وانقضت الإجازة وبدأ الماراثون من جديد، فبأي همة استقبلتم العام الدراسي الجديد. والمؤمل فيكم استقبال ...
وانقضت الإجازة وبدأ الماراثون من جديد، فبأي همة استقبلتم العام الدراسي الجديد. والمؤمل فيكم استقبال العام بجدية في التحصيل العلمي وإخلاص في طلب العلم، وتزين بأخلاق العلم، وارتداء لبوس العلماء، ولا ينبغي أن يكون الهدف الأول والأخير من العلم الحصول على الشهادة، وتوفر الوظيفة... فهذه وإن كانت مهمة فالعلم أغلى وأجل، ولئن دعت الحاجة في الدنيا إلى الوظيفة والعمل، فالحاجة أدعى إلى تعلم العلم الذي به يصل المرء إلى المنازل العالية في الجنة، وبالعلم النافع يعرف المرء ربه، وبه يتعلم أحكام الدين، وأدب التعامل مع الآخرين، ويكفي العلم فخرا ورفعة أن يقول الله عن أصحابه: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) [المجادلة: ١١]، (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) [الزمر: ٩].
وإذا كان العلم يرفع بيتا لا عماد له، فالجهل يهدم بيت العز والشرف.
كيف استقبلتم العام الدراسي الجديد وكيف تخططون لإكماله؟
أيها المربون: أنتم مؤتمنون على التعليم وعلى رعاية المتعلمين، هيئوا الفرص المناسبة لهم. واعتمدوا الانطلاقة من الثوابت والأصول في شريعة الإسلام، جددوا في الوسائل التعليمية بما يساير العصر- واستحدثوا من البرامج التعليمية ما يجعل أبناءنا في مقدمة الركب، واجعلوا من التعليم أداة للصمود في حرب العقائد وغزو الأفكار والقيم، فالأمة مقبلة على مستقبل مخيف، تتناوشه طروحات غريبة، ويمسك بالقيادة غير المسلمين. وفرق بين تطوير التربية والتعليم بما ينفع الأمة في حاضرها ومستقبلها، وبين التضليل وعلمنة التعليم، فتلك هزيمة مبكرة، بل وانتقال من الاستعمار العسكري إلى الاستعمار الثقافي، وليس الآخر بأقل خطرا من الأول.
إنها مأساة حين تختلط في أذهان بعض المثقفين أو المثقفات حتمية العلمنة مع التطوير في أي جانب من جوانب الحياة، ومن أبرزها التربية والتعليم، ومأساة أخرى حين يظن آخرون أن من لوازم الأصالة نفي التطوير ولو كان سليما نافعا، ولعل من المفيد أن نتذكر واحدة من توصيات المؤتمر الأول للتعليم الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة عام سبعة وتسعين وثلاثة مئة وألف للهجرة، وقد جاء في هذه التوصية: "لا قيود على العلم النظري أو التجريبي في التصور الإسلامي سوى قيد واحد يتصل بالغايات والمقاصد، فلا ينبغي أن يستخدم في إفساد العقيدة والأخلاق، كما لا يجوز أن يكون أداة للإضرار والعدوان".
إخوة الإسلام: إن من الفساد والعدوان في تطوير المناهج أن تبرز نظريات في عالمنا الإسلامي تنادي بالمساواة بين المسلم واليهودي والنصراني، وتدعو إلى وحدة الأديان، والأخطر حين ينتقل إلى خطوات عملية، فتحذف من المناهج الدراسية آيات قرآنية محكمة تتحدث عن اليهود أو النصارى بوصفهم أعداء للمسلمين، لا يجوز موالاتهم، أو تنكر نصوص من السنة النبوية الصحيحة تحذر من التبعية لليهود والنصارى، وتكشف عداوتهم للمسلمين، أو تحذف الموضوعات المتعلقة بالجهاد في سبيل الله. أو نحو ذلك. وانكشفت بتعاليمه صلى الله عليه وسلم ضلالات أهل الكتاب وتعسفهم وظلمهم وصدق الله: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) [المائدة: ١٥-١٦].
معاشر المسلمين: ومن الحق والعدل أن نقول: إن المناهج الدراسية في هذه البلاد المباركة تعد من أفضل المناهج في عالمنا الإسلامي، ورغم وجهات النظر الغريبة التي تطرح أحيانا لتغيير المسار الآمن، فلا يزال عند المسؤولين قناعة بأهمية التميز والأصالة في مناهج بلاد الحرمين، وبما لا يتعارض مع التطوير المثمر والتجديد للأحسن، ولا سيما نحن في زمن باتت الدول تعنى بتراثها وتنطلق من أصولها العقدية والفكرية.
وإذا كان العلم يرفع بيتا لا عماد له، فالجهل يهدم بيت العز والشرف.
كيف استقبلتم العام الدراسي الجديد وكيف تخططون لإكماله؟
أيها المربون: أنتم مؤتمنون على التعليم وعلى رعاية المتعلمين، هيئوا الفرص المناسبة لهم. واعتمدوا الانطلاقة من الثوابت والأصول في شريعة الإسلام، جددوا في الوسائل التعليمية بما يساير العصر- واستحدثوا من البرامج التعليمية ما يجعل أبناءنا في مقدمة الركب، واجعلوا من التعليم أداة للصمود في حرب العقائد وغزو الأفكار والقيم، فالأمة مقبلة على مستقبل مخيف، تتناوشه طروحات غريبة، ويمسك بالقيادة غير المسلمين. وفرق بين تطوير التربية والتعليم بما ينفع الأمة في حاضرها ومستقبلها، وبين التضليل وعلمنة التعليم، فتلك هزيمة مبكرة، بل وانتقال من الاستعمار العسكري إلى الاستعمار الثقافي، وليس الآخر بأقل خطرا من الأول.
إنها مأساة حين تختلط في أذهان بعض المثقفين أو المثقفات حتمية العلمنة مع التطوير في أي جانب من جوانب الحياة، ومن أبرزها التربية والتعليم، ومأساة أخرى حين يظن آخرون أن من لوازم الأصالة نفي التطوير ولو كان سليما نافعا، ولعل من المفيد أن نتذكر واحدة من توصيات المؤتمر الأول للتعليم الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة عام سبعة وتسعين وثلاثة مئة وألف للهجرة، وقد جاء في هذه التوصية: "لا قيود على العلم النظري أو التجريبي في التصور الإسلامي سوى قيد واحد يتصل بالغايات والمقاصد، فلا ينبغي أن يستخدم في إفساد العقيدة والأخلاق، كما لا يجوز أن يكون أداة للإضرار والعدوان".
إخوة الإسلام: إن من الفساد والعدوان في تطوير المناهج أن تبرز نظريات في عالمنا الإسلامي تنادي بالمساواة بين المسلم واليهودي والنصراني، وتدعو إلى وحدة الأديان، والأخطر حين ينتقل إلى خطوات عملية، فتحذف من المناهج الدراسية آيات قرآنية محكمة تتحدث عن اليهود أو النصارى بوصفهم أعداء للمسلمين، لا يجوز موالاتهم، أو تنكر نصوص من السنة النبوية الصحيحة تحذر من التبعية لليهود والنصارى، وتكشف عداوتهم للمسلمين، أو تحذف الموضوعات المتعلقة بالجهاد في سبيل الله. أو نحو ذلك. وانكشفت بتعاليمه صلى الله عليه وسلم ضلالات أهل الكتاب وتعسفهم وظلمهم وصدق الله: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) [المائدة: ١٥-١٦].
معاشر المسلمين: ومن الحق والعدل أن نقول: إن المناهج الدراسية في هذه البلاد المباركة تعد من أفضل المناهج في عالمنا الإسلامي، ورغم وجهات النظر الغريبة التي تطرح أحيانا لتغيير المسار الآمن، فلا يزال عند المسؤولين قناعة بأهمية التميز والأصالة في مناهج بلاد الحرمين، وبما لا يتعارض مع التطوير المثمر والتجديد للأحسن، ولا سيما نحن في زمن باتت الدول تعنى بتراثها وتنطلق من أصولها العقدية والفكرية.