التاريخ الهجري وقصة تعينه وتحديده التأريخ الهجري لم يكن في بداية الإسلام معمولاً به حتى كانت خلافة ...

منذ 2023-08-24
التاريخ الهجري وقصة تعينه وتحديده
التأريخ الهجري لم يكن في بداية الإسلام معمولاً به حتى كانت خلافة عمر بن الخطاب، في السنة الثالثة أو الرابعة من خلافته صارت مناسبة، أن أبا موسى من ولاة عمر وأمرائه، كتب إلى عمر: أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الصحابة فاستشارهم، فقال بعض الناس: أرّخوا كما تؤرّخ الفرس بمن يملك أمرهم، فكره الصحابة ذلك. فقال بعضهم: أرّخوا بتاريخ الروم، فكره الصحابة ذلك. ثم قال بعضهم: أرّخوا بمبعث النبي ﷺ.
وقال آخرون: أرخوا بهجرة النبي ﷺ.
فقال عمر: "الهجرة؛ فرقت بين الحق والباطل، فأرّخوا بها".
وفعلاً كانت الهجرة هي الفيصل، وهي الفارق، وهي النقلة العظيمة التي نقلت الإسلام من الحال الذي كان فيه محاصراً بمكة إلى الحال الذي انتشر فيه في العالم.
وشاور عمر الصحابة من أي شهر يكون ابتداء السنة، إذا حدّدنا الهجرة هي السنة الأولى. لكن من أي شهرٍ تبدأ السنة؟
فقال بعضهم: من رمضان الذي أنزل فيه القرآن. وقال بعض: من ربيع الأول الذي قدم فيه النبي ﷺ المدينة مهاجراً، واختار عمر وعثمان وعلي أن يكون من المحرم؛ لأنه شهر حرام يلي عودة الناس من الحج.
فهذا الموسم الذي ينفض عنه الناس، وسيرجعون لبدء أعمالهم.
فرأى عمر أن تبدأ السنة فيه، فجعل أول التأريخ عام الهجرة، وأول السنة محرم، وهكذا صار للمسلمين تاريخٌ يؤرخون به.
ولذلك كره العلماء استعمال واعتماد التواريخ الأخرى التي تؤرخ بها أمم أهل الأرض من غير المسلمين؛ لأن لنا تاريخاً معتمداً قد أجمع عليه الصحابة واستعملوه، فلا بد أن تستعمله الأمة.
وبعض الناس اليوم من المسلمين لا يعرف التاريخ الهجري، ولا الأشهر القمرية إلا في رمضان أو في ذي الحجة أحياناً. وهذا من هجر المعالم الإسلامية لهذه الأمة؛ لأن هذه الأمة لها ميزات ومميزات، لها شعارات، لها أمور تحدد هويتها، ومن ذلك التأريخ الهجري الذي ينبغي نشره بين الناس، واعتماده، واستعماله، والبدء به.

الشيخ محمد صالح المنجد
  • 0
  • 0
  • 7

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً