تسوؤك حقبةً وتسر وقتا وغايتها إذا فكرت فيها كحلمك إذ حلمتا سجنت بها وأنت لها محب فكيف تحب ما فيه ...

تسوؤك حقبةً وتسر وقتا وغايتها إذا فكرت فيها كحلمك إذ حلمتا
سجنت بها وأنت لها محب فكيف تحب ما فيه سجنتا
وتطعمك الطعام وعن قـريب ستطعم منك ما فيها طعمتا
وتشهد كل يوم دفن خل كأنك لا تراد لما شهدتا
ولم تخلق لتعمرها ولكن لتعبرها فجئت لما خلقتا
وإن هدمت فزدها أنت هدمـاً وحصن أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منهـا إذا ما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت منها من الفاني إذ الباقي حرمتا
أفي دار الخراب تظل تبني وتعمر ما لعمران خلقتا
وما تركت لك الأيام عـذراً لقد وعظتك لكن ما اتعظتا
تنادى للرحيل بكل حين وتعلن إنما المقصود أنتا
وتسمعك النداء وأنت لاه عن الداعي كأنك ما سمعتا
وتعلم أنه سفر بعيـد وعن إعداد زاد قد غفلتا
تنام وطالب الأيام ساع وراءك لا ينام فكيف نمتا
معائب هذه الدنيا كثير وأنت على محبتها طبعتا
يضيع العمر في لعب ولهو ولو أعطيت عقلاً ما لعبتا
فما بعد الممات سـوى جحيم لعاص أو نعيم إن أطعتا