يوم الجمعة إن أفضل أيام الأسبوع هو يوم الجمعة، فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ ...
يوم الجمعة
إن أفضل أيام الأسبوع هو يوم الجمعة، فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» إن أفضل أيام الأسبوع هو يوم الجمعة، فقد روى أبو داود بسند صحيح عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ - يَقُولُونَ: بَلِيتَ -؟ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عز وجل حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ»[1]. ويوم الجمعة فرضه الله عز وجل على اليهود والنصارى، ووكل إليهم اختيارَه، ولكنهم اختلفوا فيه، فأضلهم الله عنه، وهدى المسلمين إليه. روى البخاري ومسلم عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ اليَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ»[2]. وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، المَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ»[3]. أيها المسلمون، والمحافظة على صلاة الجمعة من أسباب مغفرة الذنوب، فقد روى مسلمعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» [4].وروى مسلمعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ»[5]. وقال رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»[6]. وفي يوم الجمعة يستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ». وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]. وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا»[7]. وصلاة الله سبحانه وتعالى معناها: ثناؤه عليه عند الملائكة[8]. ومما على المسلم فعله يومَ الجمعة الاغتسال، كما جاء في الحديث: «غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»[9]. ومما يستحب يوم الجمعة أيضًا وضعُ الطيب، والتسوك، روى البخاري عن أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَأَنْ يَسْتَنَّ[10]، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ»[11]. وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ[12]، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى»[13]. ومما يستجب يومَ الجمعة لُبس أفضل الثياب وأحسنها، لوصية النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يَتَخَطَّ أَعْنَاقَ النَّاسِ، ثُمَّ صَلَّى مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ جُمُعَتِهِ الَّتِي قَبْلَهَا»، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةِ: «وَزِيَادَةٌ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ»[14]. ولا تنسَ أيها الأخ المسلم التبكيرَ بالذَّهاب إلى المسجد لشهود صلاة الجمعة، فقد جاء في الحديث: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ[15] ثُمَّ رَاحَ[16]، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً[17]، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» [18]. ومن أهم أوقات استجابة الدعاء ساعة الاستجابة في يوم الجمعة، فَفي الحديث أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ[19]، لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا[20]. اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إنا نسألك النعيم يوم العِيْلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إنا نسألك عيشة نقية، وميتة سوية، ومردًّا غير مخزٍ ولا فاضح، اللهم ابسط علينا من بركاتك، ورحمتك، وفضلك، ورزقك، اللهم حبب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين. [1] صحيح: رواه أبو داود (1047)، والنسائي (1374)، وابن ماجه (1085)، وأحمد (16162)، وصححه الألباني. [2] متفق عليه: رواه البخاري (876)، ومسلم (855). [3] صحيح: رواه مسلم (856). [4] صحيح: رواه مسلم (574). [5] صحيح: رواه مسلم (857). [6] صحيح: رواه أبو داود (345)، والنسائي (1381)، وابن ماجه (1087)، وأحمد (16173)، وصححه الألباني. [7] صحيح: رواه مسلم (408). [8] انظر: صحيح البخاري (6/ 120). [9] متفق عليه: رواه البخاري (879)، ومسلم (846). [10] أن يستن:أي يدلك أسنانه بالسواك. [انظر: فتح الباري، لابن حجر (2/ 364)]. [11] صحيح: رواه البخاري (880). [12] ما استطاع من طهر: المراد المبالغة في التنظيف، كقص الشارب، وحلق العانة، وقص الظفر. [انظر: عمدة القاري (6/ 175)]. [13] صحيح: رواه البخاري (883). [14] حسن: ورها أبو داود (343)، وحسنه الألباني. [15] غسل الجنابة: أي على صفة غسل الجنابة وهيئته. [انظر: إكمال المعلم (3/ 238)]. [16] ثم راح:أي قصد الجمعة، وتوجه إليها مبكرا قبل الزوال. [انظر: معالم السنن (1/ 109)]. [17] بدنة: أي ناقة. [انظر: إكمال المعلم (3/ 239)]. [18] متفق عليه: رواه البخاري (881)، ومسلم (850). [19] فيه ساعة:الساعة عبارة عن جزء قليل من النهار أو الليل. [انظر: النهاية في غريب الحديث (2/ 422)]. [20] متفق عليه: رواه البخاري (935)، ومسلم (852).
رابط المادة: http://iswy.co/e2covo
إن أفضل أيام الأسبوع هو يوم الجمعة، فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» إن أفضل أيام الأسبوع هو يوم الجمعة، فقد روى أبو داود بسند صحيح عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ - يَقُولُونَ: بَلِيتَ -؟ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عز وجل حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ»[1]. ويوم الجمعة فرضه الله عز وجل على اليهود والنصارى، ووكل إليهم اختيارَه، ولكنهم اختلفوا فيه، فأضلهم الله عنه، وهدى المسلمين إليه. روى البخاري ومسلم عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ اليَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ»[2]. وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، المَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ»[3]. أيها المسلمون، والمحافظة على صلاة الجمعة من أسباب مغفرة الذنوب، فقد روى مسلمعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» [4].وروى مسلمعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ»[5]. وقال رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»[6]. وفي يوم الجمعة يستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ». وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]. وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا»[7]. وصلاة الله سبحانه وتعالى معناها: ثناؤه عليه عند الملائكة[8]. ومما على المسلم فعله يومَ الجمعة الاغتسال، كما جاء في الحديث: «غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»[9]. ومما يستحب يوم الجمعة أيضًا وضعُ الطيب، والتسوك، روى البخاري عن أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَأَنْ يَسْتَنَّ[10]، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ»[11]. وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ[12]، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى»[13]. ومما يستجب يومَ الجمعة لُبس أفضل الثياب وأحسنها، لوصية النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يَتَخَطَّ أَعْنَاقَ النَّاسِ، ثُمَّ صَلَّى مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ جُمُعَتِهِ الَّتِي قَبْلَهَا»، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةِ: «وَزِيَادَةٌ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ»[14]. ولا تنسَ أيها الأخ المسلم التبكيرَ بالذَّهاب إلى المسجد لشهود صلاة الجمعة، فقد جاء في الحديث: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ[15] ثُمَّ رَاحَ[16]، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً[17]، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» [18]. ومن أهم أوقات استجابة الدعاء ساعة الاستجابة في يوم الجمعة، فَفي الحديث أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ[19]، لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا[20]. اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إنا نسألك النعيم يوم العِيْلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إنا نسألك عيشة نقية، وميتة سوية، ومردًّا غير مخزٍ ولا فاضح، اللهم ابسط علينا من بركاتك، ورحمتك، وفضلك، ورزقك، اللهم حبب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين. [1] صحيح: رواه أبو داود (1047)، والنسائي (1374)، وابن ماجه (1085)، وأحمد (16162)، وصححه الألباني. [2] متفق عليه: رواه البخاري (876)، ومسلم (855). [3] صحيح: رواه مسلم (856). [4] صحيح: رواه مسلم (574). [5] صحيح: رواه مسلم (857). [6] صحيح: رواه أبو داود (345)، والنسائي (1381)، وابن ماجه (1087)، وأحمد (16173)، وصححه الألباني. [7] صحيح: رواه مسلم (408). [8] انظر: صحيح البخاري (6/ 120). [9] متفق عليه: رواه البخاري (879)، ومسلم (846). [10] أن يستن:أي يدلك أسنانه بالسواك. [انظر: فتح الباري، لابن حجر (2/ 364)]. [11] صحيح: رواه البخاري (880). [12] ما استطاع من طهر: المراد المبالغة في التنظيف، كقص الشارب، وحلق العانة، وقص الظفر. [انظر: عمدة القاري (6/ 175)]. [13] صحيح: رواه البخاري (883). [14] حسن: ورها أبو داود (343)، وحسنه الألباني. [15] غسل الجنابة: أي على صفة غسل الجنابة وهيئته. [انظر: إكمال المعلم (3/ 238)]. [16] ثم راح:أي قصد الجمعة، وتوجه إليها مبكرا قبل الزوال. [انظر: معالم السنن (1/ 109)]. [17] بدنة: أي ناقة. [انظر: إكمال المعلم (3/ 239)]. [18] متفق عليه: رواه البخاري (881)، ومسلم (850). [19] فيه ساعة:الساعة عبارة عن جزء قليل من النهار أو الليل. [انظر: النهاية في غريب الحديث (2/ 422)]. [20] متفق عليه: رواه البخاري (935)، ومسلم (852).
رابط المادة: http://iswy.co/e2covo