قرارات جديدة لفرعون وصلت إلى الدولة أخبار – عن طريق جواسيسهم - أن بعض نساء بني إسرائيل يخفين ما ...
قرارات جديدة لفرعون
وصلت إلى الدولة أخبار – عن طريق جواسيسهم - أن بعض نساء بني إسرائيل يخفين ما يلدن من أطفال ذكور؛ فقام فرعون بإصدار قرار بحظر عمل قوابل(1) بني إسرائيل، على أن تقوم الطبيبات المصريات بمتابعة حمل نساء بني إسرائيل وإبلاغ الجنود بالمواليد الذكور لينفذ فيهم حكم الذبح علناً وفوراً أمام الناس؛ كما أصدر قراراً بمكافأة كل رجل أو امرأة تبلغ عن أي طفل ذكر ولد ولم ينفذ فيه حكم الذبح، ومعاقبة أسرته وعائلته إذ تستروا على طفل هارب من العدالة !
وعلى الفور قام هامان وجنوده بالتنفيذ.
وأوحينا إلى أم موسى
وتحت غيوم البطش السوداء، ورياح الفزع العاتية، وتحركات الشرطة السرية الذين يتابعون نساء بني إسرائيل اللاتي أوشكن على الولادة، وصرخات الأمهات وهن يندبن أطفالهن الذين قُتِلوا ظلمًا، كان الرعب يسيطر على كيان زوجة عمران، ويستولى الخوف على قلبها، فقد آن وضع جنينها الذي سعت وبكل طاقتها خلال الأشهر الماضية أن تخفي خبر حملها به عن أقرب الناس إليها من عائلاتها وجيرانها، واحتاطت قدر استطاعها من باب الأخذ بالأسباب ألا يبدو عليها آثار الحمل الجديد، فارتدت ملابس واسعة فضافضة أمام القريب(1) والغريب، وقللت خروجها من بيتها إلا للضرورة القصوى؛ لقد فعلت ما في وسعها .. ولكن ياترى هل هذا يكفي ؟!
استغرقت في تفكير عميق، يتنازع أطرافه يقين الإيمان ولهفة الأم على وليدها، ووسوسة الشيطان الذي يريد أن يزلزل فيها ثبات الإيمان، ولكنها كانت تلوذ بربها الذي إرادته فوق إرادة البشر، وتستعيذ به من تلك الوساوس الشريرة.
فإذا بالله مؤنس كل وحيد، وصاحب كل فريد، يرسل إليها بعض الرؤى والخواطر والإلهامات يؤنسها ويسليها بها ذكرها الله في القرآن فقال: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(2)﴾. القصص:7
وخلاصة هذه الرؤى والإشارات التي عبر عنها القرآن بأنها "وحي" ألا تخاف على الطفل الذي في بطنها عندما تلده، وما عليها سوى الأخذ بالمزيد من الأسباب في الحفاظ عليه، فإنه محفوف بعناية الله ورعايته لأنه يوماً ما سيكون نبياً رسولاً.
ويبدو - والله أعلم- أن هذه الرؤى والإشارات كانت تأتيها متقطعة وعلى مراحل فمثلا:
تأتيها رؤيا مفادها أن ترضع ولدها فإذا خافت عليه من عيون فرعون التي تتلصص على أكواخ بني إسرائيل وتبحث عن المواليد الجدد من الذكور؛ فلتصنع له تابوتاً وتضعه فيه وتتركه في اليم.
ثم تأتيها رؤيا أخرى ترى فيها أن وليدها أخذه جنود فرعون ولم يقتلوه! بل عاش هناك في قصره وتربى في كنفه وصار يلبس ملابس الأمراء !!
ثم ترى رؤى أخرى يظهر وليدها فيها نبياً ورسولاً يدعو الناس لعبادة الله الواحد الأحد على خطى من سبقوه من أجداده يوسف ويعقوب وإبراهيم.
وكل هذه الرؤى والإشارات والإلهامات المتفرقة باتت تطمئنها، وإن كانت لا تعدو عن كونها رؤى تصح أو لا تصح، ولكنها أخذت بالأسباب مستعينة بهذه الرؤى والإشارات في حل مشكلتها(1)، فصنعت لولدها تابوتاً من البردي لكي يكون خفيفاً فيطفو، ثم طلته بالزفت لكيلا يدخله الماء، ثم هيأت مكاناً بين البوص والحشائش النابتة في اليم خلف بيتها لتخبأ فيه التابوت إن شعرت على ولدها بالخطر، ونسقت مع إحدى قوابل بني إسرائيل ممن تثق فيهن ثقة كبيرة لكي تساعدها في لحظات الولادة خاصة أن ابنتها مريم ما زالت فتاة صغيرة لا تفقه كثيراً من هذه الأمور، وزوجها عمران قد بلغ من الكبر عتياً.
وصلت إلى الدولة أخبار – عن طريق جواسيسهم - أن بعض نساء بني إسرائيل يخفين ما يلدن من أطفال ذكور؛ فقام فرعون بإصدار قرار بحظر عمل قوابل(1) بني إسرائيل، على أن تقوم الطبيبات المصريات بمتابعة حمل نساء بني إسرائيل وإبلاغ الجنود بالمواليد الذكور لينفذ فيهم حكم الذبح علناً وفوراً أمام الناس؛ كما أصدر قراراً بمكافأة كل رجل أو امرأة تبلغ عن أي طفل ذكر ولد ولم ينفذ فيه حكم الذبح، ومعاقبة أسرته وعائلته إذ تستروا على طفل هارب من العدالة !
وعلى الفور قام هامان وجنوده بالتنفيذ.
وأوحينا إلى أم موسى
وتحت غيوم البطش السوداء، ورياح الفزع العاتية، وتحركات الشرطة السرية الذين يتابعون نساء بني إسرائيل اللاتي أوشكن على الولادة، وصرخات الأمهات وهن يندبن أطفالهن الذين قُتِلوا ظلمًا، كان الرعب يسيطر على كيان زوجة عمران، ويستولى الخوف على قلبها، فقد آن وضع جنينها الذي سعت وبكل طاقتها خلال الأشهر الماضية أن تخفي خبر حملها به عن أقرب الناس إليها من عائلاتها وجيرانها، واحتاطت قدر استطاعها من باب الأخذ بالأسباب ألا يبدو عليها آثار الحمل الجديد، فارتدت ملابس واسعة فضافضة أمام القريب(1) والغريب، وقللت خروجها من بيتها إلا للضرورة القصوى؛ لقد فعلت ما في وسعها .. ولكن ياترى هل هذا يكفي ؟!
استغرقت في تفكير عميق، يتنازع أطرافه يقين الإيمان ولهفة الأم على وليدها، ووسوسة الشيطان الذي يريد أن يزلزل فيها ثبات الإيمان، ولكنها كانت تلوذ بربها الذي إرادته فوق إرادة البشر، وتستعيذ به من تلك الوساوس الشريرة.
فإذا بالله مؤنس كل وحيد، وصاحب كل فريد، يرسل إليها بعض الرؤى والخواطر والإلهامات يؤنسها ويسليها بها ذكرها الله في القرآن فقال: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(2)﴾. القصص:7
وخلاصة هذه الرؤى والإشارات التي عبر عنها القرآن بأنها "وحي" ألا تخاف على الطفل الذي في بطنها عندما تلده، وما عليها سوى الأخذ بالمزيد من الأسباب في الحفاظ عليه، فإنه محفوف بعناية الله ورعايته لأنه يوماً ما سيكون نبياً رسولاً.
ويبدو - والله أعلم- أن هذه الرؤى والإشارات كانت تأتيها متقطعة وعلى مراحل فمثلا:
تأتيها رؤيا مفادها أن ترضع ولدها فإذا خافت عليه من عيون فرعون التي تتلصص على أكواخ بني إسرائيل وتبحث عن المواليد الجدد من الذكور؛ فلتصنع له تابوتاً وتضعه فيه وتتركه في اليم.
ثم تأتيها رؤيا أخرى ترى فيها أن وليدها أخذه جنود فرعون ولم يقتلوه! بل عاش هناك في قصره وتربى في كنفه وصار يلبس ملابس الأمراء !!
ثم ترى رؤى أخرى يظهر وليدها فيها نبياً ورسولاً يدعو الناس لعبادة الله الواحد الأحد على خطى من سبقوه من أجداده يوسف ويعقوب وإبراهيم.
وكل هذه الرؤى والإشارات والإلهامات المتفرقة باتت تطمئنها، وإن كانت لا تعدو عن كونها رؤى تصح أو لا تصح، ولكنها أخذت بالأسباب مستعينة بهذه الرؤى والإشارات في حل مشكلتها(1)، فصنعت لولدها تابوتاً من البردي لكي يكون خفيفاً فيطفو، ثم طلته بالزفت لكيلا يدخله الماء، ثم هيأت مكاناً بين البوص والحشائش النابتة في اليم خلف بيتها لتخبأ فيه التابوت إن شعرت على ولدها بالخطر، ونسقت مع إحدى قوابل بني إسرائيل ممن تثق فيهن ثقة كبيرة لكي تساعدها في لحظات الولادة خاصة أن ابنتها مريم ما زالت فتاة صغيرة لا تفقه كثيراً من هذه الأمور، وزوجها عمران قد بلغ من الكبر عتياً.