المصباح المنير في تبسيط العقيدة للمبتدئين جمعه العبد الفقير: سيداعمر بن الخليفة بن إميجن ...
المصباح المنير
في تبسيط
العقيدة للمبتدئين
جمعه
العبد الفقير: سيداعمر بن الخليفة بن إميجن الشنقيطي
تقريظ: 1
الحمد الله الذي هدانا بكتابه المنير، وسنة نبيه المصطفى الأمين.
وأعلى تلك الهداية وأهمها ؛ الهداية فيما يتعلق بمعرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وما يجب له علينا من حقوق توحيده في الربوبية والإلهية.
وهذه القضية هي مقصد القرآن الأهم كما في قوله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يوحى إلي أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا * فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ).
لذا تنافس العلماء في التأليف في هذا العلم الشرعي الاعظم والفقه الأكبر واساس الملة الأهم. وحق الله على العبيد الذي من أجله خلقهم.
ومن المؤلفات القيمة في التوحيد وأقسامه ما دبجته يراع أخينا الفاضل الشيخ سيداعمر بن الخليفة بن إميجن الشتقيطي في كتابه الموسوم: "المصباح المنير في تبسيط العقيدة للمبتدئين"
امتاز هذا المؤلف بالميزات التالية:
١- سهولة اللفظ ووضوحه.
٢- الاختصار غير المخل.
٣- الشمول لمسائل التوحيد.
٤- الاعتماد على الكتاب والسنة.
٥- السلامة من مسائل أهل الكلام والضلال في التوحيد.
٦- كثرة الاستدلال بنصوص الوحي.
٧- طاف على كتب أهل السنة في الإيمان والتوحيد فاستخلص رحيقها.
٨- المتن يصلح لكل طلاب العقيدة يفهمه المبتدئ في هذا العلم ولا يستغني عنه المتقدم فيه تبصرة للمبتدئ وتذكرة لغيره.
فانصح طلبة العلم بقراءة هذا الكتاب والإفادة منه.
واسأل الله أن يجزي الشيخ خير الجزاء، ويجعل ما قدمه في ميزان حسناته ، ومن العمل المستمر له بعد مماته.
ويزيده من فضله ونعمته.
كتبه:
عبد الله ولد أربيه ابن عمر شهرة.
الخميس ٢١/ ٩/ ١٤٤١ لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم..
تقريظ: 2
إن الله تعالى قد خلق الخليقة لغاية عظمى وهي تحقيق العبادة له جل وعلا لما يسديه من النعم ويدفعه من النقم ولا سبيل إلى تحقيق العبادة والاستقامة عليها "سيما في هذا الزمان العصيب وملابساته المضطربة" إلا بتحقيق لب الدين وركنه الركين الذي ابتعث الله الأنبياء والرسل لأجله وأقام الموازين لغايته ألا وهو التوحيد وإفراده بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات وبين يديك أخي الفاضل؛أختي الفاضلة هذه الكلمات القليلة لعلها أن ترد جائرا أو تذكر ذاكرا.
كتبه:
الأستاذ عبدالله بن المختار البصري حفظه الله تعالى
بتاريخ: 25 رجب 1441
الموافق: 2020 / 03 / 19
تقريظ: 3
الحمد لله الذي شهدت له بالربوبية جميع مخلوقاته وأشهد ألا إله إلا الله الواحد في ذاته وصفاته وأشهد أن محمدا عبده ومبلغ رسالاته صلى عليه وعلى آله وصحبه الوقافين عند آياته..
أما بعد فقد اطلعت على هذا المختصر المفيد الذي جمعه أخونا سيداعمر بن الخليفة بن إميجن سلك فيه أسلوب الاختصار المفيد، قصد من خلاله بيان حق الله على العباد فكان جمعا موفقا لا يستغني عنه طالب علم يبغي الاختصار الذي لا إخلال فيه.
ونسأل الله أن ينفع به والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
كتبه:
الشيخ أحمد باب بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى
بتاريخ: 08/03/2020
تقريظ: 4
السلام عليكم ورحمة الله
اطلعت على هذا الكتاب الصغير في حجمه والكبير في قدره فوجدته مصباحاً منيرا وسراجا مضيئا ومع أنه موجه للصغار فلا عنى عنه للكبار كما قال البشير في وصيته
تفيد في الصغار والكبار في حفظها ليس عليهم عار
وأنا أصيكم به وبحفظه وتحفيظه وجزى الله خير الجزاء أخي وصديقي أبي عبد الرحمن الشنقيطي
الأستاذ: الخليل بن سالم
بسم الله الرحمن الرحيم
(متن الكتاب)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
أما بعد فهذا مختصر سهل في العقيدة الصحيحة، كتبته للمبتدئين في محظرة العتيق خاصة؛ وهو لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم- عامة.
1_ أهمية التوحيد
لا يخفى ما للعقيدة من أثر على الشخص في دنياه وآخرته؛ فبصلاحها يصلح للشخص أمره في دنياه وأخراه.
فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي مالك عن أبيه قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حَرُمَ مَالُهُ ودَمُهُ، وحِسابُهُ على الله عز وجل».
2_ فضل التوحيد
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿الذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يلبسوا إيمانهم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾ [الْأَنْعَام: 82].
وفي الصحيحين من حديث عتبان بن مالك أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله».
3_ تعريف التوحيد:
هو لغة: مشتق من وَحَّدَ الشيءَ إذا جعله واحدا.
شرعا: هو إفرادُ اللهِ بما يختصُ بِهِ من الرُّبوبية والألوهية والأسماء والصفات.
أقسامه:
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
أ_ تعريف توحيد الربوبية:
هو الإقرار بانفراد الله عز وجل بالخلق، والملك، والرَّزق، والتدبير.
وقال تعالى: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْر﴾ [الأعراف: 54].
وقال تعالى: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض﴾ [فاطر:3].
وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض﴾ [آل عمران: 198].
وقال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُم مِّنَ السماء وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَّمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُّخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُّدَبِّرُ الأَمْر فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ [يونس: 31.
ب_ تعريف توحيد الألوهية:
هو إفراد الله تعالى بالعبادة، كالدعاء والرجاء والصلاة والصوم وغير ذلك.
قال الله تعالى: ﴿قل إن صلاتي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ﴾ [الأنعام 162].
ج_ تعريف توحيد الأسماء والصفات:
هو إفراد الله بما يختص به من الأسماء والصفات من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ولا تحريف.
قال الشيخ محمد سالم ولد عدود رحمه الله تعالى
يُمَرُّ ما في وصْفِهِ جاءَ من الْـ ** وحي كما يَفْهَمُ فيهِمْ نَزَلْ
مِنْ غَيْرِ ما تَكْييفٍ او تَمْثِيلِ ** لَهُ و لا تَحْــرِيــفٍ او تَــأويــلِ
والدليل قوله تعالى: ﴿ليس كمثله شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشُّورَى: 11].
وقد اجتمعت أنواع التوحيد في قوله تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً﴾ [مريم 65].
4_ الشرك:
هو نقيض التوحيد، وهو سبب الخلود في النار.
كما قال تعالى: ﴿إنه من يشرك بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ﴾ [الْمَائِدَة: 72].
وفي صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من مات وَهْوَ يَدْعُو من دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ» وَقُلْتُ أَنَا: مَن مَاتَ وَهْوَ لاَ يَدْعُو لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الجَنَّةَ.
تعريف الشرك:
وهو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله تعالى.
أقسامه:
الشرك نوعان:
أ_ شرك أكبر: أن يصرف العبد نوعًا من أنواع العبادة أو فردًا من أفرادها لغير الله.
ب_ شرك أصغر: هو ما ورد في الشرع أنه شرك ولم يصل إلى درجة الشرك الأكبر، كالحلف بغير الله والرياء ونحو ذلك.
ولذلك كل من يؤمن بيوم الفزعِ الأكبر، لا تلقاهُ إلا حريصاً على أعماله، خائفاً من كل ما يحبطها من أنواع الشرك الأكبر أو الشركِ الأصغر، حيث إنَّ الشرك َالأكبر يحبطُ جميعَ الأعمالِ، فتصير هباءً منثوراً، والشرك الأصغر يحبطُ العملَ الذي حصل فيه هذا النوع من الشرك كيسير الرياء، والعُجب.
قال الشيخ محمدسالم ولد عدود رحمه الله تعالى
واجتنبوا الشرك الجلي والخفي ** ولو بما فيه اختلاف الخلف
فـــأفـــــــــردوه جــــــل بالعــــــبـــــــــاده ** لا تشركـــــوا في نـــــوعـــــها عباده
فلا تسموا ولــــدا عبد علي ** أو تــــــنـــــذروا لصــــــــالح أو لـــــــــولي
ولا تمسوا قبرا او تمسحــــــوا ** ولا تطـــــــوفوا حــــــوله أو تذبحــــــــوا
العبـــــــــــــــــــادة:
لغة: هي الخضوع والذل.
وشرعا: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى
ثم العبادة هِيَ اسم جامعُ * لِكُلِ مَا يَرْضَى الْإِلَهُ السَّامِعُ
وهي تقوم على أصلين:
١_ غاية الحب
٢_ بغاية الذل والخضوع.
شروط صحة العبادة:
أ_ الإخلاص لله في العمل.
ب_ متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: ﴿فمن كان يرجو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110].
أنــــواعــــــــها:
قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى
وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّـــهــــــَا الدُّعَــاءُ * خَــــــــــــــــــوْفٌ تَوَكُّــــــــــــلٌ كَذَا الرَّجَاءُ
وَرَغْبَــــــــــةٌ وَرَهْبــــــــَةٌ خُشُــــــــوعُ * وَخَـــــــــــــشْيـــــــــَةٌ إِنَـــــــــــــابَةٌ خُـــــــضُــــوعُ
وَالِاسْتِعَــــاذَةُ وَالَاسْتِــــــــعَانَــــهْ * كَـــــــــــذَا اسْتـــــــــــــِغَاثَةٌ بِهِ سُبْحـــــــــَانَهْ
وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ * فَافْهَمْ هُدِيتَ أَوْضَحَ الْمَسَالِكْ
وَصَــــرْفُ بَعْضِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ * شِــــــرْكٌ وَذَاكَ أَقْـــــــبَحُ الْمَنَـــــــــــــاهِي.
الدليل: الدُّعَاء: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غَافِر: 60].
وروى الترمذي عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ثم قَرَأَ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
الخوف: قال تعالى: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [آل عِمْرَانَ: 175].
التوكل: قال تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [الْمَائِدَة: 23].
الرجاء قال تعالى: ﴿فمن كان يرجو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110].
الرغبة والرهبة والخشوع: َقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90].
الخشية: قال تعالى: ﴿فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾ [المائدة: 3].
الإنابة: قال تعالى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ [الزُّمَر: 54].
الاستعاذة: قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النَّحْل: 98].
الاستعانة: قال تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الْفَاتِحَة: 4]
الاستغاثة: قال تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [الأنفال: 9].
الذبح: قال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الْكَوْثَر: 2]
النذر: قَالَ تَعَالَى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ [الْإِنسَان: 7].
الإيمان، تعريفه وأركانه:
هو لغة: الإقرار والاعتراف المستلزم للقبول والإذعان.
وشرعا: هو قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية (قول وعمل).
أركانه ستة:
1_ الإيمان بالله.
2_ الإيمان بالملائكة.
3_ الإيمان بالكتب.
4_ الإيمان بالرسل.
5_ الإيمان باليوم الآخر.
6_ الإيمان بالقدر، خيره وشره.
أولا _ الإيمان بالله:
يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى.
قال تعالى: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ﴾ [الإسراء: 102].
الثاني: الإيمان بانفراده بالرّبوبية.
الثالث: الإيمان بانفراده بالألوهية.
الرابع: أن تؤمن بأسماء الله وصفاته؛ بإثبات ما أثبته سبحانه لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، على الوجه اللائق به، من غير تحريف، ولا تعطيل ولا تكييف، ولا تمثيل.
ثانيا _ الإيمان بالملائكة:
وهم أجسام نورانية خلقهم الله تعالى لعبادته وهم بطاعته يعملون قال تعالى: ﴿لَا يعصون اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].
وقال تعالى: ﴿بل عِبادٌ مُّكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ [الأنبياء: 27].
يجب الإيمان بهم جملة وتفصيلا، ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى.
عن أَبي ذَرٍّ، رضي اللَّهُ عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ، وأسمع مالا تسمعون, أطَّتِ السماء وحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا موْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ واضِعٌ جبهتهُ ساجِداً للَّهِ تَعَالى. واللَّه لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لضَحِكْتمْ قَلِيلاً، وَلَبكَيْتُمْ كَثِيراً، وَمَا تَلَذَّذتُم بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرجْتُمْ إِلى الصُّعُداتِ تَجْأَرُون إِلى اللَّه تَعَالَى». (رواه الترمذي وَقالَ: حديثٌ حسن).
ثالثا _ الإيمان بالكتب:
يجب الإيمان بجميع ما أنزل من الكتب جملة وتفصيلا. قال تعالى: ﴿كان الناس أمة وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾ [البقرة: 213]
رابعا _ الإيمان بالرسل:
يجب الإيمان بمن أرسل من الرسل جميعا، ثم طاعتهم كما تقدم في الآية، وكما قال تعالى: ﴿وما أرسلنا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: 64].
خامسا _ الإيمان باليوم الآخر:
يجب الإيمان بأن الله يبعث الناس بعد موتهم ويحاسبهم على أعمالهم. قال تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القيامة تبعثون﴾ [المؤمنون: 16].
سادسا _ الإيمان بالقدر، خيره وشره:
وهو الإيمان بأن الله خلق كل شيء بقدر، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا كل شيء خلقناه بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 47].
مراتب القدر أربعة:
أ_ العلم: قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 282].
ب_ الكتابة: قال تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ﴾ [يس: 12].
ج_ الخلق: قال تعالى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً﴾ [الفرقان: 2].
د_ المشيئة: قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ﴾ [الأنعام: 137].
7_ الإحسان:
الإحسان لغة: الإتقان وهو ضد الإساءة.
وهو بذل الخير في حق الخالق. وفي حق المخلوق استحضار جلال الله وعظمته وعلمه كما في الحديث «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
وله مرتبتان:
الأولى: المشاهدة.
الثانية: المراقبة.
8_ لا إله إلا الله، ركناها ومعناها وشروطها:
1_ أركانها:
لها ركنان:
أ_ النفي
ب_ الإثبات
2_ مــــــــــعـــــــــــناها
لا معبود بحق إلا الله.
الدليل قوله تعالى: ﴿ذلك بأن اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: 62].
3_ شــــــــــــــروطــــــــــــــــــها:
1_ العلم: المنافي للجهل.
2_ اليقين: المنافي للشك.
3_ القبول: المنافي للرد.
4_ الانقياد: المنافي للترك والعناد.
5_ الصدق: المنافي للكذب.
6_ الإخلاص: المنافي للشرك.
7_ المحبة: المنافية للبغض.
قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى
وبشــــــــــروط سَبْعَــــــــــــــةٍ قَدْ قُيِّدَتْ * وَفِي نُصُوصِ الْوَحْيِ حَقًّا وَرَدَتْ
فَإِنَّهُ لَـــمْ يَنـــــتَفِـــعْ قَـــــــــائِــــــلـــــــــــــُــــــــهَا * بِالنُّطْقِ إِلَّا حَيْثُ يَسْتَكْـــــــــمِــــلُهَا:
الْــــــعِــــــــلْـــمُ وَالْيَــــــــقِـــــــــــينُ وَالْقَــــبُــولُ * وَالِانــــــــــــــقِـــــــــــــيَادُ فَــــــادْرِ مَا أَقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالْإِخْلَاصُ وَالْمَحَبَّهْ * وَفّــــــــــــــَقَـــــــــــــكَ اللَّــــــــــــــهُ لِمَا أَحَــــــبَّهْ.
1_ العلم:
الدليل قوله تَعَالَى: ﴿وَلَا يَمْلِكُ الذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [الزُّخْرُف: 86].
وفي صحيح مسلم من حديث عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَن مَّاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ».
2_ اليقين:
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات: 15].
وفي صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ, لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ».
3_ القبول:
قال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ، وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ﴾ [الصَّافَّات: 22]
4_ الانقياد:
قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ [النِّسَاء: 125].
تنيبه: الانقياد ينافيه العناد: فإن المشركين إنما ردوها عنادا منهم، قال تعالى: { وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هَذَا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجاب (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (6) مَا سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ }(7) ص
5_ الصدق:
قال تعالى: ﴿ألم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُّتْرَكُوا أَنْ يَّقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [الْعَنْكَبُوت: 1-3].
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صِدْقًا مِّن قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ».
6_ الإخلاص:
﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزُّمَر: 3].
وفي صحيح البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي مَن قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مَّن قَلْبِهِ» (أَوْ نَفْسِهِ).
7_ المحبة:
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَّتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ﴾ [الْبَقَرَة: 165].
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثٌ مَّن كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَّكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا, وَأَنْ يُّحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ, وَأَنْ يَّكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ».
هذا وبالله التوفيق.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما
كتبه: العبد الفقير إلى رحمة ربه
سيداعمر بن الخليفة بن إميجن الشنقيطي
بتاريخ: 03 من جمادى الأولى 1441هـ
الموافق 29 / 12 / 2019م.
في تبسيط
العقيدة للمبتدئين
جمعه
العبد الفقير: سيداعمر بن الخليفة بن إميجن الشنقيطي
تقريظ: 1
الحمد الله الذي هدانا بكتابه المنير، وسنة نبيه المصطفى الأمين.
وأعلى تلك الهداية وأهمها ؛ الهداية فيما يتعلق بمعرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وما يجب له علينا من حقوق توحيده في الربوبية والإلهية.
وهذه القضية هي مقصد القرآن الأهم كما في قوله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يوحى إلي أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا * فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ).
لذا تنافس العلماء في التأليف في هذا العلم الشرعي الاعظم والفقه الأكبر واساس الملة الأهم. وحق الله على العبيد الذي من أجله خلقهم.
ومن المؤلفات القيمة في التوحيد وأقسامه ما دبجته يراع أخينا الفاضل الشيخ سيداعمر بن الخليفة بن إميجن الشتقيطي في كتابه الموسوم: "المصباح المنير في تبسيط العقيدة للمبتدئين"
امتاز هذا المؤلف بالميزات التالية:
١- سهولة اللفظ ووضوحه.
٢- الاختصار غير المخل.
٣- الشمول لمسائل التوحيد.
٤- الاعتماد على الكتاب والسنة.
٥- السلامة من مسائل أهل الكلام والضلال في التوحيد.
٦- كثرة الاستدلال بنصوص الوحي.
٧- طاف على كتب أهل السنة في الإيمان والتوحيد فاستخلص رحيقها.
٨- المتن يصلح لكل طلاب العقيدة يفهمه المبتدئ في هذا العلم ولا يستغني عنه المتقدم فيه تبصرة للمبتدئ وتذكرة لغيره.
فانصح طلبة العلم بقراءة هذا الكتاب والإفادة منه.
واسأل الله أن يجزي الشيخ خير الجزاء، ويجعل ما قدمه في ميزان حسناته ، ومن العمل المستمر له بعد مماته.
ويزيده من فضله ونعمته.
كتبه:
عبد الله ولد أربيه ابن عمر شهرة.
الخميس ٢١/ ٩/ ١٤٤١ لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم..
تقريظ: 2
إن الله تعالى قد خلق الخليقة لغاية عظمى وهي تحقيق العبادة له جل وعلا لما يسديه من النعم ويدفعه من النقم ولا سبيل إلى تحقيق العبادة والاستقامة عليها "سيما في هذا الزمان العصيب وملابساته المضطربة" إلا بتحقيق لب الدين وركنه الركين الذي ابتعث الله الأنبياء والرسل لأجله وأقام الموازين لغايته ألا وهو التوحيد وإفراده بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات وبين يديك أخي الفاضل؛أختي الفاضلة هذه الكلمات القليلة لعلها أن ترد جائرا أو تذكر ذاكرا.
كتبه:
الأستاذ عبدالله بن المختار البصري حفظه الله تعالى
بتاريخ: 25 رجب 1441
الموافق: 2020 / 03 / 19
تقريظ: 3
الحمد لله الذي شهدت له بالربوبية جميع مخلوقاته وأشهد ألا إله إلا الله الواحد في ذاته وصفاته وأشهد أن محمدا عبده ومبلغ رسالاته صلى عليه وعلى آله وصحبه الوقافين عند آياته..
أما بعد فقد اطلعت على هذا المختصر المفيد الذي جمعه أخونا سيداعمر بن الخليفة بن إميجن سلك فيه أسلوب الاختصار المفيد، قصد من خلاله بيان حق الله على العباد فكان جمعا موفقا لا يستغني عنه طالب علم يبغي الاختصار الذي لا إخلال فيه.
ونسأل الله أن ينفع به والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
كتبه:
الشيخ أحمد باب بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى
بتاريخ: 08/03/2020
تقريظ: 4
السلام عليكم ورحمة الله
اطلعت على هذا الكتاب الصغير في حجمه والكبير في قدره فوجدته مصباحاً منيرا وسراجا مضيئا ومع أنه موجه للصغار فلا عنى عنه للكبار كما قال البشير في وصيته
تفيد في الصغار والكبار في حفظها ليس عليهم عار
وأنا أصيكم به وبحفظه وتحفيظه وجزى الله خير الجزاء أخي وصديقي أبي عبد الرحمن الشنقيطي
الأستاذ: الخليل بن سالم
بسم الله الرحمن الرحيم
(متن الكتاب)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
أما بعد فهذا مختصر سهل في العقيدة الصحيحة، كتبته للمبتدئين في محظرة العتيق خاصة؛ وهو لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم- عامة.
1_ أهمية التوحيد
لا يخفى ما للعقيدة من أثر على الشخص في دنياه وآخرته؛ فبصلاحها يصلح للشخص أمره في دنياه وأخراه.
فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي مالك عن أبيه قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حَرُمَ مَالُهُ ودَمُهُ، وحِسابُهُ على الله عز وجل».
2_ فضل التوحيد
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿الذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يلبسوا إيمانهم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾ [الْأَنْعَام: 82].
وفي الصحيحين من حديث عتبان بن مالك أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله».
3_ تعريف التوحيد:
هو لغة: مشتق من وَحَّدَ الشيءَ إذا جعله واحدا.
شرعا: هو إفرادُ اللهِ بما يختصُ بِهِ من الرُّبوبية والألوهية والأسماء والصفات.
أقسامه:
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
أ_ تعريف توحيد الربوبية:
هو الإقرار بانفراد الله عز وجل بالخلق، والملك، والرَّزق، والتدبير.
وقال تعالى: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْر﴾ [الأعراف: 54].
وقال تعالى: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض﴾ [فاطر:3].
وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض﴾ [آل عمران: 198].
وقال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُم مِّنَ السماء وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَّمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُّخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُّدَبِّرُ الأَمْر فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ [يونس: 31.
ب_ تعريف توحيد الألوهية:
هو إفراد الله تعالى بالعبادة، كالدعاء والرجاء والصلاة والصوم وغير ذلك.
قال الله تعالى: ﴿قل إن صلاتي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ﴾ [الأنعام 162].
ج_ تعريف توحيد الأسماء والصفات:
هو إفراد الله بما يختص به من الأسماء والصفات من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ولا تحريف.
قال الشيخ محمد سالم ولد عدود رحمه الله تعالى
يُمَرُّ ما في وصْفِهِ جاءَ من الْـ ** وحي كما يَفْهَمُ فيهِمْ نَزَلْ
مِنْ غَيْرِ ما تَكْييفٍ او تَمْثِيلِ ** لَهُ و لا تَحْــرِيــفٍ او تَــأويــلِ
والدليل قوله تعالى: ﴿ليس كمثله شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشُّورَى: 11].
وقد اجتمعت أنواع التوحيد في قوله تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً﴾ [مريم 65].
4_ الشرك:
هو نقيض التوحيد، وهو سبب الخلود في النار.
كما قال تعالى: ﴿إنه من يشرك بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ﴾ [الْمَائِدَة: 72].
وفي صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من مات وَهْوَ يَدْعُو من دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ» وَقُلْتُ أَنَا: مَن مَاتَ وَهْوَ لاَ يَدْعُو لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الجَنَّةَ.
تعريف الشرك:
وهو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله تعالى.
أقسامه:
الشرك نوعان:
أ_ شرك أكبر: أن يصرف العبد نوعًا من أنواع العبادة أو فردًا من أفرادها لغير الله.
ب_ شرك أصغر: هو ما ورد في الشرع أنه شرك ولم يصل إلى درجة الشرك الأكبر، كالحلف بغير الله والرياء ونحو ذلك.
ولذلك كل من يؤمن بيوم الفزعِ الأكبر، لا تلقاهُ إلا حريصاً على أعماله، خائفاً من كل ما يحبطها من أنواع الشرك الأكبر أو الشركِ الأصغر، حيث إنَّ الشرك َالأكبر يحبطُ جميعَ الأعمالِ، فتصير هباءً منثوراً، والشرك الأصغر يحبطُ العملَ الذي حصل فيه هذا النوع من الشرك كيسير الرياء، والعُجب.
قال الشيخ محمدسالم ولد عدود رحمه الله تعالى
واجتنبوا الشرك الجلي والخفي ** ولو بما فيه اختلاف الخلف
فـــأفـــــــــردوه جــــــل بالعــــــبـــــــــاده ** لا تشركـــــوا في نـــــوعـــــها عباده
فلا تسموا ولــــدا عبد علي ** أو تــــــنـــــذروا لصــــــــالح أو لـــــــــولي
ولا تمسوا قبرا او تمسحــــــوا ** ولا تطـــــــوفوا حــــــوله أو تذبحــــــــوا
العبـــــــــــــــــــادة:
لغة: هي الخضوع والذل.
وشرعا: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى
ثم العبادة هِيَ اسم جامعُ * لِكُلِ مَا يَرْضَى الْإِلَهُ السَّامِعُ
وهي تقوم على أصلين:
١_ غاية الحب
٢_ بغاية الذل والخضوع.
شروط صحة العبادة:
أ_ الإخلاص لله في العمل.
ب_ متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: ﴿فمن كان يرجو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110].
أنــــواعــــــــها:
قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى
وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّـــهــــــَا الدُّعَــاءُ * خَــــــــــــــــــوْفٌ تَوَكُّــــــــــــلٌ كَذَا الرَّجَاءُ
وَرَغْبَــــــــــةٌ وَرَهْبــــــــَةٌ خُشُــــــــوعُ * وَخَـــــــــــــشْيـــــــــَةٌ إِنَـــــــــــــابَةٌ خُـــــــضُــــوعُ
وَالِاسْتِعَــــاذَةُ وَالَاسْتِــــــــعَانَــــهْ * كَـــــــــــذَا اسْتـــــــــــــِغَاثَةٌ بِهِ سُبْحـــــــــَانَهْ
وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ * فَافْهَمْ هُدِيتَ أَوْضَحَ الْمَسَالِكْ
وَصَــــرْفُ بَعْضِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ * شِــــــرْكٌ وَذَاكَ أَقْـــــــبَحُ الْمَنَـــــــــــــاهِي.
الدليل: الدُّعَاء: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غَافِر: 60].
وروى الترمذي عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ثم قَرَأَ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
الخوف: قال تعالى: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [آل عِمْرَانَ: 175].
التوكل: قال تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [الْمَائِدَة: 23].
الرجاء قال تعالى: ﴿فمن كان يرجو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110].
الرغبة والرهبة والخشوع: َقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90].
الخشية: قال تعالى: ﴿فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾ [المائدة: 3].
الإنابة: قال تعالى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ [الزُّمَر: 54].
الاستعاذة: قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النَّحْل: 98].
الاستعانة: قال تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الْفَاتِحَة: 4]
الاستغاثة: قال تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [الأنفال: 9].
الذبح: قال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الْكَوْثَر: 2]
النذر: قَالَ تَعَالَى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ [الْإِنسَان: 7].
الإيمان، تعريفه وأركانه:
هو لغة: الإقرار والاعتراف المستلزم للقبول والإذعان.
وشرعا: هو قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية (قول وعمل).
أركانه ستة:
1_ الإيمان بالله.
2_ الإيمان بالملائكة.
3_ الإيمان بالكتب.
4_ الإيمان بالرسل.
5_ الإيمان باليوم الآخر.
6_ الإيمان بالقدر، خيره وشره.
أولا _ الإيمان بالله:
يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى.
قال تعالى: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ﴾ [الإسراء: 102].
الثاني: الإيمان بانفراده بالرّبوبية.
الثالث: الإيمان بانفراده بالألوهية.
الرابع: أن تؤمن بأسماء الله وصفاته؛ بإثبات ما أثبته سبحانه لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، على الوجه اللائق به، من غير تحريف، ولا تعطيل ولا تكييف، ولا تمثيل.
ثانيا _ الإيمان بالملائكة:
وهم أجسام نورانية خلقهم الله تعالى لعبادته وهم بطاعته يعملون قال تعالى: ﴿لَا يعصون اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].
وقال تعالى: ﴿بل عِبادٌ مُّكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ [الأنبياء: 27].
يجب الإيمان بهم جملة وتفصيلا، ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى.
عن أَبي ذَرٍّ، رضي اللَّهُ عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ، وأسمع مالا تسمعون, أطَّتِ السماء وحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا موْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ واضِعٌ جبهتهُ ساجِداً للَّهِ تَعَالى. واللَّه لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لضَحِكْتمْ قَلِيلاً، وَلَبكَيْتُمْ كَثِيراً، وَمَا تَلَذَّذتُم بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرجْتُمْ إِلى الصُّعُداتِ تَجْأَرُون إِلى اللَّه تَعَالَى». (رواه الترمذي وَقالَ: حديثٌ حسن).
ثالثا _ الإيمان بالكتب:
يجب الإيمان بجميع ما أنزل من الكتب جملة وتفصيلا. قال تعالى: ﴿كان الناس أمة وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾ [البقرة: 213]
رابعا _ الإيمان بالرسل:
يجب الإيمان بمن أرسل من الرسل جميعا، ثم طاعتهم كما تقدم في الآية، وكما قال تعالى: ﴿وما أرسلنا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: 64].
خامسا _ الإيمان باليوم الآخر:
يجب الإيمان بأن الله يبعث الناس بعد موتهم ويحاسبهم على أعمالهم. قال تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القيامة تبعثون﴾ [المؤمنون: 16].
سادسا _ الإيمان بالقدر، خيره وشره:
وهو الإيمان بأن الله خلق كل شيء بقدر، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا كل شيء خلقناه بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 47].
مراتب القدر أربعة:
أ_ العلم: قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 282].
ب_ الكتابة: قال تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ﴾ [يس: 12].
ج_ الخلق: قال تعالى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً﴾ [الفرقان: 2].
د_ المشيئة: قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ﴾ [الأنعام: 137].
7_ الإحسان:
الإحسان لغة: الإتقان وهو ضد الإساءة.
وهو بذل الخير في حق الخالق. وفي حق المخلوق استحضار جلال الله وعظمته وعلمه كما في الحديث «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
وله مرتبتان:
الأولى: المشاهدة.
الثانية: المراقبة.
8_ لا إله إلا الله، ركناها ومعناها وشروطها:
1_ أركانها:
لها ركنان:
أ_ النفي
ب_ الإثبات
2_ مــــــــــعـــــــــــناها
لا معبود بحق إلا الله.
الدليل قوله تعالى: ﴿ذلك بأن اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: 62].
3_ شــــــــــــــروطــــــــــــــــــها:
1_ العلم: المنافي للجهل.
2_ اليقين: المنافي للشك.
3_ القبول: المنافي للرد.
4_ الانقياد: المنافي للترك والعناد.
5_ الصدق: المنافي للكذب.
6_ الإخلاص: المنافي للشرك.
7_ المحبة: المنافية للبغض.
قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى
وبشــــــــــروط سَبْعَــــــــــــــةٍ قَدْ قُيِّدَتْ * وَفِي نُصُوصِ الْوَحْيِ حَقًّا وَرَدَتْ
فَإِنَّهُ لَـــمْ يَنـــــتَفِـــعْ قَـــــــــائِــــــلـــــــــــــُــــــــهَا * بِالنُّطْقِ إِلَّا حَيْثُ يَسْتَكْـــــــــمِــــلُهَا:
الْــــــعِــــــــلْـــمُ وَالْيَــــــــقِـــــــــــينُ وَالْقَــــبُــولُ * وَالِانــــــــــــــقِـــــــــــــيَادُ فَــــــادْرِ مَا أَقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالْإِخْلَاصُ وَالْمَحَبَّهْ * وَفّــــــــــــــَقَـــــــــــــكَ اللَّــــــــــــــهُ لِمَا أَحَــــــبَّهْ.
1_ العلم:
الدليل قوله تَعَالَى: ﴿وَلَا يَمْلِكُ الذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [الزُّخْرُف: 86].
وفي صحيح مسلم من حديث عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَن مَّاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ».
2_ اليقين:
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات: 15].
وفي صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ, لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ».
3_ القبول:
قال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ، وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ﴾ [الصَّافَّات: 22]
4_ الانقياد:
قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ [النِّسَاء: 125].
تنيبه: الانقياد ينافيه العناد: فإن المشركين إنما ردوها عنادا منهم، قال تعالى: { وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هَذَا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجاب (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (6) مَا سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ }(7) ص
5_ الصدق:
قال تعالى: ﴿ألم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُّتْرَكُوا أَنْ يَّقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [الْعَنْكَبُوت: 1-3].
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صِدْقًا مِّن قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ».
6_ الإخلاص:
﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزُّمَر: 3].
وفي صحيح البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي مَن قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مَّن قَلْبِهِ» (أَوْ نَفْسِهِ).
7_ المحبة:
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَّتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ﴾ [الْبَقَرَة: 165].
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثٌ مَّن كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَّكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا, وَأَنْ يُّحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ, وَأَنْ يَّكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ».
هذا وبالله التوفيق.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما
كتبه: العبد الفقير إلى رحمة ربه
سيداعمر بن الخليفة بن إميجن الشنقيطي
بتاريخ: 03 من جمادى الأولى 1441هـ
الموافق 29 / 12 / 2019م.