وقال حكيم خير الملوك من كفى وكف وعفا وعف للرعية المنام وعلى الملك القيام، وقال آخر نصحني النصحاء ...

وقال حكيم خير الملوك من كفى وكف وعفا وعف للرعية المنام وعلى الملك القيام، وقال آخر نصحني النصحاء ووعظني الوعاظ فلم يعظني مثل شيبتي، ولم ينصحني مثل فكرتي وأكلت الطيب وشربت الشراب وعانقت الحسان فلم أر ألذ من العافية، وأكلت الصبر وشربت المر فلم أر أمر من الفقر وعالجت الحديد ونقلت الصخور فلم أر حملاً أثقل من الدين، وطلبت الغنى من وجوهه فلم أر أغنى من القنوع
.
قال حكيم من حكماء العدل في الرعية خير من كثرة الجنود، تاج الملك عفافه وحصنه إنصافه، وقال حكيم لا يطمع سيء الأدب في الشرف ولا الملك الجائر في بقاء الملك، العدل في الأقوال أن لا تخاطب الفاضل بخطاب المفضول ولا العالم بخطاب المجهول وأن تجعل لسانك في ميزان فتحفظه من رجحان ونقصان، وسئل حكيم عن المسيء فقال هو من لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً وقال آخر الدهر حسود لا يأتي على شيء إلا غيره، من علامة الدولة قلة الغفلة، اصنع الخير عند إمكانه يبقى لك حمده بعد زوال زمانه، ولله درّ من قال:
أرى طالب الدنيا وإن طال عمره ... ونال من الدنيا سروراً وأنعما
كبان بنى بنيانه وأتمه ... فلما استوى ما قد بناه تهدما
المرء ابن يومه فليتنبه من نومه. قال حكيم: مخالطة الأشرار من أعظم الأخطار من لم يلزم نفسه حقك لا تلزم نفسك حقه بعيد ممن أسقط حق نفسه أن يقوم بحق غيره.