قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة • مرّت على الأمّة المسلمة في القرنين الماضيين ...
قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة
• مرّت على الأمّة المسلمة في القرنين الماضيين فتراتٌ عصيبةٌ من الاحتلال الصّليبيّ الأوروبيّ المباشر، الذي نشر الكفر والإلحاد وأفسد في الأرض وأهلك الحرث والنّسل.
ثمّ لم يخرج هذا الاحتلال الغاشم من بلاد المسلمين إلا وقد زرع وكلاء محليّين من العلمانيّين ونحوهم، الذين حكّموا في النّاس القوانين الوضعيّة الشّركيّة وعطّلوا الشّريعة، وحاربوا كلّ مَن سعى لإعادة أمجاد الأمّة، ومكّنوا أسيادهم الصّليبيّين واليهود من امتصاص خيرات بلاد المسلمين.
وصارت صورة الوضع القائم؛ حكامٌ طواغيتُ يحكمون البلاد بقوانين وضعيّة شركيّة، ويمكّنون الصّليبيّين واليهود في أراضي المسلمين ليُقيموا فيها قواعد عسكريّةً وشركاتٍ اقتصاديّةً، كما يتعاونون مع "مجلس الأمن" وكلّ دول الكفر في محاربة الإسلام تحت دعوى محاربة الإرهاب!!
وصاروا يطمسون معالم الدّين من التّوحيد والولاء والبراء والجهاد، وينشرون المنكرات والرّذائل ويستحلّونها من بنوك الرّبا ومنتجعات الزنا ودور الدّعارة.
وبسبب غياب الشّريعة وانتشار الفقر كثُر الفساد، وتفشّى الكذب والرّشاوى، وارتفعت نسبة الجريمة من سفك الدّماء والسّرقات.
وكلّ هذا الفساد ونحوه ما كان ليتحقّق لولا وجود جندٍ لهؤلاء الطّواغيت من الجيوش والشُّرَط والمخابرات، إذ إنّ أيّ دولةٍ لا يمكن أن تقوم أركانها إلا بالجند من الجيوش والشُّرَط.
ولا شكّ أنّ أيّ جماعةٍ جادّةٍ تسعى لتغيير هذا الواقع والإطاحة بهذه الأنظمة، لابدّ وأن تصطدم بتلك الجيوش والشرط، وأن يقع الاشتباك والقتال معها.
وقد عُلم أنّ أيّ جماعةٍ تنشد التّغيير دون إزالة هذه الجيوش وقتالها والعمل على تفكيكها هي جماعةٌ فاشلةٌ تصادم السّنن الكونيّة والشّرعيّة، بل وتكذب على الأمّة وتضلّلها.
ومن هذا المنطلق نازع مجاهدو الدّولة الإسلاميّة هذه الحكومات والأنظمة الطّاغوتية بالسّيف، وقاتلوا هذه الجيوش، وقتلوا أفرادها ومنتسبيها دون تفريق بينهم في العراق والشّام ومصر وتونس وليبيا والجزائر وخراسان وجزيرة العرب واليمن وغرب إفريقية وغيرها، فما شرعيّة جهاد هذه الجيوش والشّرط وقتل منتسبيها؟
• أولًا: كلّ حكومةٍ تحكم بغير ما أنزل الله فهي حكومةٌ كافرةٌ.
قال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: ٤٤]، وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥]، وقال تعالى: {وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} [الكهف: ٢٦].
قال الإمام المفسّر ابن كثير: (مَنْ ترك الشّرع المُحكَم المُنزل على محمدٍ خاتم الأنبياء عليه الصّلاة والسّلام وتحاكم إلى غيره من الشّرائع المنسوخة كَفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه؟ ومن فعل ذلك كفرَ بإجماع المسلمين) [البداية والنّهاية]، والياسق هو كتاب التّتار الذي كانوا يحكمون به.
• ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم تكفير جنودها.
إنّ تكفير الأنظمة الطّاغوتية يستلزم تكفيرَ جيوشها وعساكرها وشرطتها؛ لأن هؤلاء الجنود هم الذين يُثبّتون هذه الأنظمة الكافرة، ويُعينونها على تثبيت أحكامها الكفريّة، وهم الذين يناصرون هذه الأنظمة الكافرة على المسلمين؛ فتجد هؤلاء الجنود هم الذين يعتقلون المسلمين ويعذّبونهم في أقبية المخابرات، ويلاحقونهم ويتجسّسون عليهم ويرفعون التّقارير فيهم، وهم من يقودون الدّبابات والمدرّعات في الحملات الغاشمة لقتال المجاهدين وترويع الآمنين، وهم من يقصف المدن بالطيران والمدفعيّة ويهدم البيوت ويهجّر أهلها، فهم حرّاس المحاكم الوضعيّة، وبنوك الرّبا، وسفارات الصليبيّين وهم من يعملون على نشر الكفر وحمايته.
وبالتّالي فإن جيوش هذه الأنظمة والحكومات والعساكر من الشّرط والمخابرات والجواسيس ونحوهم كفّارٌ مرتدّون، والأدلّة على تكفيرهم كثيرةٌ منها قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦] فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على أنّ مَن قاتل دون نظامٍ كافرٍ أو أعدّ نفسه لذلك فقد قاتل في سبيل الطّاغوت؛ وبالتّالي فهو كافرٌ مرتدٌّ، لأنّ الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، فسمّاهم الله الذين كفروا.
• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة
• مرّت على الأمّة المسلمة في القرنين الماضيين فتراتٌ عصيبةٌ من الاحتلال الصّليبيّ الأوروبيّ المباشر، الذي نشر الكفر والإلحاد وأفسد في الأرض وأهلك الحرث والنّسل.
ثمّ لم يخرج هذا الاحتلال الغاشم من بلاد المسلمين إلا وقد زرع وكلاء محليّين من العلمانيّين ونحوهم، الذين حكّموا في النّاس القوانين الوضعيّة الشّركيّة وعطّلوا الشّريعة، وحاربوا كلّ مَن سعى لإعادة أمجاد الأمّة، ومكّنوا أسيادهم الصّليبيّين واليهود من امتصاص خيرات بلاد المسلمين.
وصارت صورة الوضع القائم؛ حكامٌ طواغيتُ يحكمون البلاد بقوانين وضعيّة شركيّة، ويمكّنون الصّليبيّين واليهود في أراضي المسلمين ليُقيموا فيها قواعد عسكريّةً وشركاتٍ اقتصاديّةً، كما يتعاونون مع "مجلس الأمن" وكلّ دول الكفر في محاربة الإسلام تحت دعوى محاربة الإرهاب!!
وصاروا يطمسون معالم الدّين من التّوحيد والولاء والبراء والجهاد، وينشرون المنكرات والرّذائل ويستحلّونها من بنوك الرّبا ومنتجعات الزنا ودور الدّعارة.
وبسبب غياب الشّريعة وانتشار الفقر كثُر الفساد، وتفشّى الكذب والرّشاوى، وارتفعت نسبة الجريمة من سفك الدّماء والسّرقات.
وكلّ هذا الفساد ونحوه ما كان ليتحقّق لولا وجود جندٍ لهؤلاء الطّواغيت من الجيوش والشُّرَط والمخابرات، إذ إنّ أيّ دولةٍ لا يمكن أن تقوم أركانها إلا بالجند من الجيوش والشُّرَط.
ولا شكّ أنّ أيّ جماعةٍ جادّةٍ تسعى لتغيير هذا الواقع والإطاحة بهذه الأنظمة، لابدّ وأن تصطدم بتلك الجيوش والشرط، وأن يقع الاشتباك والقتال معها.
وقد عُلم أنّ أيّ جماعةٍ تنشد التّغيير دون إزالة هذه الجيوش وقتالها والعمل على تفكيكها هي جماعةٌ فاشلةٌ تصادم السّنن الكونيّة والشّرعيّة، بل وتكذب على الأمّة وتضلّلها.
ومن هذا المنطلق نازع مجاهدو الدّولة الإسلاميّة هذه الحكومات والأنظمة الطّاغوتية بالسّيف، وقاتلوا هذه الجيوش، وقتلوا أفرادها ومنتسبيها دون تفريق بينهم في العراق والشّام ومصر وتونس وليبيا والجزائر وخراسان وجزيرة العرب واليمن وغرب إفريقية وغيرها، فما شرعيّة جهاد هذه الجيوش والشّرط وقتل منتسبيها؟
• أولًا: كلّ حكومةٍ تحكم بغير ما أنزل الله فهي حكومةٌ كافرةٌ.
قال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: ٤٤]، وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥]، وقال تعالى: {وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} [الكهف: ٢٦].
قال الإمام المفسّر ابن كثير: (مَنْ ترك الشّرع المُحكَم المُنزل على محمدٍ خاتم الأنبياء عليه الصّلاة والسّلام وتحاكم إلى غيره من الشّرائع المنسوخة كَفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه؟ ومن فعل ذلك كفرَ بإجماع المسلمين) [البداية والنّهاية]، والياسق هو كتاب التّتار الذي كانوا يحكمون به.
• ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم تكفير جنودها.
إنّ تكفير الأنظمة الطّاغوتية يستلزم تكفيرَ جيوشها وعساكرها وشرطتها؛ لأن هؤلاء الجنود هم الذين يُثبّتون هذه الأنظمة الكافرة، ويُعينونها على تثبيت أحكامها الكفريّة، وهم الذين يناصرون هذه الأنظمة الكافرة على المسلمين؛ فتجد هؤلاء الجنود هم الذين يعتقلون المسلمين ويعذّبونهم في أقبية المخابرات، ويلاحقونهم ويتجسّسون عليهم ويرفعون التّقارير فيهم، وهم من يقودون الدّبابات والمدرّعات في الحملات الغاشمة لقتال المجاهدين وترويع الآمنين، وهم من يقصف المدن بالطيران والمدفعيّة ويهدم البيوت ويهجّر أهلها، فهم حرّاس المحاكم الوضعيّة، وبنوك الرّبا، وسفارات الصليبيّين وهم من يعملون على نشر الكفر وحمايته.
وبالتّالي فإن جيوش هذه الأنظمة والحكومات والعساكر من الشّرط والمخابرات والجواسيس ونحوهم كفّارٌ مرتدّون، والأدلّة على تكفيرهم كثيرةٌ منها قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦] فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على أنّ مَن قاتل دون نظامٍ كافرٍ أو أعدّ نفسه لذلك فقد قاتل في سبيل الطّاغوت؛ وبالتّالي فهو كافرٌ مرتدٌّ، لأنّ الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، فسمّاهم الله الذين كفروا.
• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة