كثرة الاستئناس للاخوان ليس محمود . . قال القومسي: السلطان في تدبير الرعية كالشمس في تفصيل ...

كثرة الاستئناس للاخوان ليس محمود
.
.
قال القومسي: السلطان في تدبير الرعية كالشمس في تفصيل الأزمان، والجند كالريح في التلقيح، والعلماء من الجميع كالنبت والحيوان، والعوام في نقل الأمور كالأرض في حمل الأنام، وما يكون منه منافع الإنسان.
.
.
قالوا بلادي منك حزني وفرحي نجحي مولدي واعتزازي...كاش هربة الله الله
يقال: لحية هلوفية إذا كانت كثيرة الشّعر، واليوم إذا كان بهذه الصفة كان ذا زمهرير
وكانوا يقولون مع هذا: إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض وإذا ذخرت الأودية بالماء كثرت الثّمر، والمؤتفكات: الرّياح البوارح وهي شمال حارّة في الصيف، وذات عجاج، سمّيت لتقلّبها العجاج، مؤتفكات ولا أحسبهم أنّ لها عملا في ذلك، وإنّما يريدون أنّ عضوفها، إذا اشتدّ وكثر كان ذلك إمارة الزّكاء، ويجوز أن يكونوا أرادوا بالمؤتفكات الرّياح كلّها إذا اشتدّت.
قال بعض الحكماء: الرّياح على ثلاثة أضرب: منها ما هي من الملائكة وصفتها أن تكسح من الأعلى إلى الأسفل، وتهبّ صافية ثم تنقطع، ومنها ما هي حركة الجو، وصفتها دوام هبوبها صافية، وكدرة سفلا وعلوا.
وروى طاوس في خبر يرفعه: لا تسبّوا الرّياح ولا المطر ولا الرّعد ولا البرق، بعثن رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين. وفي حديث آخر: لا تسبّوا الرّيح فإنّها من نفس الرّحمن. وفي آخر: ما هلك قوم ولا عاش آخرون إلا بهبوب الرّياح ودرور السّحاب.
وذكر بعضهم أنّ الروم تسمّي الأمطار والرّياح نقالات الدّول. وعن سفيان الثّوري:
الدّعاء عند هبوب الرّياح وتحت المطر لا يرد.
وقال بعضهم: النّسيم الطّيب صديق الرّوح، قال: والرخاء: ريح سليمان وكانت تحمل عرشه، وقيل: النّسيم بدو كلّ ريح، يقال: نسمت الرّيح.