معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام • ويمكننا تلخيص أهمّ البدع ...
منذ 2024-11-01
معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
• ويمكننا تلخيص أهمّ البدع التي استحدثها أمراء الفصائل والفرق في الشّام، والتي أثبتت فشلها كلّها، وتبيّن للنّاس أنّها لم تكن سوى ألاعيب يخدع بها بعضهم بعضاً، أو هي طرقٌ لتحصيل الدّعم من الخارج، أو لفرض الهيمنة والوصاية على الدّاخل، بما يلي:
1- المجالس العسكريّة للجيش الحرّ:
في ظل التّكاثر اللّامحدود للكتائب المسلّحة التي أعلنت انتماءها للكيان غير الموجود في ساحة الواقع والمسمّى "الجيش الحرّ" (الذي أنشئ في شعبان ١٤٣٢ ه)، وتزايد حالات الانشقاق من جيش النّظام النّصيريّ، وخروج ضبّاطٍ من رتبٍ عاليةٍ إلى خارج البلاد، وتأسيسهم كيانات قياديّة أعلى من الكيان الذي شكّله (العقيد رياض الأسعد)، من قبيل "المجلس العسكريّ الثّوريّ الأعلى" (في ربيع الأول 1433 ه) بقيادة (العميد مصطفى الشّيخ) و"القيادة العسكريّة العليا المشتركة" (في شوال 1433 ه) التي باتت فيما بعد تمثّل وزارة الدّفاع في "الحكومة المؤقّتة" التي شكّلها "الائتلاف"، وبالتّالي محاولة كلٍّ من هذه الكيانات الجديدة فرض سيطرتها على العمل المسلّح في الشّام - ومن ورائها طبعاً الدّول العربيّة والغربيّة الدّاعمة لها - عن طريق ربط كلِّ الكتائب والفصائل المقاتلة في مجالس عسكريّةٍ مناطقيّةٍ وإقليميّةٍ، بحيث يكون على رأس كلِّ مجلسٍ منها ضابطٌ منشقٌّ من جيش النّظام حصراً، وذلك مقابل أن تحصل الكتائب والفصائل بناءً على أحجامها وحجم نشاطها على الدّعم والتّمويل والتّسليح والتّذخير من تلك المجالس.
فكانت حقيقتها أطرافاً يخدع بعضها بعضاً، فالضّبّاط المشرفون على توزيع السّلاح والذّخيرة بكافّة مستوياتهم كانوا بالغالب فاسدين، حيث أنّهم انشقّوا حديثاً من جيش النّظام النّصيريّ، المعروف بفساد ضبّاطه فضلاً عن رِدّتهم، فكان هؤلاء الضّباط يبيعون السّلاح للكتائب التي تدفع رشىً أكبر لهم بغضّ النّظر عن حقيقة وجودها على الأرض وحجمها وطبيعة نشاطها، وبالمثل كانت أكثر الكتائب المنضمّة إلى هذه المجالس عبارةً عن تجمّعاتٍ شكليّةٍ ليس لها أيُّ تأثير أو نشاطٍ على الأرض، التي عُرفت بالاقتصار على تصوير بعض التّمثيليّات لمعارك مفتعلة، وإطلاقات الهاون التي لا يُعرف أين حدثت، وبناءً على هذا التّصوير تحصل على الدّعم والتّمويل.
ولكن رغم حقيقة هذا الوجود الشّكليّ لهذه المجالس، فإنّ الكتائب التي انضمّت إليها قد أوقعت نفسها في الرّدّة، بانضمامها إلى كيانات تعلن تأييدها لقوى طاغوتيّة مثل"المجلس الوطنيّ" و"الائتلاف الوطنيّ"، وكذلك إعلانها الموافقة على تبنّي الدّيموقراطيّة والعلمانيّة بعد إسقاط النّظام النّصيريّ.
ومع انخفاض وتيرة الدّعم العسكريّ المقدّم لهذه المجالس العسكريّة، وبظهور تجمّعاتٍ عسكريّةٍ تمثّل قوى لها وجودٌ قويّ على الأرض، وتحت تأثير حرب الدّولة الإسلاميّة عليها وبيانها لكفر تلك المجالس وردّتها، فقد اختفت المجالس العسكريّة تقريباً من السّاحة، بل واختفت أسماء أغلب الكتائب التي كانت منضوية تحتها.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
• ويمكننا تلخيص أهمّ البدع التي استحدثها أمراء الفصائل والفرق في الشّام، والتي أثبتت فشلها كلّها، وتبيّن للنّاس أنّها لم تكن سوى ألاعيب يخدع بها بعضهم بعضاً، أو هي طرقٌ لتحصيل الدّعم من الخارج، أو لفرض الهيمنة والوصاية على الدّاخل، بما يلي:
1- المجالس العسكريّة للجيش الحرّ:
في ظل التّكاثر اللّامحدود للكتائب المسلّحة التي أعلنت انتماءها للكيان غير الموجود في ساحة الواقع والمسمّى "الجيش الحرّ" (الذي أنشئ في شعبان ١٤٣٢ ه)، وتزايد حالات الانشقاق من جيش النّظام النّصيريّ، وخروج ضبّاطٍ من رتبٍ عاليةٍ إلى خارج البلاد، وتأسيسهم كيانات قياديّة أعلى من الكيان الذي شكّله (العقيد رياض الأسعد)، من قبيل "المجلس العسكريّ الثّوريّ الأعلى" (في ربيع الأول 1433 ه) بقيادة (العميد مصطفى الشّيخ) و"القيادة العسكريّة العليا المشتركة" (في شوال 1433 ه) التي باتت فيما بعد تمثّل وزارة الدّفاع في "الحكومة المؤقّتة" التي شكّلها "الائتلاف"، وبالتّالي محاولة كلٍّ من هذه الكيانات الجديدة فرض سيطرتها على العمل المسلّح في الشّام - ومن ورائها طبعاً الدّول العربيّة والغربيّة الدّاعمة لها - عن طريق ربط كلِّ الكتائب والفصائل المقاتلة في مجالس عسكريّةٍ مناطقيّةٍ وإقليميّةٍ، بحيث يكون على رأس كلِّ مجلسٍ منها ضابطٌ منشقٌّ من جيش النّظام حصراً، وذلك مقابل أن تحصل الكتائب والفصائل بناءً على أحجامها وحجم نشاطها على الدّعم والتّمويل والتّسليح والتّذخير من تلك المجالس.
فكانت حقيقتها أطرافاً يخدع بعضها بعضاً، فالضّبّاط المشرفون على توزيع السّلاح والذّخيرة بكافّة مستوياتهم كانوا بالغالب فاسدين، حيث أنّهم انشقّوا حديثاً من جيش النّظام النّصيريّ، المعروف بفساد ضبّاطه فضلاً عن رِدّتهم، فكان هؤلاء الضّباط يبيعون السّلاح للكتائب التي تدفع رشىً أكبر لهم بغضّ النّظر عن حقيقة وجودها على الأرض وحجمها وطبيعة نشاطها، وبالمثل كانت أكثر الكتائب المنضمّة إلى هذه المجالس عبارةً عن تجمّعاتٍ شكليّةٍ ليس لها أيُّ تأثير أو نشاطٍ على الأرض، التي عُرفت بالاقتصار على تصوير بعض التّمثيليّات لمعارك مفتعلة، وإطلاقات الهاون التي لا يُعرف أين حدثت، وبناءً على هذا التّصوير تحصل على الدّعم والتّمويل.
ولكن رغم حقيقة هذا الوجود الشّكليّ لهذه المجالس، فإنّ الكتائب التي انضمّت إليها قد أوقعت نفسها في الرّدّة، بانضمامها إلى كيانات تعلن تأييدها لقوى طاغوتيّة مثل"المجلس الوطنيّ" و"الائتلاف الوطنيّ"، وكذلك إعلانها الموافقة على تبنّي الدّيموقراطيّة والعلمانيّة بعد إسقاط النّظام النّصيريّ.
ومع انخفاض وتيرة الدّعم العسكريّ المقدّم لهذه المجالس العسكريّة، وبظهور تجمّعاتٍ عسكريّةٍ تمثّل قوى لها وجودٌ قويّ على الأرض، وتحت تأثير حرب الدّولة الإسلاميّة عليها وبيانها لكفر تلك المجالس وردّتها، فقد اختفت المجالس العسكريّة تقريباً من السّاحة، بل واختفت أسماء أغلب الكتائب التي كانت منضوية تحتها.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام