مقطع من كلامهم ف الطب التقليدي (النوم) . . (يجتنب النوم في محل غير مسقوف، لأنه يكون عرضة ...
مقطع من كلامهم ف الطب التقليدي (النوم)
.
.
(يجتنب النوم في محل غير مسقوف، لأنه يكون عرضة للتغيرات الجوية، و لا يغطي الرأس غطاء ثقيلا، و لا يشد برباط أصلا، و لا يكون الفراش يابسا ولا لينا، آخذ من الارتفاع بالتدريج إلى جهة الرأس، و لا ينام على بطنه، لإعاقته حركة الأعضاء البطنية والظهرية، و لا على الظهر، و أن تكون الأعضاء منثنية نصف انثناء، لأنه يسهل مرور الدم في الأوعية، و راحة الأعضاء، و أن يكون غطاء الرأس خفيفا، و الأقدام ساخنة، و الهضم تاما، و الفكر ساكنا، فإن كثرة التفكر، و إجهاد البال عند التأهب للنوم من أهم أسباب الأرق، و أن يبتعد عن مكان اللغط، و عن الضوء الضعيف من صوت الكاز، لأنه يؤدي إلى ضيق النفس و اختناق الصدر برديء رائحته التي تفسد الهواء، و أن يخرج طاقة الزهور ليلا من المكان، لأنها تفقد الهواء أوصافه الجيدة، و لا بأس بالقيلولة في النهار الطويل، أو طلب الجسم لها مطلقا، ومدة النوم من ست ساعات إلى ثمان، و الزيادة عليها تورث العقل خمودا.
أما أسباب الأرق:
فقد تكون أدبية، مثل الاهتمام بالأشغال والقلق للمستقبل، و التعب العقلي، وتعب الوجدان، و الحزن وتبكيت القلب.
و قد ينشأ الأرق من أمراض طبيعية صِرفة، و في الغالب أن المرء يُحرم النوم بتساهله، لأنه لا يحسن الاضطجاع على فراشه، و لا يتخذ الأسباب اللازمة.
فإن أردت أن تنام فعليك أن تتخذ غرفة بعيدة عن الضجة، خالية من الأنوار الصناعية، و الحيوانات والزهور و الأثاث والبسط، و أن تكون معرضة كل التعرض للتهوية حتى في الشتاء، و أن يكون الفراش منحيا قليلا من الرأس إلى الأقدام، بحيث ترتاح فيها الأعضاء جيدا، و أن يتخذ الفراش من الصوف، و تكون المخدة لا رخوة ولا يابسة، و أن يختار من الغطاء الخفيف، ومن الوسائد القليلة التضاعيف و النعومة.
وعليك أن تنام بعد الأكل بساعتين أو ثلاث، فالأولى ألا تفى الجفون إلا بعد أن يتم الهضم.
وينصح بعض كبار الحكماء للمشتغلين بالأشغال العقلية أن يناموا بعد الأكل، و من رأيه أن الواجب ترك الدماغ يستريح خلال الهضم، و ينبغي أن لا يترك في خلال أيام القيظ.
و يفضل النوم منفردا (1)، و على النائم أن يختار وسط الفراش لينام هنيئا وترتاح أعصابه وتنبسط، وألا ينهض و ذراعاه فوق رأسه كما يفعل بعض النساء تدلّلا!، لأن ذلك مما يخالف نواميس (الفسيولوجيا)، فإذا صدّر النائم صفحة وجهه كثيرا فإنه يُتْعب أعصاب ذراعيه وأعصاب صدره، وينقبض عنقه، و يبهر (2) تنفسه، فلا يمتد طويلا.
و عليه فالواجب أن يكون الرأس واطئا ما أمكن، حتى يتسرب الدم إلى الدماغ على صورة منتظمة، و أن يتمدد الجسم كل التمدد، وأن لا ينثني الساقان، و لا يُشبك أحدهما مع الآخر، و أن لا تُرفع الركبتان، و لا ينفع النوم مستلقيا على الظهر.
و يؤكد بعض الأطباء أن هذا الضرب من النوم نشأ عنه مرض النخاع الشوكي، و ربما كانوا مبالغين في تصورهم على أن النوم بالاستلقاء يُحْدث أرقا مضنيا، أو كابوسا، أو أضغاث أحلام.
و النوم على الشق الأيسر أصعب حالا من الاستلقاء أيضا، لأنه يوقف الهضم، و يؤدي إلى ضيق النفس والاختناق، وإلى حدوث حركات في القلب تضغط عليه وتؤذيه.
و على النائم أن لا ينام وبطنه منبسط، فالأفضل أن ينام المرء على جانبه الأيمن لما في ذلك من النفع للحواس (3) وعلى هذه الطريقة ينبغي لنا تعويد أولادنا، و أن نتقصّد نحن أيضا أن ننام مثلهم.
و إذا حدث لنا قلق فالواجب علينا أن نعمد إلى الطرق البسيطة لجلب الكرى إلى العيون، و ذلك بالمشي والاستحمام وشرب الحليب الحار، و لا ينبغي أخذ شيء من العقاقير و المخدرات (4)، لأنها ضارة، وتأثيرها موقّت، لا يلبث أن يزول.
هذا و على كل إنسان أن لا يغفل أمر النوم، فقد قال حكيم:
إن في النوم لصحيحي الجسم قوة وفرحا، و للمريض شفاء و هناء) اهـ.
_______________________________
(1) و هذا خلاف النهي النبوي! ففي المسند عن ابن عمر -رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده. وصححه العلامة الألباني في (صحيح الجامع) و (السلسلة الصحيحة).
و في (الآداب الشرعية):
(فصْلٌ (فِي كَرَاهَةِ سَفَرِ الرَّجُلِ وَمَبِيتِهِ وَحْدَهُ).
قَالَ الْخَلَّالُ (مَا يُكْرَهُ أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ أَوْ يُسَافِرَ وَحْدَهُ) أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: لَا يُسَافِرُ الرَّجُلُ وَحْدَهُ، وَلَا يَبِيتُ الرَّجُلُ فِي بَيْتٍ وَحْدَهُ. وَقَالَ جَعْفَرٌ: سَأَلْت أَحْمَدَ عَنْ الرَّجُلِ يَبِيتُ وَحْدَهُ، قَالَ: أَحَبُّ إلَيَّ أَنْ يَتَوَقَّى ذَلِكَ.
قَالَ: وَسَأَلْت أَحْمَدَ عَنْ الرَّجُلِ يُسَافِرُ وَحْدَهُ قَالَ: لَا يُعْجِبُنِي.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ: مَا أُحِبُّ ذَلِكَ يَعْنِي فِي الْمَسْأَلَتَيْنِ إلَّا أَنْ يُضْطَرَّ مُضْطَرٌّ.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ صَالِحٍ فِي الرَّجُلِ يَسِيرُ وَحْدَهُ: مَعَ الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إلَيَّ) اهـ.
(2) قال في (لسان العرب):
(والبُهْرُ انقطاع النَّفَسِ من الإِعياء، وقد انْبَهَرَ وبُهِرَ، فهو مَبْهُورٌ وبَهِيرٌ؛ قال الأَعشى:
إِذا ما تَأَتَّى يُرِيدُ القيام تَهادى** كما قَدْ رَأَيْتَ البَهِيرَا
والبُهْرُ بالضم تتابع النَّفَسِ من الإِعياء، وبالفتح المصدر.
بَهَرَهُ الحِمْلُ يَبْهَرُهُ بَهْراً أَي: أَوقع عليه البُهْرَ فانْبَهَرَ، أَي: تتابع نفَسُهُ؛ ويقال: بُهِرَ الرجل إِذا عدا حتى غلبه البُهْرُ) اهـ.
(3) ولما فيه من تطبيق سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الثابتة عنه.
(4) يريد: المنومات.
.
.
(يجتنب النوم في محل غير مسقوف، لأنه يكون عرضة للتغيرات الجوية، و لا يغطي الرأس غطاء ثقيلا، و لا يشد برباط أصلا، و لا يكون الفراش يابسا ولا لينا، آخذ من الارتفاع بالتدريج إلى جهة الرأس، و لا ينام على بطنه، لإعاقته حركة الأعضاء البطنية والظهرية، و لا على الظهر، و أن تكون الأعضاء منثنية نصف انثناء، لأنه يسهل مرور الدم في الأوعية، و راحة الأعضاء، و أن يكون غطاء الرأس خفيفا، و الأقدام ساخنة، و الهضم تاما، و الفكر ساكنا، فإن كثرة التفكر، و إجهاد البال عند التأهب للنوم من أهم أسباب الأرق، و أن يبتعد عن مكان اللغط، و عن الضوء الضعيف من صوت الكاز، لأنه يؤدي إلى ضيق النفس و اختناق الصدر برديء رائحته التي تفسد الهواء، و أن يخرج طاقة الزهور ليلا من المكان، لأنها تفقد الهواء أوصافه الجيدة، و لا بأس بالقيلولة في النهار الطويل، أو طلب الجسم لها مطلقا، ومدة النوم من ست ساعات إلى ثمان، و الزيادة عليها تورث العقل خمودا.
أما أسباب الأرق:
فقد تكون أدبية، مثل الاهتمام بالأشغال والقلق للمستقبل، و التعب العقلي، وتعب الوجدان، و الحزن وتبكيت القلب.
و قد ينشأ الأرق من أمراض طبيعية صِرفة، و في الغالب أن المرء يُحرم النوم بتساهله، لأنه لا يحسن الاضطجاع على فراشه، و لا يتخذ الأسباب اللازمة.
فإن أردت أن تنام فعليك أن تتخذ غرفة بعيدة عن الضجة، خالية من الأنوار الصناعية، و الحيوانات والزهور و الأثاث والبسط، و أن تكون معرضة كل التعرض للتهوية حتى في الشتاء، و أن يكون الفراش منحيا قليلا من الرأس إلى الأقدام، بحيث ترتاح فيها الأعضاء جيدا، و أن يتخذ الفراش من الصوف، و تكون المخدة لا رخوة ولا يابسة، و أن يختار من الغطاء الخفيف، ومن الوسائد القليلة التضاعيف و النعومة.
وعليك أن تنام بعد الأكل بساعتين أو ثلاث، فالأولى ألا تفى الجفون إلا بعد أن يتم الهضم.
وينصح بعض كبار الحكماء للمشتغلين بالأشغال العقلية أن يناموا بعد الأكل، و من رأيه أن الواجب ترك الدماغ يستريح خلال الهضم، و ينبغي أن لا يترك في خلال أيام القيظ.
و يفضل النوم منفردا (1)، و على النائم أن يختار وسط الفراش لينام هنيئا وترتاح أعصابه وتنبسط، وألا ينهض و ذراعاه فوق رأسه كما يفعل بعض النساء تدلّلا!، لأن ذلك مما يخالف نواميس (الفسيولوجيا)، فإذا صدّر النائم صفحة وجهه كثيرا فإنه يُتْعب أعصاب ذراعيه وأعصاب صدره، وينقبض عنقه، و يبهر (2) تنفسه، فلا يمتد طويلا.
و عليه فالواجب أن يكون الرأس واطئا ما أمكن، حتى يتسرب الدم إلى الدماغ على صورة منتظمة، و أن يتمدد الجسم كل التمدد، وأن لا ينثني الساقان، و لا يُشبك أحدهما مع الآخر، و أن لا تُرفع الركبتان، و لا ينفع النوم مستلقيا على الظهر.
و يؤكد بعض الأطباء أن هذا الضرب من النوم نشأ عنه مرض النخاع الشوكي، و ربما كانوا مبالغين في تصورهم على أن النوم بالاستلقاء يُحْدث أرقا مضنيا، أو كابوسا، أو أضغاث أحلام.
و النوم على الشق الأيسر أصعب حالا من الاستلقاء أيضا، لأنه يوقف الهضم، و يؤدي إلى ضيق النفس والاختناق، وإلى حدوث حركات في القلب تضغط عليه وتؤذيه.
و على النائم أن لا ينام وبطنه منبسط، فالأفضل أن ينام المرء على جانبه الأيمن لما في ذلك من النفع للحواس (3) وعلى هذه الطريقة ينبغي لنا تعويد أولادنا، و أن نتقصّد نحن أيضا أن ننام مثلهم.
و إذا حدث لنا قلق فالواجب علينا أن نعمد إلى الطرق البسيطة لجلب الكرى إلى العيون، و ذلك بالمشي والاستحمام وشرب الحليب الحار، و لا ينبغي أخذ شيء من العقاقير و المخدرات (4)، لأنها ضارة، وتأثيرها موقّت، لا يلبث أن يزول.
هذا و على كل إنسان أن لا يغفل أمر النوم، فقد قال حكيم:
إن في النوم لصحيحي الجسم قوة وفرحا، و للمريض شفاء و هناء) اهـ.
_______________________________
(1) و هذا خلاف النهي النبوي! ففي المسند عن ابن عمر -رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده. وصححه العلامة الألباني في (صحيح الجامع) و (السلسلة الصحيحة).
و في (الآداب الشرعية):
(فصْلٌ (فِي كَرَاهَةِ سَفَرِ الرَّجُلِ وَمَبِيتِهِ وَحْدَهُ).
قَالَ الْخَلَّالُ (مَا يُكْرَهُ أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ أَوْ يُسَافِرَ وَحْدَهُ) أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: لَا يُسَافِرُ الرَّجُلُ وَحْدَهُ، وَلَا يَبِيتُ الرَّجُلُ فِي بَيْتٍ وَحْدَهُ. وَقَالَ جَعْفَرٌ: سَأَلْت أَحْمَدَ عَنْ الرَّجُلِ يَبِيتُ وَحْدَهُ، قَالَ: أَحَبُّ إلَيَّ أَنْ يَتَوَقَّى ذَلِكَ.
قَالَ: وَسَأَلْت أَحْمَدَ عَنْ الرَّجُلِ يُسَافِرُ وَحْدَهُ قَالَ: لَا يُعْجِبُنِي.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ: مَا أُحِبُّ ذَلِكَ يَعْنِي فِي الْمَسْأَلَتَيْنِ إلَّا أَنْ يُضْطَرَّ مُضْطَرٌّ.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ صَالِحٍ فِي الرَّجُلِ يَسِيرُ وَحْدَهُ: مَعَ الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إلَيَّ) اهـ.
(2) قال في (لسان العرب):
(والبُهْرُ انقطاع النَّفَسِ من الإِعياء، وقد انْبَهَرَ وبُهِرَ، فهو مَبْهُورٌ وبَهِيرٌ؛ قال الأَعشى:
إِذا ما تَأَتَّى يُرِيدُ القيام تَهادى** كما قَدْ رَأَيْتَ البَهِيرَا
والبُهْرُ بالضم تتابع النَّفَسِ من الإِعياء، وبالفتح المصدر.
بَهَرَهُ الحِمْلُ يَبْهَرُهُ بَهْراً أَي: أَوقع عليه البُهْرَ فانْبَهَرَ، أَي: تتابع نفَسُهُ؛ ويقال: بُهِرَ الرجل إِذا عدا حتى غلبه البُهْرُ) اهـ.
(3) ولما فيه من تطبيق سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الثابتة عنه.
(4) يريد: المنومات.