دماؤهم... نور ونار • في غزوة أحد، وبعد أن التف المشركون على المسلمين وأطبقوا عليهم من كل جانب، ...
منذ 2024-10-15
دماؤهم... نور ونار
• في غزوة أحد، وبعد أن التف المشركون على المسلمين وأطبقوا عليهم من كل جانب، وقُتل من المسلمين الخيرة والقادة وأولو السبق أمثال حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه، أسد الله ورسوله وعم رسول الله وأخيه من الرضاعة، ومصعب بن عمير رضي الله عنه، أول سفير في الإسلام، بلغت قلوب الصحابة الحناجر وزلزلوا، وقُتل منهم ما يفوق السبعين، إذ بها تنتشر بين صفوفهم إشاعة مقتل قائدهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فما كان من الصحابة الذين علمهم - صلوات ربي وسلامه عليه - أن القتال إنما هو لأجل دين الله لا لأجل شخصه، وأنّ الإسلام باق وإنْ مات رسول الله أو قُتل، إلا أنْ قال قائلهم أنس بن النضر، رضي الله عنه: (إنْ كان رسول الله قد مات، فقوموا وموتوا على ما مات عليه)، هذه العقيدة الراسخة التي لا تهزها رياح الشبهات، قتال في سبيل الله وإن مات القادة والأمراء، بل قتال في سبيل الله وإن قيل أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد مات.
ومن السنة الثالثة للهجرة إلى السنة الحادية عشر، ومن جبل أحد الأشم الذي ارتوت تربته بدماء آل البيت والصحابة رضوان الله عليهم، إلى حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم روحه الطاهرة لباريها، هل انكسرت شوكة المسلمين بموت قائدهم الأعظم؟ بل ما كان بعد رسول الله إلا ثبات من الصديق - رضي الله عنه - في قتال المرتدين وإرسال الجيوش لفتح بلاد فارس والشام، فهل أثّر سلبا موت رسول الله في نفوس المسلمين؟ وما هي إلا سنتان حتى مات الصديق الذي صدق الله ورسوله وصدقه الله ورسوله، فهل أثرت وفاته سلبا في حياة المسلمين، بل ما تلاها إلا عشرية عمرية عرفت بالعدل والنصر والفتح.
ومن ملحمة أحد في جزيرة العرب إلى أبي غريب، عروس حزام بغداد، وبينما الشيخ المجاهد العالم العامل أبو أنس الشامي، مسؤول اللجنة الشرعية لجماعة التوحيد والجهاد (نواة الدولة الإسلامية) وأحد رجالاتها الأفذاذ، برفقة إخوانه ليشارك في الغارات والمواجهات، كان على موعد مع زفة إلى جنة الرحمن بإذن الله، فارتقى شيخنا الفاضل، ليخضب بدمائه الطاهرة راية العقاب التي كان له وللشيخ أبي مصعب الزرقاوي - تقبله الله - فضلٌ بعد الله - عز وجل - في نسج خيوطها وبسط سلطانها في بلاد الرافدين، قتل القائد فهل انتهى المشروع؟ بل بدماء أبي أنس وإخوانه، نما المشروع وازدهر، واشتد ساقه وأزهرت أفنانه فكانت البيعة المباركة والتحم المجاهدون تحت راية الشيخ المجاهد أبي عبد الله أسامة بن لادن تقبله الله، وما هي إلا أشهر حتى ارتقى الشيخ أبو مصعب الزرقاوي - تقبله الله - لينال الشهادة التي سجن ينتظرها وهاجر بحثا عنها وقاتل طلبا لها لسنين، فهل أثّر قتل الشيخ على المشروع؟ لا، بل ما هي إلا أيام، حتى امتطى الجواد فارسان من فرسان الإسلام، أمضى عزيمة، وأقوى شكيمةً، فلله در أميرنا ووزيره، فبدأت الأسود تسطر الأيام السود على الرافضة في بغداد والجنوب، وسالت دماء الصحوات حتى أصبح لون الفراتين أحمر، وقطعت رؤوس المرتدين وأمست المفخخات إلى الجنة معبرا، وقامت دولة العراق الإسلامية، بأشلاء المجاهدين الذين وهبوا الله أرواحهم ودماءهم.
فكانت سنة الله في الجهاد، أن من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، فنال الشيخان الحسنى، وارتقيا شهيدين - كما نحسبهما - بعد معركة ضروس استمرت ساعات ضد الصليبيين والرافضة والمرتدين، فخلفهما من حمل الراية من بعدهما، ويعلي الله بنيان الدولة الإسلاميّة في عهده، ويشتدّ عودها أكثر ممّا سبق، والحمد لله من قبل ومن بعد.
قرأنا أن التاريخ يدور ويعيد نفسه، فكما كانت أيام أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أيام عقيدة وثبات تجسدت فيها معاني الولاء والبراء واليقين بموعود الله وقتال كل من يرتد عن دين الله ويمتنع عن شريعة من شرائع الله، كانت أيام أميرنا ووزيره - تقبله الله - أيام ثبات وصدق، أيام قتال المرتدين والرافضة والصحوات والممتنعين والديمقراطيين، وكما كانت أيام عمر - رضي الله عنه - أيام فتح ونصر، فقد امتازت فترة مولانا أمير المؤمنين إبراهيم بالتمدد إلى ساحة الشام المباركة، ومن ثم إعلان الخلافة والتمدد إلى جزيرة العرب واليمن وسيناء وليبيا والجزائر وخراسان والقوقاز وغيرها ولا زالت - بفضل الله - باقية وتمتد، لن يؤثر فيها ارتقاء قائد ولا استشهاد أمير.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 14
السنة السابعة - الثلاثاء 8 ربيع الآخر 1437 هـ
مقال:
دماؤهم... نور ونار
• في غزوة أحد، وبعد أن التف المشركون على المسلمين وأطبقوا عليهم من كل جانب، وقُتل من المسلمين الخيرة والقادة وأولو السبق أمثال حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه، أسد الله ورسوله وعم رسول الله وأخيه من الرضاعة، ومصعب بن عمير رضي الله عنه، أول سفير في الإسلام، بلغت قلوب الصحابة الحناجر وزلزلوا، وقُتل منهم ما يفوق السبعين، إذ بها تنتشر بين صفوفهم إشاعة مقتل قائدهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فما كان من الصحابة الذين علمهم - صلوات ربي وسلامه عليه - أن القتال إنما هو لأجل دين الله لا لأجل شخصه، وأنّ الإسلام باق وإنْ مات رسول الله أو قُتل، إلا أنْ قال قائلهم أنس بن النضر، رضي الله عنه: (إنْ كان رسول الله قد مات، فقوموا وموتوا على ما مات عليه)، هذه العقيدة الراسخة التي لا تهزها رياح الشبهات، قتال في سبيل الله وإن مات القادة والأمراء، بل قتال في سبيل الله وإن قيل أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد مات.
ومن السنة الثالثة للهجرة إلى السنة الحادية عشر، ومن جبل أحد الأشم الذي ارتوت تربته بدماء آل البيت والصحابة رضوان الله عليهم، إلى حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم روحه الطاهرة لباريها، هل انكسرت شوكة المسلمين بموت قائدهم الأعظم؟ بل ما كان بعد رسول الله إلا ثبات من الصديق - رضي الله عنه - في قتال المرتدين وإرسال الجيوش لفتح بلاد فارس والشام، فهل أثّر سلبا موت رسول الله في نفوس المسلمين؟ وما هي إلا سنتان حتى مات الصديق الذي صدق الله ورسوله وصدقه الله ورسوله، فهل أثرت وفاته سلبا في حياة المسلمين، بل ما تلاها إلا عشرية عمرية عرفت بالعدل والنصر والفتح.
ومن ملحمة أحد في جزيرة العرب إلى أبي غريب، عروس حزام بغداد، وبينما الشيخ المجاهد العالم العامل أبو أنس الشامي، مسؤول اللجنة الشرعية لجماعة التوحيد والجهاد (نواة الدولة الإسلامية) وأحد رجالاتها الأفذاذ، برفقة إخوانه ليشارك في الغارات والمواجهات، كان على موعد مع زفة إلى جنة الرحمن بإذن الله، فارتقى شيخنا الفاضل، ليخضب بدمائه الطاهرة راية العقاب التي كان له وللشيخ أبي مصعب الزرقاوي - تقبله الله - فضلٌ بعد الله - عز وجل - في نسج خيوطها وبسط سلطانها في بلاد الرافدين، قتل القائد فهل انتهى المشروع؟ بل بدماء أبي أنس وإخوانه، نما المشروع وازدهر، واشتد ساقه وأزهرت أفنانه فكانت البيعة المباركة والتحم المجاهدون تحت راية الشيخ المجاهد أبي عبد الله أسامة بن لادن تقبله الله، وما هي إلا أشهر حتى ارتقى الشيخ أبو مصعب الزرقاوي - تقبله الله - لينال الشهادة التي سجن ينتظرها وهاجر بحثا عنها وقاتل طلبا لها لسنين، فهل أثّر قتل الشيخ على المشروع؟ لا، بل ما هي إلا أيام، حتى امتطى الجواد فارسان من فرسان الإسلام، أمضى عزيمة، وأقوى شكيمةً، فلله در أميرنا ووزيره، فبدأت الأسود تسطر الأيام السود على الرافضة في بغداد والجنوب، وسالت دماء الصحوات حتى أصبح لون الفراتين أحمر، وقطعت رؤوس المرتدين وأمست المفخخات إلى الجنة معبرا، وقامت دولة العراق الإسلامية، بأشلاء المجاهدين الذين وهبوا الله أرواحهم ودماءهم.
فكانت سنة الله في الجهاد، أن من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، فنال الشيخان الحسنى، وارتقيا شهيدين - كما نحسبهما - بعد معركة ضروس استمرت ساعات ضد الصليبيين والرافضة والمرتدين، فخلفهما من حمل الراية من بعدهما، ويعلي الله بنيان الدولة الإسلاميّة في عهده، ويشتدّ عودها أكثر ممّا سبق، والحمد لله من قبل ومن بعد.
قرأنا أن التاريخ يدور ويعيد نفسه، فكما كانت أيام أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أيام عقيدة وثبات تجسدت فيها معاني الولاء والبراء واليقين بموعود الله وقتال كل من يرتد عن دين الله ويمتنع عن شريعة من شرائع الله، كانت أيام أميرنا ووزيره - تقبله الله - أيام ثبات وصدق، أيام قتال المرتدين والرافضة والصحوات والممتنعين والديمقراطيين، وكما كانت أيام عمر - رضي الله عنه - أيام فتح ونصر، فقد امتازت فترة مولانا أمير المؤمنين إبراهيم بالتمدد إلى ساحة الشام المباركة، ومن ثم إعلان الخلافة والتمدد إلى جزيرة العرب واليمن وسيناء وليبيا والجزائر وخراسان والقوقاز وغيرها ولا زالت - بفضل الله - باقية وتمتد، لن يؤثر فيها ارتقاء قائد ولا استشهاد أمير.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 14
السنة السابعة - الثلاثاء 8 ربيع الآخر 1437 هـ
مقال:
دماؤهم... نور ونار