آخاهما طريق الهجرة والإعداد والجهاد في أرض الخلافة مقدسيّان يزفّهما معاً صاروخٌ إلى الحور ...

منذ 2024-09-19
آخاهما طريق الهجرة والإعداد والجهاد في أرض الخلافة
مقدسيّان يزفّهما معاً صاروخٌ إلى الحور الحسان

• شابّان من غزّة، لم يكونا يعرفان بعضهما البعض حتّى جمعهما طريق الهجرة إلى الدّولة الإسلاميّة، فالتقيا وأصبحا روحاً بجسدين، وبات أحدهما يكمل الآخر، فلا تكاد تجد أحدهما إلا والآخر برفقته.

أبو المثنّى الفلسطينيّ أو المقدسيّ -أحياناً- كما يحبّ أن يُكنّى، أوهم الجميع بأنّه مسافرٌ لإكمال دراساته العليا في بلدٍ أجنبيٍّ، قبل أن يترك مشروع مستقبله، وحلم كلّ شابٍ، ليتّجه صوب أرض الخلافة بحثاً عن مرضاة الله، تاركاً أحلام الصّبا، بعدما قرّر أن يشتري آخرته بدنياه.

أمّا توأم هجرته فكان أبا طارقٍ الغزّاويّ، فقد كان خبيراً في التّعامل مع الأسلحة، وبارعاً في فنون التّدريب، كونه أحد المنتمين لحركة (حماس)، قبل أن تتبيّن له حقيقة أنّ الجهاد الحقيقيّ هو الذي تسلك طريقه الدّولة الإسلاميّة، فأصبح الحمساويّ أبو طارقٍ متمرداً على أوامر قيادة (حماس) بعدم استهداف اليهود بأيّ شكلٍ من الأشكال، فكان يقوم بعمليّاتٍ انفراديّةٍ، من قبيل إطلاق قذائف هاون، أو صواريخ باتّجاه اليهود بلا أوامر، فما كان من (حماس) إلّا أن قامت باعتقاله والتّحقيق معه، قبل أن تُلقي به في سجونها لمدّة ليست بالقصيرة بتهمة خرق الهدنة مع اليهود.

وما إن خرج أبو طارقٍ الذي عرف حقيقة (حماس) وتبرأ منها حتى أدرك أنه لا مناص من الهجرة إلى أرض الخلافة، كونها المشروع الوحيد الذي يضرب أيّ عدوٍّ للإسلام، مهما كانت قوته أو نفوذه، دون محاباة لهذا الطّرف أو ذاك، فأخذ يعمل على هذا الهدف، دون علم عائلته، التي فوجئت بوصوله إلى أرض الخلافة، بعد أن أوهمهم أنّه خارجٌ للعمل للحصول على قوت عائلته اليوميّ، كما هي عادته مطلع كلّ نهار، لكنّ أبا طارقٍ هذه المرّة كانت وجهته غير التي اعتاد عليها، حتى والدته التي كان يحرص على إرضائها وبرّها، رفض أن يحتضنها ويضع على رأسها قبلة الوداع، خشية أن تكتشف وجهته، فيحصل ما لا يحمد عقباه فيضيع منه حلم الهجرة.

كان أبو طارقٍ وهو يغادر داره، بحقيبةٍ صغيرةٍ فيها طعام غدائه، مثل كلّ يومٍ، يختلس النّظر إلى نافذة داره التي -وعلى غير عادته- جلس فيها أخوه الصّغير وهو يودّعه، للمرّة الأخيرة.

داس أبو طارقٍ على قلبه، وحبس أنفاسه، وسار في طريق هجرته، حتى اجتمع في بلدٍ آخر برفيق رحلته المستقبليّة أبي المثنّى الفلسطينيّ، ليواصلا الرّحلة معاً حتّى دخلا أرض الخلافة وتنفسا هواءها.

جلسا في ضيافة الدّولة الإسلاميّة لأيام بانتظار دخول معسكرات التّدريب، حتى حان موعد الحقيقة، يوم أُبلغا بأنّهما سيكونان في صباح اليوم التّالي في معسكر التّدريب الشّرعيّ، وما أن أزف وقت دخولهما المعسكر حتى شرعا يُكبّران الله ويحمدانه على ما أنعم به عليهما من تحقيق حلمهما في الوصول إلى أرض الدّولة الإسلاميّة، والجهاد تحت رايتها، والموت على ثراها..

حينما حلّا في ضيافة المعسكر الشّرعيّ، ونظراً لتميّزهما عن غيرهما، اختير كلّ واحدٍ منهما ليكون أمير سريّة، كما اختيرا ليدير كلّ واحدٍ منهما حلقةً لتحفيظ القرآن الكريم للمتدرّبين في المعسكر، فهما يحفظان القرآن الكريم بكامله. وبالإضافة لذلك كانا يمتعان إخوانهما في المعسكر بالأناشيد الجهادية التي كانا يحفظان الكثير منها، فكان أبو المثنى كثيراً ما يجود بصوته العذب منشداً:
على نغمات حمحمة الجياد .. وقرع سيوفنا البيض الحداد
سنمضي نفرض الإسلام ديناً .. ونمحو الشّرك من كلّ النّوادي

مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 8
(قصة شهيد)

66827433edad6

  • 1
  • 0
  • 14

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً