الابتكارات الإسلامية_ الورق صناعة صينية، فقد نقل المسلمون مجموعة من الأسرى الصينيين لسمرقند بمنتصف ...
الابتكارات الإسلامية_
الورق صناعة صينية، فقد نقل المسلمون مجموعة من الأسرى الصينيين لسمرقند بمنتصف القرن الثامن الميلادي، ووُجد من بينهم من لديه معرفة بصناعة الورق، فظهرت على أيديهم هذه الصِّناعة، وانتشرت وتطورت في سمرقند ودخلت عليه تعديلات وتحسينات كثيرة، فقد كان الكتان والقطن من المواد الرئيسية في صناعة الورق، وظهرت هذه الصناعة ببغداد في عهد الرشيد، وبعدها ظهرت بمصر ودمشق وطرابلس وفلسطين، ثم المغرب ومنه إلى صقلية والأندلس، ومن الصِّناعات التي طوَّرها عُلماء الإسلام للْقارة الأوروبية صناعة الورق، فكان لها أثر كبير في النَّهضة العلمية بالدُّول الغربية، وقد اشتهرت الأندلس بصناعة الورق كثيراً، وتعتبر القاعدة الأساسية والمركز الرئيسي لصناعة الورق بالأندلس هي مدينة شاطبة، وكانت القناة الواصلة بين هذا الاكتشاف العلمي الرائع والعالم الأوروبي هي هذه المدينة (شاطبة)، ويعد ظهور أول مصنع لهذا الابتكار العلمي الرائع عام 950م، أما الشمال الإفريقي فقد عرف هذا الصِّناعة بالقرن الحادي عشر، وتأثر الغرب بهذه الصناعة في موسم الحج للأندلس، فقد عادوا وهو يحملون معهم الورق الممتاز – الفاخر والناعم – الذي يتميز بأنه من أفضل الخامات من حيث الصناعة، واستمرت الرحلات من بازل (Basel) ونورنبرغ (Nurenberg) ورافنسبوغ (Ravesburg) وكونستانز (Konstans) يرحلون مجموعات وفرادى إلى عدة مدن أندلسية منها برشلونة وبلنسية حيث تتواجد أفضل المصانع الخاصة بالورق الناعم، وانتشرت هذه الصناعة بإيطاليا أثناء التواجد الإسلامي هناك، وكانت أول صناعة بإيطاليا فكانت بفبريانو 1276م، وتأسس مصنع آخر في بادوا وتريفيرا وفلورنسا وبولونيا ولحقت بها ميلانو، ولم تمض أيام كثيرة حتى أقيمت مصانع جديدة في كل من بارما وميلانو والبندقية، وكان لهذه المصانع دور كبير في تزويد ألمانيا بما تْحتاجه من الورق وذلك بالقرن الرابع عشر، فيما ظهر أول مصنع بألمانيا في سنة 1220م، ويُعتقد بأن (جون تات) أول من قام بصناعة الورق في هرتفورد بأوائل القرن السادس عشر، وأقام (السير جون) مصْنعاً لصناعة الورق بأمر من الملكة اليزابت في دارتفود سنة 1589م، ونلاحظ من خلال ما سبق بأن المسلمين بالأندلس هم من علَّم الأوروبيين صناعة الورق بأنواعه، وقد ترتب على هذا الابتكار والتطور العلمي نتائج كبيرة يحقُّ لأهل الإسلام الفخر والاعتزاز بها منذ قرون طويلة، خصوصاً وأن هذه الصناعة قد ترتب عليها حفظ العلوم وتدوينها وإنشاء المكتبات وفروعها، وتميزت صناعة الورق بنقل العلوم لمختلف قارات العالم أي أنها نشرت العلم وكانت من أهم أسس النهضة العلمية العالمية.
المراجع:
1- المبارك، هاني _ أبو الخليل، شوقي، 1996، دور الحضارة العربية الإسلامية في النهضة الأوروبية، دار الفكر المعاصر، بيروت، ص46
2- الفاخوري، حنا، 1987، تاريخ الأدب العربي، المكتبة البولسية، بيروت، ص791
3- المبارك، هاني _ أبو الخليل، شوقي، المرجع السابق، ص57
4- علي جمعان الشكيل، الكيمياء في الحضارة الإسلامية، ص145
5- زيغريد هونكة، المرجع السابق، ص44
6- جلال مظهر، الحضارة الإسلامية أساس التقدم العلمي الحديث، ص113
الورق صناعة صينية، فقد نقل المسلمون مجموعة من الأسرى الصينيين لسمرقند بمنتصف القرن الثامن الميلادي، ووُجد من بينهم من لديه معرفة بصناعة الورق، فظهرت على أيديهم هذه الصِّناعة، وانتشرت وتطورت في سمرقند ودخلت عليه تعديلات وتحسينات كثيرة، فقد كان الكتان والقطن من المواد الرئيسية في صناعة الورق، وظهرت هذه الصناعة ببغداد في عهد الرشيد، وبعدها ظهرت بمصر ودمشق وطرابلس وفلسطين، ثم المغرب ومنه إلى صقلية والأندلس، ومن الصِّناعات التي طوَّرها عُلماء الإسلام للْقارة الأوروبية صناعة الورق، فكان لها أثر كبير في النَّهضة العلمية بالدُّول الغربية، وقد اشتهرت الأندلس بصناعة الورق كثيراً، وتعتبر القاعدة الأساسية والمركز الرئيسي لصناعة الورق بالأندلس هي مدينة شاطبة، وكانت القناة الواصلة بين هذا الاكتشاف العلمي الرائع والعالم الأوروبي هي هذه المدينة (شاطبة)، ويعد ظهور أول مصنع لهذا الابتكار العلمي الرائع عام 950م، أما الشمال الإفريقي فقد عرف هذا الصِّناعة بالقرن الحادي عشر، وتأثر الغرب بهذه الصناعة في موسم الحج للأندلس، فقد عادوا وهو يحملون معهم الورق الممتاز – الفاخر والناعم – الذي يتميز بأنه من أفضل الخامات من حيث الصناعة، واستمرت الرحلات من بازل (Basel) ونورنبرغ (Nurenberg) ورافنسبوغ (Ravesburg) وكونستانز (Konstans) يرحلون مجموعات وفرادى إلى عدة مدن أندلسية منها برشلونة وبلنسية حيث تتواجد أفضل المصانع الخاصة بالورق الناعم، وانتشرت هذه الصناعة بإيطاليا أثناء التواجد الإسلامي هناك، وكانت أول صناعة بإيطاليا فكانت بفبريانو 1276م، وتأسس مصنع آخر في بادوا وتريفيرا وفلورنسا وبولونيا ولحقت بها ميلانو، ولم تمض أيام كثيرة حتى أقيمت مصانع جديدة في كل من بارما وميلانو والبندقية، وكان لهذه المصانع دور كبير في تزويد ألمانيا بما تْحتاجه من الورق وذلك بالقرن الرابع عشر، فيما ظهر أول مصنع بألمانيا في سنة 1220م، ويُعتقد بأن (جون تات) أول من قام بصناعة الورق في هرتفورد بأوائل القرن السادس عشر، وأقام (السير جون) مصْنعاً لصناعة الورق بأمر من الملكة اليزابت في دارتفود سنة 1589م، ونلاحظ من خلال ما سبق بأن المسلمين بالأندلس هم من علَّم الأوروبيين صناعة الورق بأنواعه، وقد ترتب على هذا الابتكار والتطور العلمي نتائج كبيرة يحقُّ لأهل الإسلام الفخر والاعتزاز بها منذ قرون طويلة، خصوصاً وأن هذه الصناعة قد ترتب عليها حفظ العلوم وتدوينها وإنشاء المكتبات وفروعها، وتميزت صناعة الورق بنقل العلوم لمختلف قارات العالم أي أنها نشرت العلم وكانت من أهم أسس النهضة العلمية العالمية.
المراجع:
1- المبارك، هاني _ أبو الخليل، شوقي، 1996، دور الحضارة العربية الإسلامية في النهضة الأوروبية، دار الفكر المعاصر، بيروت، ص46
2- الفاخوري، حنا، 1987، تاريخ الأدب العربي، المكتبة البولسية، بيروت، ص791
3- المبارك، هاني _ أبو الخليل، شوقي، المرجع السابق، ص57
4- علي جمعان الشكيل، الكيمياء في الحضارة الإسلامية، ص145
5- زيغريد هونكة، المرجع السابق، ص44
6- جلال مظهر، الحضارة الإسلامية أساس التقدم العلمي الحديث، ص113