من سير شباب الإسلام الأوائل لقد تركت لنا سنة رسول الله ﷺ نماذج من سير شباب الإسلام الأوائل؛ ...
منذ 2024-03-21
من سير شباب الإسلام الأوائل
لقد تركت لنا سنة رسول الله ﷺ نماذج من سير شباب الإسلام الأوائل؛ لتضعنا في صورة حياتهم وما يشغلهم رغم صغر أعمارهم ففي مكة أسلم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وغيرهم، وكان اجتماع المسلمين سرا في دار الأرقم بن أبي الأرقم وأعمار هؤلاء الصحابة حينها لا تتجاوز العشرين عاما، وفي هجرة النبي ﷺ وأبي بكر - رضي الله عنه - كانت أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - تجهز الطعام وتربطه بنطاقها، وعبد الله بن أبي بكر يستمع للأخبار بمكة في النهار ويأتي بها للغار ليلا، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر كان يرعى الغنم ويمر على الغار فيسقيهما ويعفي على أثر عبد الله بن أبي بكر حتى لا يتفطن ﺍﻟﻣﺷﺭﻛﻭﻥ وكل هؤلاء - رضي الله عنهم - على اختلاف أدوارهم وخطورة أفعالهم لم يكونوا قد تجاوزوا العشرين عاما كذلك، أما بطولة معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح وكيف أنهما اشتدا كالصقرين على فرعون هذه الأمة أبي جهل، ﻭﺃﻧﻓﺫﺍ ﺳﻳﻓﻳﻬﻣﺎ جسده ﻓﻗﺗﻼﻩ فيحكي قصتهما عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - بقوله: "بينا أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من ﺍﻷﻧﺻﺎﺭ حديثة أسنانهما، تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه ﻳﺳﺐّ رسول الله، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى ﻳﻣﻭﺕ الأعجل منا، فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر، فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في النّاس قلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابتدراه ﺑﺳﻳﻓﻳﻬﻣﺎ، ﻓﺿﺭﺑﺎﻩ حتى ﻗﺗﻼﻩ" [ متفق عليه].
فتأمل كيف وصفهما عبد الرحمن بن عوف بأنهما "حديثة أسنانهما" ثم قارن الأعمار بالأفعال، ليتضح لك المشهد الذي كانت تجري أحداثه بين يدي رسول الله ﷺ وإقراره وتأييده.
لقد تركت لنا سنة رسول الله ﷺ نماذج من سير شباب الإسلام الأوائل؛ لتضعنا في صورة حياتهم وما يشغلهم رغم صغر أعمارهم ففي مكة أسلم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وغيرهم، وكان اجتماع المسلمين سرا في دار الأرقم بن أبي الأرقم وأعمار هؤلاء الصحابة حينها لا تتجاوز العشرين عاما، وفي هجرة النبي ﷺ وأبي بكر - رضي الله عنه - كانت أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - تجهز الطعام وتربطه بنطاقها، وعبد الله بن أبي بكر يستمع للأخبار بمكة في النهار ويأتي بها للغار ليلا، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر كان يرعى الغنم ويمر على الغار فيسقيهما ويعفي على أثر عبد الله بن أبي بكر حتى لا يتفطن ﺍﻟﻣﺷﺭﻛﻭﻥ وكل هؤلاء - رضي الله عنهم - على اختلاف أدوارهم وخطورة أفعالهم لم يكونوا قد تجاوزوا العشرين عاما كذلك، أما بطولة معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح وكيف أنهما اشتدا كالصقرين على فرعون هذه الأمة أبي جهل، ﻭﺃﻧﻓﺫﺍ ﺳﻳﻓﻳﻬﻣﺎ جسده ﻓﻗﺗﻼﻩ فيحكي قصتهما عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - بقوله: "بينا أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من ﺍﻷﻧﺻﺎﺭ حديثة أسنانهما، تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه ﻳﺳﺐّ رسول الله، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى ﻳﻣﻭﺕ الأعجل منا، فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر، فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في النّاس قلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابتدراه ﺑﺳﻳﻓﻳﻬﻣﺎ، ﻓﺿﺭﺑﺎﻩ حتى ﻗﺗﻼﻩ" [ متفق عليه].
فتأمل كيف وصفهما عبد الرحمن بن عوف بأنهما "حديثة أسنانهما" ثم قارن الأعمار بالأفعال، ليتضح لك المشهد الذي كانت تجري أحداثه بين يدي رسول الله ﷺ وإقراره وتأييده.