في معركة اليرموك أرسل أحد قادة جيش الروم، واسمه القُبُقلار، رجلًا من قضاعة يقال له ابن هزارف، فقال ...

في معركة اليرموك أرسل أحد قادة جيش الروم، واسمه القُبُقلار، رجلًا من قضاعة يقال له ابن هزارف، فقال له: ادخل في هؤلاء القوم، يعني المسلمين، فأقم فيهم يومًا وليلة ثم ائتني بخبرهم، فدخل ابن هزارف في جيش المسلمين، فأقام فيهم يومًا وليلة، ثم رجع إلى قائد الروم، فقال له القائد: ما وراءك؟ قال: بالليل رهبان، وبالنهار فرسان، ولو سرق فيهم ابن ملكهم قطعوا يده، ولو زنى رجم لإقامة الحق فيهم، فقال القائد: لئن كنت صدقتني لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها، ولوددت أن حظي من الله أن يخلي بيني وبينهم، فلا ينصرني عليهم، ولا ينصرهم عليّ، قال: ثم تزاحف الناس، فاقتتلوا، فلما رأى القبقلار ما رأى من قتال المسلمين قال للروم: لفوا رأسي بثوب، قالوا له: لم؟ قال: يوم البئيس، لا أحب أن أراه! ما رأيت في الدنيا يومًا أشد من هذا! قال: فاحتز المسلمون رأسه، وإنه لملفف ".

تاريخ الطبري (3/418)