إيضاحات حول علم الجرح والتعديل والكتب المؤلفة فيه هل ألف أحد من العلماء المعاصرين كتابا في الجرح ...

إيضاحات حول علم الجرح والتعديل والكتب المؤلفة فيه
هل ألف أحد من العلماء المعاصرين كتابا في الجرح والتعديل؟
إن كان المراد تأليف كتاب معاصر في الجرح والتعديل على نسق كتب المتقدمين ككتاب (التاريخ الكبير) وكتاب (الضعفاء) للبخاري، و(الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم، و(الكامل) لابن عُدي.. ونحو ذلك، فهذا لا يتسنى للمعاصرين مثله!!
وهذا العلم لا يقوم به إلا الجهابذة من علماء الحديث الذين خبروا الرواة ومروياتهم من أمثال البخاري، وابن المديني، وأبي زرعة، وأبي حاتم، وابن عدي وابن معين.
وأن كل من تكلم في هذا العلم من علماء العصر لا بد له من أن يعتمد على أقوال هؤلاء ويستضيء بحكمهم على الرواة، وإلا لم يسلم من الخطأ.
فليس أحد منهم مجتهداً وإنما هو ناقل، وغاية أمره أن يجمع أقوالهم ويتخير منها أو يرجح بينها عند الخلاف.
صفة من له الحق في الجرح والتعديل والشروط الواجب توافرها فيه، ومنها: الخبرة الكاملة بالحديث وعِلله ورجاله. وكيف يتسنى ذلك لمن فاته عصر الرواية والإسناد؟!
وأما إن كان مراد السائل بهذه المؤلفات جمع أبحاث في مسائل مخصوصة في علم الجرح والتعديل وشرح مصطلحاته، أو جمع ما يتعلق براو معين أو عدة رواة، أو تبيين منهج إمام معين في الجرح والتعديل.. ونحو ذلك، فهذا فيه مؤلفات ورسائل علمية كثيرة جدا لا يأتي عليها الحصر، مثل كتاب ضوابط الجرح والتعديل للدكتور عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف. وكتاب جرح الرواة وتعديلهم، الأسس والضوابط. للدكتور محمود عيدان الدليمي. وكتاب عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل وأثر ذلك في حفظ السنة النبوية. للدكتور صالح بن حامد الرفاعي. وكتاب: اختلاف أقوال النقاد في الرواة المختلف فيهم. للأستاذ الدكتور سعدي مهدي الهاشمي.
وأما إن كان مراد السائل: الكتب التي عنيت بجرح المنسوبين للعلم بيانا ونصحا للأمة، فهذه أيضا كثيرة جدا، ككتاب: التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل. للعلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني.
وينبغي أن ننبه على أن مثل هذه الكتب منها الحق ومنها الباطل ومنها ما بين ذلك، كما ننبه على أن عنوان الجرح والتعديل قد اتخذ في بعض الأحيان مطية للطعن في الدعاة وأهل العلم بالباطل، ولقد تصدى للرد على أصحاب هذه الطريقة طائفة من أهل العلم المعاصرين كالشيخ عبد العزيز بن باز. والشيخ بكر أبوزيد في كتاب: تصنيف الناس بين الظن واليقين. والشيخ محمد إسماعيل في كتاب: الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام.