فوائد المقاطعة الاقتصادية لمنتجات العدو تأليف أ.د . محمود عبدالعزيز يوسف أبو المعاطي حديثي ...
منذ 2023-12-05
فوائد المقاطعة الاقتصادية لمنتجات العدو
تأليف
أ.د . محمود عبدالعزيز يوسف أبو المعاطي
حديثي إليكم يدور حول فوائد المقاطعة الاقتصادية لمنتجات العدو، الآن قد وضح للأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها أن لهم عدو، لأن بعض الأفراد، يصلح أن يكون كالنعامة، يضع رأسه في الرمال ، والمسلم الحق عزيز، لأنه عبد لله العزيز سبحانه وتعالى جل في علاه، من أسماء الله الحسنى العزيز، والعزة صفة من صفات المؤمن، قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 8].
قد تبين للعالم وغير العالم، للكبير والصغير أن الأمة لها عدو متربص بها، وهو جيش الاحتلال، الذي احتل أرض فلسطين، من أكثر من سبعين سنة، هذه الأجيال الجديدة لم تكن تعلم عن هذا الأمر شيئًا، لأن بعض مناهج التعليم لا تؤكد على هذه القضية، بينما نحن جيل كانت الكتب الدراسية أول قضية فيها هي قضية القدس، وقضية فلسطين، في مناهج تعليم دول الوطن العربي ، كان في كتاب القراءة درس عن قضية فلسطين وقضية القدس.
ونحن جيل والجيل السابق تربينا على هذا، لكن الآن هناك ضغوط تمارس ضغوط من قوى غربية على الشرق الأوسط لتخلو المناهج من قضية القدس، لماذا؟
لأن الصهيونية العالمية تضغط، نحن الآن لا نضغط، نحن مساكين، نحن لا نضغط، نحن مسالمين، نحن لا نضغط على أحد، وليس لنا لوبي كالصهيونية العالمية لها لوبي في أمريكا يضغط، وهناك جماعات يعلمها المتخصصون في السياسة، اسمها جماعات الضغط، تضغط في اتجاه معين حتى تتحقق الأهداف، والصهاينة يقولون: أن مناهج الدول العربية مناهج إرهابية تخرج إرهابيين، فتبحث في كتاب القراءة كتاب اللغة العربية أين الإرهاب؟ قضية القدس، يقولون : احذفوا قضية القدس من منهج اللغة العربية، احذفوها من كتاب القراءة.
وماذا نضع مكانها؟ ضع مكانها الفنان الكوميدي، وكيف أثره في المجتمع، فنان كوميدي؟ وفي بعض البلاد وضعوا حياة ومسيرة ممثلة عربية في المناهج الدراسية لطلاب التعليم الأساسي.
كان عندنا كتاب في اللغة العربية يتحدث عن جهاد القائد سيف الدين قطز رحمه الله يدرس فيه قصة بعنوان ( وإسلاماه ) الجيل الذي أدركته والذي قبلي درس ( وإسلاماه ) قصة في اللغة العربية يدرسها مدرس اللغة العربية عبارة عن القائد سيف الدين قطز رحمه الله جاهد وحارب التتار ونصر الله به الإسلام وأهله، فبالتالي الشباب عرفوا أن في الإسلام شيء اسمه مقاومة، ودفاع عن الوطن، وعزة المؤمن، فكان شيئاً طيباً أن يتربى عليه الأجيال، لكن الآن حذف كتاب ( وإسلاماه ) واستبدلنا به شخصيات فنية عربية مؤثرة في مجال الفن والتمثيل، والكوميديا، والتراجيديا، والدراما.
والتمثيل هذا قبل ثمانين سنة صدرت فتاوى من الأزهر أن الممثل المشخصاتي ، مهنة تافهة ، فكانوا لا يقبلون شهادته أمام القاضي الشرعي الذي تخرج من كلية الشريعة، لا يقبل شهادة المطرب ولا الموسيقي ولا الطبال ولا الرقاص ولا الممثل، في العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات، من القرن الماضي ، إلى أن جاءت الخمسينيات كانت هذه البداية أن المشخصاتي رصيده في البنك مئة ألف، والموظف الشريف راتبه عشرة جنيهات ، سبعة جنيه، والمطرب رصيده مائة ألف، وكان الفدان بخمسين جنيهاً، فدان حوالي أربعة آلاف متر بخمسين جنيهاً ، ومطرب ومؤلف أغاني رصيده مائة ألف جنيه في الخمسينيات.
تغيرت الموازين، ضغوط غربية، أين الفن؟ أين الفن؟ أين الفن؟ خذوا فن ضاع القضاء الشرعي، وضاعت أرض الأوقاف ، وأشياء معها كثيرة .
العدو متربص بأهل فلسطين ، وانتهت الهدنة بينه وبين أهل فلسطين ، وهو يستعد الآن لقصف البيوت مرة أخرى والمستشفيات والمدنيين والأطفال، ويشرد أهل الشمال لأهل الجنوب، وأهل الجنوب يشردهم لأهل الشمال، والطفل يبتعد عن والديه، والأم تبتعد عن أطفالها ومأساة، فلذلك كان لا بد من الحديث عن المقاطعة الاقتصادية.
وفي تفعيل المقاطعة الاقتصادية لا تكلف إلا نفسك وأهلك ، قال تعالى ( لا يكلف الله نفسًا إلى وسعها ) أنا أتكلم على المستوى الشخصي، إذا ذهبت تشتري منتج طعام أو شراب انظر هل هذا منتج العدو أو يدعم العدو أو لا يدعم العدو.
وهذا حق شخصي، البيع والشراء هذا حرية شخصية، وهذا الذي يؤكد عليها الغرب، فنحن نستخدمها كحرية، تستطيع أن تشتري طعام عربي، أنا رجل موحد لله، سبحانه وتعالى، طعام العرب أولى من طعام العدو ومن يدعم العدو. قطع غيار السيارات لو بأيادي إسلامية هي أفضل من أيادي العدو ومن يدعم العدو.
هل حدثت مقاطعة عبر التاريخ؟
مقاطعة الأمريكيون السود للمواصلات:
في أمريكا تعرض السود للتعامل بعنصرية، فكان إذا ركب أبيض الاتوبيسات العامة الحافلات العامة يقف الأسود خوفًا منه عنصرية، فيضربون الأسود ويهينونه وينزلونه من الحافلة، أو يقف، لأن الرجل الأبيض موجود، يقف الأسود ويجلس الأبيض، وهذا الذي حدث ليس من الإسلام في شيء، الإسلام سوى بين بلال بن رباح الحبشي وبين القرشي، الذي هو من أكبر القبائل، لأن الإسلام دين لا يعرف التفرقة.
نعم أُمرنا أن ننزل الناس منازلهم ، هذا في الإسلام، أنزلوا الناس منازلهم، كل ذا قدر له احترامه وتقديره في الإسلام، لكن في النهاية نحن في الصلاة نقف بين يدي الله تعالى وفي الحديث ( الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح).
لذلك يقف جميع الجنسيات العرب والعجم في صف واحد أمام الله، فنحن في شعيرة الحج سواسية أمام الله، ونحن في الصلاة سواء أمام الله، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، مهما كانت مكانته، أما هؤلاء الذين ذكرتهم كانوا يتعاملون بعنصرية بغيضة على أساس اللون.
فماذا حدث من أصحاب البشرة السمراء؟
قاطعوا ركوب الحافلات، وبدأوا في استخدام الدرجات الهوائية، فخسرت شركات الحافلات، تخيل فكرة جاءت لشخص من الأشخاص، ولكن هي فكرة فيها كرامة لمن يبحث عن كرامة الإنسان، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70]
لذلك لما قاطع ذوي البشرة السوداء ، وكلهم من آدم، كل البشر الأسود والأحمر والأصفر كلنا من أب واحد ، وأم واحدة.
الناسُ في أصل التكوين اَكفاءُ
أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ
فَإِن يَكُن لَهُمُ نسب
يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ
نحن جميعًا أبيض وأسود وأحمر وأصفر كلنا من أب واحد، وأم واحدة.
فلما قاطعوهم ماذا حدث؟ خسرت شركات الحافلات فاضطروا أن يسووا بين الجميع، وصارت بعد ذلك قوانين، هذا الكلام كان في بداية العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات وصدرت قوانين تجرم العنصرية على أساس اللون.
وجيش الاحتلال تصدر منهم الإهانة لنا ولا يعتبرون بنا، ويقتلون نسائنا وأطفالنا في فلسطين، وهذا مستشار الأمن القومي في حكومة أوباما يتبجح ويقول: قتلنا أربعة آلاف طفل من فلسطين، والله العظيم يتبجح ويقول: قتلنا أربعة آلاف طفل فلسطيني، يفتخر.
فإذا كان الأمر بهذه الخطورة وهم لا يشعرون بقيمة لأهلنا في فلسطين، وهم تربطنا بهم صلات العروبة والإسلام ، وتربطنا بهم ملايين الصلات، والغرب لا يعتد لنا بأي كرامة.
وحتى تكون هناك مقارنة بين ردة الفعل العالم على هجوم الصحيفة الفرنسية وحرب غزة
الهجوم على صحيفة شارلي إبدو
تصدر في فرنسا صحيفة أسبوعية يسارية ساخرة اسمها ( شارلي إبدو ) موضوعاتها الرسوم والمهاترات والنكات.
وفي عام 2011 غطّت الصحيفة قضية نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبي الإسلام ، ما أدّى إلى إطلاق النار على مكاتب الصحيفة في باريس، كما تعرّض موقعها الإلكتروني للاختراق. وفي السّنة التالية، قامت الصحيفة بإعادة نشر سلسلة من الرسوم الكارتونية الساخرة من نبي الإسلام.
وفي عام 2015 أدى هذا الهجوم على الصحيفة إلى مقتل عشرة أشخاص.
والعالم الغربي انقلب رأسًا على عقب، لماذا؟ بسبب الخوف على الحرية، والثقافة، والتنوير، وحرية القلم، وحرية الكلمة.
قامت في فرنسا مسيرات، وهذه المسيرات أصبحت الأكبر في تاريخ فرنسا حوالي مليوني مشارك في باريس وحدها ، والمسيرة المقامة في باريس شارك فيها حوالي خمسين من قادة العالم.
في حادث صحيفة ( شارلي إبدو) يجتمع أكثر من خمسين زعيم دولة وكان بينهم مسلمون، وقالوا: نرفض العنف، ونرفض قتل الصحافيين.
والذي يحدث لأهل غزة من قتل أربعة آلاف طفل، وهم عشرون ألف شهيد ومنهم أربعة آلاف طفل، ومن شارك من زعماء العالم في مسيرة حادث صحيفة ( شارلي إبدو ) لم يشعروا بالقتلى الشهداء في فلسطين.
فكان في خلال أيام قليلة أكثر من خمسين زعيم دولة غربية كانوا موجودين لتشييع الجنازة، كلهم متواجدين، لماذا؟ قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [الأنفال: 73]
فقد قررت هذه الآية الكريمة، أن المسلمين إذا لم يعاون بعضهم بعضاً، ويؤازر بعضهم بعضاً، فإن الفتنة تحل بينهم، وتجر معها فساداً كبيراً، يعم البلاد والعباد، وبالتالي يكون تجازوها والقضاء عليها ليس بالأمر اليسير. قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ ﴾ [الأنفال: 73]
تحذير من الله تعالى ، إن لم تفعلوا هذا الولاء يا مؤمنون، وتكونوا قوة متعاونة. لأن الله تعالى قال: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103] ولأن الله تعالى قال: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا ﴾ [الأنفال: 46].
الإسلام دين وحدة الكلمة، نحن دول عربية كثيرة ، لكن لغتنا واحدة، وديننا واحد، وقبلتنا واحدة، وديننا واحد، وإلهنا واحد، ونبينا واحد، ومعتقداتنا واحدة، فينبغي أن نتوحد كما توحدوا هم، الولايات تتجمع فتكون دولة في الغرب، ونحن اعتبرونا ولايات مع بعض وحدة، الوحدة عربية، الولايات العربية الإسلامية، نكون يد واحدة.
لذلك لا تستهينوا بمقاطعة منتجات التي يدعمها العدو، ومن ناصر العدو، وأسأل وأبحث واجعل الرسالة تصل، لأن كل حاجة تصل، كل صغيرة وكبيرة عندهم جواسيس في كل مكان.
الهواتف التي نحملها تتجسس لصالح العدو، تجسس ماذا نحب وماذا نكره، أحيانًا أتكلم بكلام فأجد مقترحات محرك البحث تأتي فيما له علاقة بهذا الكلام، وهذا الكلام اكتشفته قبل أربع سنوات وأغلقتها، يعرفون عنا كل شيء، الهواتف التي في أيدينا هذه تجسس علينا أربعة وعشرين ساعة، فالمطلوب أن يكون عندنا وعي، والذين يأكلون شيبسي ويشربون بيبسي ، أسأل هل هذه منتجات عربية بأيدي إسلامية وتضخ في أموال اقتصاد دول عربية داعمة للقضية، لأن هذه قضيتنا، بلا خلاف هذه قضية العرب الأولى. فإذا فزنا فيها فنحن إن شاء الله نفوز فيما بعدها، العالم كله الآن من بنجلادش وباكستان وأفغانستان وماليزيا واندونيسيا كله اليوم لا يوجد حديث الا عن قضية فلسطين، لأنه بفضل الله المصائب توحد كلمة المسلمين ، ونحن أمة الإسلام حين تنزل المصائب تجمعنا فنكون يد واحدة، كل نسي كل الخلافات، نتكلم فقط في قضية فلسطين، وقضية غزة، وحق الشعب الفلسطيني أن يقرر مصيره، وحق العودة للفلسطينيين، وحق قيام دولة لفلسطين، لأن فلسطين فيها المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى مذكور في القرآن، والله تعالى يقول: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ [الإسراء: 1].
فالمسجد الحرام والمسجد الأقصى كأنهما مسجد واحد، تجمعهما قداسة الأماكن، وبيت المقدس فتحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 16 هجرية، وحررها القائد صلاح الدين بجيوش بأجدادنا أجدادنا جميعًا ذهبوا مع صلاح الدين يحرروا، صلاح الدين كردي لم يكن يفرق بين عربي وغير عربي، كل مع جيش صلاح الدين يحرر المسجد الأقصى وحرره ونجح.
فوائد المقاطعة الاقتصادية للعدو:
من فوائد المقاطعة أن أولادنا يستردون صحتهم، حين نقاطع المأكولات التي هي وجبات سريعة و fast food ، هذه الوجبات أصابت أطفالنا بالكوليسترول، وأصابت أولادنا بالسمنة، وأصابت أولادنا بالسكري، الآن الأطفال عندهم جهاز السكري يضرب فيعرف المؤشر هذا سكره مرتفع سكره نازل، ثم يشرب بيبسي، فلما يقاطع منتجات من يدعم العدو سيرتاح فيأكل شيئاً مفيداً، يشرب حليب، يأكل أجبان طيبة يأكل خبز طيب بعيدا عن خبزهم وطعامهم.
الأمر الثاني: توفير أموال المسلمين
لأن هؤلاء يستدرجوننا، يستدرجوننا يطيبون طعامهم، مع أننا نعلم أنه غير صحي، المشروبات الغازية غير صحية، وفيها كمية سكر هائلة، والسكر هذا سم أبيض، ومع ذلك نصر عليه، فلذلك فكر، وحاول، وأنت يوم القيامة لن تسأل عن الحاكم أنت تسأل عن نفسك وعن زوجتك وعيالك، فانت حاول قدر المستطاع مع الدعاء لإخوانك بالصر والتمكين وهزيمة العدو ومع المقاطعة الاقتصادية ومع التوعية بقضية هؤلاء، فو الله إنك على ثغر عظيم.
مقاطعة المشركين لبني هاشم
حدثت المقاطعة في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، حدث أن قريش وصناديد الشرك بمكة لم يستطيعوا التغلب على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاطبوا عبد المطلب جد الرسول، طبعًا عبد المطلب كان توفى جد الرسول عليه الصلاة والسلام، خاطبوا أبو طالب عم الرسول، وقال: يا ابن أخي إن كنت تريد، وإن كنت تريد، القصة معروفة، لو وضعوا الشمس في يمين والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه.
فلما ثبت النبي على الدين قاطعوا بني هاشم وهم آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، قاطعوهم مقاطعة اقتصادية، ومقاطعة اجتماعية، فقالوا: لا نتزوج منهم، طالما يحمون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، طالما سيحمونه لا نتزوج منهم، ولا نزوجهم، ولا نشتري منهم ولا نبيع لهم، وحاصروا النبي عليه الصلاة والسلام وآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام من بني هاشم في شعب يسمى شعب بني أبي طالب، منطقة حاصروهم حتى المكان، وهذا ما حدث لأهل غزة، حصار مفروض، الحصار اليوم وصل عشرين سنة، حصار على أهل غزة.
أهل غزة لا يستطيعون أن يخرجوا من غزة إلا بدفع رشاوى لكي يخرج من غزة للتعليم للدراسة للحصول على الدكتوراه الماجستير، امرأة للزواج مثلًا رجل ابن عمها أرسل لها لكي يتزوجها لا تستطيع أن تخرج إلا بدفع رشاوى، غزة سجن كبير.
فماذا حدث؟
قاطعوا النبي عليه الصلاة والسلام وآل بيته الكرام في شعب أبي طالب ثلاث سنوات حتى جف الضرع وماتت الطيور والماشية والغنم، والناس ضعفوا ومنهم من مات من المجاعات حدثت، لا يبيعون لهم لاو يشترون منهم، وكتبوا بذلك عهد وعلقوه في الكعبة، وكان عهدًا ظالمًا حتى سلط الله جَلَّ وَعَلَا حشرة اسمها الأرضة واكلت الوثيقة، فقالوا: نرجع إلى الوثيقة، المشركين قالوا: نرجع للوثيقة، فرجعوا للوثيقة فوجدوا أن الله قد سلط عليها الأرضة حتى أكلتها، فعلموا أنها كانت وثيقة ظلم فتركوهم، وأفرجوا ورفعوا الحصار عنهم.
إذا كان هذا ما يفعله أعداء الإسلام بنا، فلماذا نحن المسلمون لا نقاطع من يقتل أربعة آلاف طفل، لماذا لا نقاطع من يخوفون الشعوب، ويرعبونهم.
إن ما يحدث في غزة هو من باب الكلام لكِ واسمعي يا جارة، يعني من أراد أن يخالف العدو الصهيوني سيفعل به مثل غزة ، وبعض الناس يخاف، وفي الحقيقة إن هي إلا إحدى الحسنيين: إما النصر على الأعداء، وإما الشهادة ولنا الجنة.
الدنيا هذه نبكي عليها، كل واحد فينا الدنيا بالنسبة له هم وغم، وعداوات في العمل، عداوات مع الجيران، عداوات مع الأقارب، عداوات في كل مكان.
أنت تبكي على الدنيا، واللذة في الدنيا مكدرة، أي لذة في الدنيا مُكدرة ، ومسؤوليات، تريد أن تتزوج تحمل المسؤوليات، تريد أن تطلق تحمل المسؤوليات، تريد أن ترفع دعوى قضائية على جارك تحمل مسؤوليات، تريد ان تشتري سيارة تحمل ديون وأقساط وحسد، فأي دنيا هذه التي نبكي عليها، والله الدنيا ما تستحق كل هذا الكدح والعناء وفي الحديث ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح ذبابة أو جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء)
هذه الدنيا هينة لا قيمة لها، لكننا ننتظر ( جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)، ننتظر لذة النظر إلى وجه رب الجنة، ( يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت).
والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: « أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين ».
يعني المسألة بسيطة، قبل ذلك نوح عليه السلام استمر في الدعوة ألف سنة إلا خمسين عامًا، تخيل لو أحد يأتيك في الربع الخالي يقول لك: فلان هذا عمره صار له مائة سنة، تأتي الكاميرات والصحفيين والدنيا تنقلب عاش مائة وعشرين سنة، وإذا كان سيدنا نوح عاش ألف سنة إلا خمسين عامًا فقط في الدعوة، يقول للناس: قولوا لا إله إلا الله، ما رأيك، فصرنا أمة أعمارها قليلة جدًا، حتى قيل في بعض الإسرائيليات: ستأتي أمة في آخر الزمان أعمارهم ستين سنة، سيدنا نوح عاش ألف سنة، عاش ألف سنة فقط في الدعوة إلا خمسين عامًا، فقيل: لو أدركتهم لجلستها ساجدًا بين يد الله، فنحن أعمارنا قليلة.
فإذا كانت أعمارنا قليلة نعيش حياة بعزة أو نستشهد ونقابل رب كريم في جنة عرضها السماوات والأرض.
قال تعالى ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]،
نسأل الله جَل في عُلاه أن ينصر المستضعفين في غزة ، اللهم انصرهم بنصرك وأيدهم بتأييدك، اللهم اربط على قلوبهم يا رب العالمين، اللهم أمن الخائفين من أهل فلسطين.
اللهم إنهم خائفون فأمنهم، اللهم إنهم متفرقون فجمعهم، اللهم إنهم مختلفون فوحدهم، اللهم إنهم مرضى فأشفهم، اللهم اشفهم بشفائك، وداوهم بدوائك، اللهم أنصرهم نصرًا عزيزًا مؤزرًا يا رب العالمين.
اللهم أنصر الإسلام وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وارفع راية القرآن وراية الدين.
اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا هازم الأحزاب اهزم هؤلاء الصهاينة وانصرنا عليهم
اللهم اجعلهم وأموالهم وديارهم غنيمة للمسلمين يا رب العالمين.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تأليف
أ.د . محمود عبدالعزيز يوسف أبو المعاطي
حديثي إليكم يدور حول فوائد المقاطعة الاقتصادية لمنتجات العدو، الآن قد وضح للأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها أن لهم عدو، لأن بعض الأفراد، يصلح أن يكون كالنعامة، يضع رأسه في الرمال ، والمسلم الحق عزيز، لأنه عبد لله العزيز سبحانه وتعالى جل في علاه، من أسماء الله الحسنى العزيز، والعزة صفة من صفات المؤمن، قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 8].
قد تبين للعالم وغير العالم، للكبير والصغير أن الأمة لها عدو متربص بها، وهو جيش الاحتلال، الذي احتل أرض فلسطين، من أكثر من سبعين سنة، هذه الأجيال الجديدة لم تكن تعلم عن هذا الأمر شيئًا، لأن بعض مناهج التعليم لا تؤكد على هذه القضية، بينما نحن جيل كانت الكتب الدراسية أول قضية فيها هي قضية القدس، وقضية فلسطين، في مناهج تعليم دول الوطن العربي ، كان في كتاب القراءة درس عن قضية فلسطين وقضية القدس.
ونحن جيل والجيل السابق تربينا على هذا، لكن الآن هناك ضغوط تمارس ضغوط من قوى غربية على الشرق الأوسط لتخلو المناهج من قضية القدس، لماذا؟
لأن الصهيونية العالمية تضغط، نحن الآن لا نضغط، نحن مساكين، نحن لا نضغط، نحن مسالمين، نحن لا نضغط على أحد، وليس لنا لوبي كالصهيونية العالمية لها لوبي في أمريكا يضغط، وهناك جماعات يعلمها المتخصصون في السياسة، اسمها جماعات الضغط، تضغط في اتجاه معين حتى تتحقق الأهداف، والصهاينة يقولون: أن مناهج الدول العربية مناهج إرهابية تخرج إرهابيين، فتبحث في كتاب القراءة كتاب اللغة العربية أين الإرهاب؟ قضية القدس، يقولون : احذفوا قضية القدس من منهج اللغة العربية، احذفوها من كتاب القراءة.
وماذا نضع مكانها؟ ضع مكانها الفنان الكوميدي، وكيف أثره في المجتمع، فنان كوميدي؟ وفي بعض البلاد وضعوا حياة ومسيرة ممثلة عربية في المناهج الدراسية لطلاب التعليم الأساسي.
كان عندنا كتاب في اللغة العربية يتحدث عن جهاد القائد سيف الدين قطز رحمه الله يدرس فيه قصة بعنوان ( وإسلاماه ) الجيل الذي أدركته والذي قبلي درس ( وإسلاماه ) قصة في اللغة العربية يدرسها مدرس اللغة العربية عبارة عن القائد سيف الدين قطز رحمه الله جاهد وحارب التتار ونصر الله به الإسلام وأهله، فبالتالي الشباب عرفوا أن في الإسلام شيء اسمه مقاومة، ودفاع عن الوطن، وعزة المؤمن، فكان شيئاً طيباً أن يتربى عليه الأجيال، لكن الآن حذف كتاب ( وإسلاماه ) واستبدلنا به شخصيات فنية عربية مؤثرة في مجال الفن والتمثيل، والكوميديا، والتراجيديا، والدراما.
والتمثيل هذا قبل ثمانين سنة صدرت فتاوى من الأزهر أن الممثل المشخصاتي ، مهنة تافهة ، فكانوا لا يقبلون شهادته أمام القاضي الشرعي الذي تخرج من كلية الشريعة، لا يقبل شهادة المطرب ولا الموسيقي ولا الطبال ولا الرقاص ولا الممثل، في العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات، من القرن الماضي ، إلى أن جاءت الخمسينيات كانت هذه البداية أن المشخصاتي رصيده في البنك مئة ألف، والموظف الشريف راتبه عشرة جنيهات ، سبعة جنيه، والمطرب رصيده مائة ألف، وكان الفدان بخمسين جنيهاً، فدان حوالي أربعة آلاف متر بخمسين جنيهاً ، ومطرب ومؤلف أغاني رصيده مائة ألف جنيه في الخمسينيات.
تغيرت الموازين، ضغوط غربية، أين الفن؟ أين الفن؟ أين الفن؟ خذوا فن ضاع القضاء الشرعي، وضاعت أرض الأوقاف ، وأشياء معها كثيرة .
العدو متربص بأهل فلسطين ، وانتهت الهدنة بينه وبين أهل فلسطين ، وهو يستعد الآن لقصف البيوت مرة أخرى والمستشفيات والمدنيين والأطفال، ويشرد أهل الشمال لأهل الجنوب، وأهل الجنوب يشردهم لأهل الشمال، والطفل يبتعد عن والديه، والأم تبتعد عن أطفالها ومأساة، فلذلك كان لا بد من الحديث عن المقاطعة الاقتصادية.
وفي تفعيل المقاطعة الاقتصادية لا تكلف إلا نفسك وأهلك ، قال تعالى ( لا يكلف الله نفسًا إلى وسعها ) أنا أتكلم على المستوى الشخصي، إذا ذهبت تشتري منتج طعام أو شراب انظر هل هذا منتج العدو أو يدعم العدو أو لا يدعم العدو.
وهذا حق شخصي، البيع والشراء هذا حرية شخصية، وهذا الذي يؤكد عليها الغرب، فنحن نستخدمها كحرية، تستطيع أن تشتري طعام عربي، أنا رجل موحد لله، سبحانه وتعالى، طعام العرب أولى من طعام العدو ومن يدعم العدو. قطع غيار السيارات لو بأيادي إسلامية هي أفضل من أيادي العدو ومن يدعم العدو.
هل حدثت مقاطعة عبر التاريخ؟
مقاطعة الأمريكيون السود للمواصلات:
في أمريكا تعرض السود للتعامل بعنصرية، فكان إذا ركب أبيض الاتوبيسات العامة الحافلات العامة يقف الأسود خوفًا منه عنصرية، فيضربون الأسود ويهينونه وينزلونه من الحافلة، أو يقف، لأن الرجل الأبيض موجود، يقف الأسود ويجلس الأبيض، وهذا الذي حدث ليس من الإسلام في شيء، الإسلام سوى بين بلال بن رباح الحبشي وبين القرشي، الذي هو من أكبر القبائل، لأن الإسلام دين لا يعرف التفرقة.
نعم أُمرنا أن ننزل الناس منازلهم ، هذا في الإسلام، أنزلوا الناس منازلهم، كل ذا قدر له احترامه وتقديره في الإسلام، لكن في النهاية نحن في الصلاة نقف بين يدي الله تعالى وفي الحديث ( الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح).
لذلك يقف جميع الجنسيات العرب والعجم في صف واحد أمام الله، فنحن في شعيرة الحج سواسية أمام الله، ونحن في الصلاة سواء أمام الله، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، مهما كانت مكانته، أما هؤلاء الذين ذكرتهم كانوا يتعاملون بعنصرية بغيضة على أساس اللون.
فماذا حدث من أصحاب البشرة السمراء؟
قاطعوا ركوب الحافلات، وبدأوا في استخدام الدرجات الهوائية، فخسرت شركات الحافلات، تخيل فكرة جاءت لشخص من الأشخاص، ولكن هي فكرة فيها كرامة لمن يبحث عن كرامة الإنسان، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70]
لذلك لما قاطع ذوي البشرة السوداء ، وكلهم من آدم، كل البشر الأسود والأحمر والأصفر كلنا من أب واحد ، وأم واحدة.
الناسُ في أصل التكوين اَكفاءُ
أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ
فَإِن يَكُن لَهُمُ نسب
يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ
نحن جميعًا أبيض وأسود وأحمر وأصفر كلنا من أب واحد، وأم واحدة.
فلما قاطعوهم ماذا حدث؟ خسرت شركات الحافلات فاضطروا أن يسووا بين الجميع، وصارت بعد ذلك قوانين، هذا الكلام كان في بداية العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات وصدرت قوانين تجرم العنصرية على أساس اللون.
وجيش الاحتلال تصدر منهم الإهانة لنا ولا يعتبرون بنا، ويقتلون نسائنا وأطفالنا في فلسطين، وهذا مستشار الأمن القومي في حكومة أوباما يتبجح ويقول: قتلنا أربعة آلاف طفل من فلسطين، والله العظيم يتبجح ويقول: قتلنا أربعة آلاف طفل فلسطيني، يفتخر.
فإذا كان الأمر بهذه الخطورة وهم لا يشعرون بقيمة لأهلنا في فلسطين، وهم تربطنا بهم صلات العروبة والإسلام ، وتربطنا بهم ملايين الصلات، والغرب لا يعتد لنا بأي كرامة.
وحتى تكون هناك مقارنة بين ردة الفعل العالم على هجوم الصحيفة الفرنسية وحرب غزة
الهجوم على صحيفة شارلي إبدو
تصدر في فرنسا صحيفة أسبوعية يسارية ساخرة اسمها ( شارلي إبدو ) موضوعاتها الرسوم والمهاترات والنكات.
وفي عام 2011 غطّت الصحيفة قضية نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبي الإسلام ، ما أدّى إلى إطلاق النار على مكاتب الصحيفة في باريس، كما تعرّض موقعها الإلكتروني للاختراق. وفي السّنة التالية، قامت الصحيفة بإعادة نشر سلسلة من الرسوم الكارتونية الساخرة من نبي الإسلام.
وفي عام 2015 أدى هذا الهجوم على الصحيفة إلى مقتل عشرة أشخاص.
والعالم الغربي انقلب رأسًا على عقب، لماذا؟ بسبب الخوف على الحرية، والثقافة، والتنوير، وحرية القلم، وحرية الكلمة.
قامت في فرنسا مسيرات، وهذه المسيرات أصبحت الأكبر في تاريخ فرنسا حوالي مليوني مشارك في باريس وحدها ، والمسيرة المقامة في باريس شارك فيها حوالي خمسين من قادة العالم.
في حادث صحيفة ( شارلي إبدو) يجتمع أكثر من خمسين زعيم دولة وكان بينهم مسلمون، وقالوا: نرفض العنف، ونرفض قتل الصحافيين.
والذي يحدث لأهل غزة من قتل أربعة آلاف طفل، وهم عشرون ألف شهيد ومنهم أربعة آلاف طفل، ومن شارك من زعماء العالم في مسيرة حادث صحيفة ( شارلي إبدو ) لم يشعروا بالقتلى الشهداء في فلسطين.
فكان في خلال أيام قليلة أكثر من خمسين زعيم دولة غربية كانوا موجودين لتشييع الجنازة، كلهم متواجدين، لماذا؟ قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [الأنفال: 73]
فقد قررت هذه الآية الكريمة، أن المسلمين إذا لم يعاون بعضهم بعضاً، ويؤازر بعضهم بعضاً، فإن الفتنة تحل بينهم، وتجر معها فساداً كبيراً، يعم البلاد والعباد، وبالتالي يكون تجازوها والقضاء عليها ليس بالأمر اليسير. قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ ﴾ [الأنفال: 73]
تحذير من الله تعالى ، إن لم تفعلوا هذا الولاء يا مؤمنون، وتكونوا قوة متعاونة. لأن الله تعالى قال: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103] ولأن الله تعالى قال: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا ﴾ [الأنفال: 46].
الإسلام دين وحدة الكلمة، نحن دول عربية كثيرة ، لكن لغتنا واحدة، وديننا واحد، وقبلتنا واحدة، وديننا واحد، وإلهنا واحد، ونبينا واحد، ومعتقداتنا واحدة، فينبغي أن نتوحد كما توحدوا هم، الولايات تتجمع فتكون دولة في الغرب، ونحن اعتبرونا ولايات مع بعض وحدة، الوحدة عربية، الولايات العربية الإسلامية، نكون يد واحدة.
لذلك لا تستهينوا بمقاطعة منتجات التي يدعمها العدو، ومن ناصر العدو، وأسأل وأبحث واجعل الرسالة تصل، لأن كل حاجة تصل، كل صغيرة وكبيرة عندهم جواسيس في كل مكان.
الهواتف التي نحملها تتجسس لصالح العدو، تجسس ماذا نحب وماذا نكره، أحيانًا أتكلم بكلام فأجد مقترحات محرك البحث تأتي فيما له علاقة بهذا الكلام، وهذا الكلام اكتشفته قبل أربع سنوات وأغلقتها، يعرفون عنا كل شيء، الهواتف التي في أيدينا هذه تجسس علينا أربعة وعشرين ساعة، فالمطلوب أن يكون عندنا وعي، والذين يأكلون شيبسي ويشربون بيبسي ، أسأل هل هذه منتجات عربية بأيدي إسلامية وتضخ في أموال اقتصاد دول عربية داعمة للقضية، لأن هذه قضيتنا، بلا خلاف هذه قضية العرب الأولى. فإذا فزنا فيها فنحن إن شاء الله نفوز فيما بعدها، العالم كله الآن من بنجلادش وباكستان وأفغانستان وماليزيا واندونيسيا كله اليوم لا يوجد حديث الا عن قضية فلسطين، لأنه بفضل الله المصائب توحد كلمة المسلمين ، ونحن أمة الإسلام حين تنزل المصائب تجمعنا فنكون يد واحدة، كل نسي كل الخلافات، نتكلم فقط في قضية فلسطين، وقضية غزة، وحق الشعب الفلسطيني أن يقرر مصيره، وحق العودة للفلسطينيين، وحق قيام دولة لفلسطين، لأن فلسطين فيها المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى مذكور في القرآن، والله تعالى يقول: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ [الإسراء: 1].
فالمسجد الحرام والمسجد الأقصى كأنهما مسجد واحد، تجمعهما قداسة الأماكن، وبيت المقدس فتحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 16 هجرية، وحررها القائد صلاح الدين بجيوش بأجدادنا أجدادنا جميعًا ذهبوا مع صلاح الدين يحرروا، صلاح الدين كردي لم يكن يفرق بين عربي وغير عربي، كل مع جيش صلاح الدين يحرر المسجد الأقصى وحرره ونجح.
فوائد المقاطعة الاقتصادية للعدو:
من فوائد المقاطعة أن أولادنا يستردون صحتهم، حين نقاطع المأكولات التي هي وجبات سريعة و fast food ، هذه الوجبات أصابت أطفالنا بالكوليسترول، وأصابت أولادنا بالسمنة، وأصابت أولادنا بالسكري، الآن الأطفال عندهم جهاز السكري يضرب فيعرف المؤشر هذا سكره مرتفع سكره نازل، ثم يشرب بيبسي، فلما يقاطع منتجات من يدعم العدو سيرتاح فيأكل شيئاً مفيداً، يشرب حليب، يأكل أجبان طيبة يأكل خبز طيب بعيدا عن خبزهم وطعامهم.
الأمر الثاني: توفير أموال المسلمين
لأن هؤلاء يستدرجوننا، يستدرجوننا يطيبون طعامهم، مع أننا نعلم أنه غير صحي، المشروبات الغازية غير صحية، وفيها كمية سكر هائلة، والسكر هذا سم أبيض، ومع ذلك نصر عليه، فلذلك فكر، وحاول، وأنت يوم القيامة لن تسأل عن الحاكم أنت تسأل عن نفسك وعن زوجتك وعيالك، فانت حاول قدر المستطاع مع الدعاء لإخوانك بالصر والتمكين وهزيمة العدو ومع المقاطعة الاقتصادية ومع التوعية بقضية هؤلاء، فو الله إنك على ثغر عظيم.
مقاطعة المشركين لبني هاشم
حدثت المقاطعة في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، حدث أن قريش وصناديد الشرك بمكة لم يستطيعوا التغلب على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاطبوا عبد المطلب جد الرسول، طبعًا عبد المطلب كان توفى جد الرسول عليه الصلاة والسلام، خاطبوا أبو طالب عم الرسول، وقال: يا ابن أخي إن كنت تريد، وإن كنت تريد، القصة معروفة، لو وضعوا الشمس في يمين والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه.
فلما ثبت النبي على الدين قاطعوا بني هاشم وهم آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، قاطعوهم مقاطعة اقتصادية، ومقاطعة اجتماعية، فقالوا: لا نتزوج منهم، طالما يحمون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، طالما سيحمونه لا نتزوج منهم، ولا نزوجهم، ولا نشتري منهم ولا نبيع لهم، وحاصروا النبي عليه الصلاة والسلام وآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام من بني هاشم في شعب يسمى شعب بني أبي طالب، منطقة حاصروهم حتى المكان، وهذا ما حدث لأهل غزة، حصار مفروض، الحصار اليوم وصل عشرين سنة، حصار على أهل غزة.
أهل غزة لا يستطيعون أن يخرجوا من غزة إلا بدفع رشاوى لكي يخرج من غزة للتعليم للدراسة للحصول على الدكتوراه الماجستير، امرأة للزواج مثلًا رجل ابن عمها أرسل لها لكي يتزوجها لا تستطيع أن تخرج إلا بدفع رشاوى، غزة سجن كبير.
فماذا حدث؟
قاطعوا النبي عليه الصلاة والسلام وآل بيته الكرام في شعب أبي طالب ثلاث سنوات حتى جف الضرع وماتت الطيور والماشية والغنم، والناس ضعفوا ومنهم من مات من المجاعات حدثت، لا يبيعون لهم لاو يشترون منهم، وكتبوا بذلك عهد وعلقوه في الكعبة، وكان عهدًا ظالمًا حتى سلط الله جَلَّ وَعَلَا حشرة اسمها الأرضة واكلت الوثيقة، فقالوا: نرجع إلى الوثيقة، المشركين قالوا: نرجع للوثيقة، فرجعوا للوثيقة فوجدوا أن الله قد سلط عليها الأرضة حتى أكلتها، فعلموا أنها كانت وثيقة ظلم فتركوهم، وأفرجوا ورفعوا الحصار عنهم.
إذا كان هذا ما يفعله أعداء الإسلام بنا، فلماذا نحن المسلمون لا نقاطع من يقتل أربعة آلاف طفل، لماذا لا نقاطع من يخوفون الشعوب، ويرعبونهم.
إن ما يحدث في غزة هو من باب الكلام لكِ واسمعي يا جارة، يعني من أراد أن يخالف العدو الصهيوني سيفعل به مثل غزة ، وبعض الناس يخاف، وفي الحقيقة إن هي إلا إحدى الحسنيين: إما النصر على الأعداء، وإما الشهادة ولنا الجنة.
الدنيا هذه نبكي عليها، كل واحد فينا الدنيا بالنسبة له هم وغم، وعداوات في العمل، عداوات مع الجيران، عداوات مع الأقارب، عداوات في كل مكان.
أنت تبكي على الدنيا، واللذة في الدنيا مكدرة، أي لذة في الدنيا مُكدرة ، ومسؤوليات، تريد أن تتزوج تحمل المسؤوليات، تريد أن تطلق تحمل المسؤوليات، تريد أن ترفع دعوى قضائية على جارك تحمل مسؤوليات، تريد ان تشتري سيارة تحمل ديون وأقساط وحسد، فأي دنيا هذه التي نبكي عليها، والله الدنيا ما تستحق كل هذا الكدح والعناء وفي الحديث ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح ذبابة أو جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء)
هذه الدنيا هينة لا قيمة لها، لكننا ننتظر ( جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)، ننتظر لذة النظر إلى وجه رب الجنة، ( يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت).
والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: « أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين ».
يعني المسألة بسيطة، قبل ذلك نوح عليه السلام استمر في الدعوة ألف سنة إلا خمسين عامًا، تخيل لو أحد يأتيك في الربع الخالي يقول لك: فلان هذا عمره صار له مائة سنة، تأتي الكاميرات والصحفيين والدنيا تنقلب عاش مائة وعشرين سنة، وإذا كان سيدنا نوح عاش ألف سنة إلا خمسين عامًا فقط في الدعوة، يقول للناس: قولوا لا إله إلا الله، ما رأيك، فصرنا أمة أعمارها قليلة جدًا، حتى قيل في بعض الإسرائيليات: ستأتي أمة في آخر الزمان أعمارهم ستين سنة، سيدنا نوح عاش ألف سنة، عاش ألف سنة فقط في الدعوة إلا خمسين عامًا، فقيل: لو أدركتهم لجلستها ساجدًا بين يد الله، فنحن أعمارنا قليلة.
فإذا كانت أعمارنا قليلة نعيش حياة بعزة أو نستشهد ونقابل رب كريم في جنة عرضها السماوات والأرض.
قال تعالى ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]،
نسأل الله جَل في عُلاه أن ينصر المستضعفين في غزة ، اللهم انصرهم بنصرك وأيدهم بتأييدك، اللهم اربط على قلوبهم يا رب العالمين، اللهم أمن الخائفين من أهل فلسطين.
اللهم إنهم خائفون فأمنهم، اللهم إنهم متفرقون فجمعهم، اللهم إنهم مختلفون فوحدهم، اللهم إنهم مرضى فأشفهم، اللهم اشفهم بشفائك، وداوهم بدوائك، اللهم أنصرهم نصرًا عزيزًا مؤزرًا يا رب العالمين.
اللهم أنصر الإسلام وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وارفع راية القرآن وراية الدين.
اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا هازم الأحزاب اهزم هؤلاء الصهاينة وانصرنا عليهم
اللهم اجعلهم وأموالهم وديارهم غنيمة للمسلمين يا رب العالمين.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.