ يسْاكن غاصب وطنه، ومذّل وقوْمه، وأن يرى قوْمه في ذلٍّ وهو لا يقدر أن يخفّف من ويْلاتِهم، ويكفْكف من دموع الهوان الذي يُلحقه المستعمر بقوْمه وذويه، فخرج مهاجراً إلى البلاد العربية - مصر وسورية والعراق والأردن - يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لِّتحْرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثَّانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات (1942م)، وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً في محكمة الصلح بمدينة درنة، وترأس "جمعية عمر المختار"، ونقل إلى مدينة "المرج"، وحرَّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأُقيل (1948م)، وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا)، فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقا، وأُقيم له "نصب تذكاري" في المكان نفسه، كان - رحمه الله – من دعاة وحدة ليبيا، أنظر إلى قصيدته التي أرسلها إلى المستر "بلت" منوب الأمم المتحدة في ليبيا وهي طويلة، جاء فيها:
يريد الشّعب وحدته ففيها كرامته ولا يرضى انقساماً
ولقد برز في الشّعر، وكان له فيه من عيون القصائد ما يشرفه ويرفع من قدره إذا ذُكر الشعر والشعراء
نموذج من شعره:
له قصيدة في ذكريات حياته يخاطب بها قلبه:
بالله يا قلبي أرحني ....... من عذاب الذِّكريات
وارحم بقية هيكل.......كالآل أضحى في الفلاة
لو لم يئن من العذاب........ لما رأته المبصرات
أخشى عليه من الوقوع...... لدى هبوب السّافيات
وله في وصف الحياة:
قمت مذعوراً من النوم ..... على صوت ينادي
يا إلهي من ترى...... .هذا الذي صدّ رقادي
ما الذي يرجوه مني....... من ضلال أو رشاد
وأنا الأعمى وسيرى....... فوق أشواك القتاد
###
وتجلى الصوت في......... ... سمعي غريب النبرات
جاء من فوقي ومن تحتي ومن كلِّ الجهات
فيه لُطف، فيه عنف ......... فيه حزم وأناة
قال هب نفسك ميتا...... ... ثم قل لي ما الحياةُ
####
قلتُ آلامْ وأحزان ......... ويأس وشرورُ
وشقاء وضلال .......... وجنون وغرور
وأكاذيب وظلم........... وسخافات وزور
وختم الفصل لا أدري.......... . إلى أين المصير
غفر الله له ورزقه الجنة.
المراجع:
خير الدين الزركلي، الأعلام (قاموس التراجم)، ص55
الطاهر أحمد الزاوي، أعلام ليبيا، ص54