قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة • ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم ...
قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة
• ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم تكفير جنودها.
إنّ تكفير الأنظمة الطّاغوتية يستلزم تكفيرَ جيوشها وعساكرها وشرطتها؛ لأن هؤلاء الجنود هم الذين يُثبّتون هذه الأنظمة الكافرة، ويُعينونها على تثبيت أحكامها الكفريّة، وهم الذين يناصرون هذه الأنظمة الكافرة على المسلمين؛ فتجد هؤلاء الجنود هم الذين يعتقلون المسلمين ويعذّبونهم في أقبية المخابرات، ويلاحقونهم ويتجسّسون عليهم ويرفعون التّقارير فيهم، وهم من يقودون الدّبابات والمدرّعات في الحملات الغاشمة لقتال المجاهدين وترويع الآمنين، وهم من يقصف المدن بالطيران والمدفعيّة ويهدم البيوت ويهجّر أهلها، فهم حرّاس المحاكم الوضعيّة، وبنوك الرّبا، وسفارات الصليبيّين وهم من يعملون على نشر الكفر وحمايته.
وبالتّالي فإن جيوش هذه الأنظمة والحكومات والعساكر من الشّرط والمخابرات والجواسيس ونحوهم كفّارٌ مرتدّون، والأدلّة على تكفيرهم كثيرةٌ منها قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦] فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على أنّ مَن قاتل دون نظامٍ كافرٍ أو أعدّ نفسه لذلك فقد قاتل في سبيل الطّاغوت؛ وبالتّالي فهو كافرٌ مرتدٌّ، لأنّ الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، فسمّاهم الله الذين كفروا.
وكذا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: ٥١]، قال ابن حزمٍ رحمه الله: (صحَّ أنّ قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، إنّما هو على ظاهره بأنّه كافرٌ من جملة الكفّار، وهذا حقٌ لا يختلف فيه اثنان من المسلمين)، وقال أيضا: (فإنْ كان هناك محارِباً للمسلمين مُعيناً للكفّار بخدمةٍ، أو كتابةٍ فهو كافرٌ) [المحلّى]، فانظرْ وتأمَّلْ كيف عدَّ إعانة الكافر على المسلم بمجرد الكتابة كفراً مخرجاً عن الملّة؟!
وكذا قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: ٨]، وقوله سبحانه: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [القصص: ٤٠] فـالله سبحانه قد سوَّى في الحكم بين فرعون وبين جنوده، وأشركهم في العقاب.
ولذا فجنود هذه الأنظمة كفّارٌ مرتدّون وإنْ كانوا جهّالاً، فالصّحابة لمّا قاتلوا طوائف الرّدّة، قاتلوهم دون تفريقٍ بين جاهلٍ وغير جاهلٍ واستحلّوا دماءهم وغنموا أموالهم، واشترط أبو بكرٍ الصّديق على من تاب منهم أن يشهدوا على قتلاهم بالنّار.
بل إنّ جهل هؤلاء العساكر هو جهل إعراضٍ عن دين الله؛ فهم يرون الكفر والظّلم جهاراً نهاراً ثمّ لا يحرّكون ساكناً ولا يتخلّون عن شركهم ولا يفارقون صفّ الكافرين.
قال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ} [الأنفال: ٢٢-٢٣].
• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة
• ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم تكفير جنودها.
إنّ تكفير الأنظمة الطّاغوتية يستلزم تكفيرَ جيوشها وعساكرها وشرطتها؛ لأن هؤلاء الجنود هم الذين يُثبّتون هذه الأنظمة الكافرة، ويُعينونها على تثبيت أحكامها الكفريّة، وهم الذين يناصرون هذه الأنظمة الكافرة على المسلمين؛ فتجد هؤلاء الجنود هم الذين يعتقلون المسلمين ويعذّبونهم في أقبية المخابرات، ويلاحقونهم ويتجسّسون عليهم ويرفعون التّقارير فيهم، وهم من يقودون الدّبابات والمدرّعات في الحملات الغاشمة لقتال المجاهدين وترويع الآمنين، وهم من يقصف المدن بالطيران والمدفعيّة ويهدم البيوت ويهجّر أهلها، فهم حرّاس المحاكم الوضعيّة، وبنوك الرّبا، وسفارات الصليبيّين وهم من يعملون على نشر الكفر وحمايته.
وبالتّالي فإن جيوش هذه الأنظمة والحكومات والعساكر من الشّرط والمخابرات والجواسيس ونحوهم كفّارٌ مرتدّون، والأدلّة على تكفيرهم كثيرةٌ منها قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦] فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على أنّ مَن قاتل دون نظامٍ كافرٍ أو أعدّ نفسه لذلك فقد قاتل في سبيل الطّاغوت؛ وبالتّالي فهو كافرٌ مرتدٌّ، لأنّ الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، فسمّاهم الله الذين كفروا.
وكذا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: ٥١]، قال ابن حزمٍ رحمه الله: (صحَّ أنّ قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، إنّما هو على ظاهره بأنّه كافرٌ من جملة الكفّار، وهذا حقٌ لا يختلف فيه اثنان من المسلمين)، وقال أيضا: (فإنْ كان هناك محارِباً للمسلمين مُعيناً للكفّار بخدمةٍ، أو كتابةٍ فهو كافرٌ) [المحلّى]، فانظرْ وتأمَّلْ كيف عدَّ إعانة الكافر على المسلم بمجرد الكتابة كفراً مخرجاً عن الملّة؟!
وكذا قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: ٨]، وقوله سبحانه: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [القصص: ٤٠] فـالله سبحانه قد سوَّى في الحكم بين فرعون وبين جنوده، وأشركهم في العقاب.
ولذا فجنود هذه الأنظمة كفّارٌ مرتدّون وإنْ كانوا جهّالاً، فالصّحابة لمّا قاتلوا طوائف الرّدّة، قاتلوهم دون تفريقٍ بين جاهلٍ وغير جاهلٍ واستحلّوا دماءهم وغنموا أموالهم، واشترط أبو بكرٍ الصّديق على من تاب منهم أن يشهدوا على قتلاهم بالنّار.
بل إنّ جهل هؤلاء العساكر هو جهل إعراضٍ عن دين الله؛ فهم يرون الكفر والظّلم جهاراً نهاراً ثمّ لا يحرّكون ساكناً ولا يتخلّون عن شركهم ولا يفارقون صفّ الكافرين.
قال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ} [الأنفال: ٢٢-٢٣].
• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة