رياح الصليبيين ورايات الطواغيت • كما في كل مرة يأخذ الأغرار من قادة الصحوات في الشام وأنصارهم كل ...
منذ 2024-11-09
رياح الصليبيين ورايات الطواغيت
• كما في كل مرة يأخذ الأغرار من قادة الصحوات في الشام وأنصارهم كل كلام يخرج من أفواه الطواغيت على أنه قرار نافذ، وكلمة عهد لا يمكن التراجع عنها، متناسين عدد المرات التي خابت ظنونهم بوعود طواغيت جزيرة العرب، أو بالخطوط الحمر لكل من أردوغان وأوباما، أو لاءات فرنسا وأشباهها، دون أن يتعلموا الدروس، أو تؤدّبهم التجارب، فإذا بهم يخرجون من حفرة ليقعوا في حفرة أغور وأخطر، حتى يأتي اليوم الذي تدق فيه -بإذن الله- رقابهم فيُستراح من سفاهتهم وإجرامهم وكفرهم.
فرغم الصدمة الكبيرة التي تلقتها الصحوات بتمكن الجيش النصيري وحلفائه من عزلهم في الريف الشمالي، وتقدم مرتدي الـ PKK إلى مناطقهم، في ظل خذلان واضح لهم من أسيادهم العاملين في إطار التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية، عاد قادة الصحوات ليستبشروا خيرا بالتصريحات الأخيرة لطواغيت جزيرة العرب وتركيا، عن تدخل عسكري وشيك في ساحة الشام، ليمنّوا أنفسهم وجنودهم وأنصارهم، أن هذا التدخل سيكون لصدّ الهجمة النصيرية، ولِلَجم إيران وروسيا، متناسين أن هؤلاء الطواغيت لا يمكن لهم أن يتحركوا خارج السياسة الأمريكية، أو خارج إطار أي مشروع لا يحقق أهداف الصليبيين في المنطقة.
فالتصريح الذي أطلقه الطواغيت من آل سلول عن تدخل بري في ساحة الشام، جاء استجابة لطلب أمريكي تم التصريح به عقب مباحثات الدول الكبرى في التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية في اجتماع بروكسل، وجاء الطلب أو الأمر الأمريكي بإعلانهم الحاجة إلى قوة عسكرية بريّة من الدول التي تدعي الإسلام، لتقوم بتنفيذ مهام التحالف الصليبي على الأرض، في ظل عدم توفر قوة بريّة مؤهلة بالشكل الكافي لقتال الدولة الإسلامية، وهذه القوة النظامية ستكون النواة لتجميع مقاتلي الصحوات حولها، لتشكيل قوة كبيرة من هؤلاء المرتدين لقتال جيش الخلافة، فمعركة جيوش الطواغيت -إن حدثت- في الشام إنما ستكون ضد الدولة الإسلامية فحسب، وبالتالي فإن استبشار قادة الصحوات بأنباء هذا التدخل ربما يكون مردّه إلى ما سيجرّه عليهم من أموال وإعانات، لا إلى كونه وسيلة للوقوف في وجه النظام النصيري وحلفائه كما يمنّون أنصارهم.
وهذا التدخل -إن حدث- فلن يقدّم الكثير لأعداء الدولة الإسلامية من صليبيين، وطواغيت مرتدين، وعملائهم من الصحوات، ولن يزيد دوره على إحداث المزيد من التشابك والتعقيد في ساحتي الشام والعراق، شبيه بالتعقيد الذي أحدثه التدخل الروسي لصالح النظام النصيري، وبالتالي فإن رؤية الدولة الإسلامية لهذا التدخل لن تختلف عن رؤيتها تجاه التدخل الأمريكي لصالح الروافض ومرتدي الأحزاب الكردية، أو الروسي لصالح النصيريين، فهي تستمر في قتالها لكل المشركين والمرتدين، مهما تغيرت ألوانهم وأوطانهم وألسنتهم، منطلقين من أمر الله تعالى (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً)، كما أنها تركّز على قتال العدو الأقرب إليها بناء على أمره تعالى (قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكُفَّارِ)، وهذه الرؤية المستندة إلى المنهج النبوي، الخاضع للأمر القرآني الرباني، لا يشوش عليها تصريح أو خبر، ولا يحرف وجهة القتال المبني على أساسها تدخل من أي طرف كان مهما بلغت قوته، فهي تقاتل المرتدين من الروافض والعلمانيين والنصيريين والصحوات، ولن يعجزها بإذن الله أن يضاف إليهم جنود الطواغيت الذين تقاتلهم في ساحات أخرى، بينما نجد أن قرارات الحرب والسلم عند كل أعداء الدولة الإسلامية تخضع لموازين القوى التي يتم احتسابها بناء على عدد الحلفاء وحجم قوة الأعداء، ولذلك نشاهد حجم التذبذب في القرارات، والاضطراب في السياسات والتوجهات، بين فترة وأخرى، فهي أشبه بالرايات الخفيفة الوزن التي تحركها الرياح وتوجهها كيفما اتجهت، حتى أن المراقب يحير في معرفة اتجاه البوصلة التي يسير عليها هذا الطرف أو ذاك، وهذا الصراع بين الرؤية الثابتة المستقرة للدولة الإسلامية، والرؤى المتذبذبة المضطربة لأعدائها، هو من الأسباب الكونية لتحقيق النصر عليهم بإذن الله.
فالثبات على عقيدة التوحيد، واتباع السنة دليلا ومنهجا للوصول إلى النصر، هو السبيل لتحقيق التمكين في الأرض وإقامة الدين كاملا كما أنزله الله عز وجل، ولن تضر المؤمنين تحزبات المشركين وحشودهم ومؤامراتهم، أكثر مما أضرت بجيش النبي -عليه الصلاة والسلام- في غزوة الأحزاب، والعاقبة للمتقين.
• صحيفة النبأ – العدد 18
السنة السابعة - الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1437 هـ
المقال الافتتاحي:
رياح الصليبيين ورايات الطواغيت
• كما في كل مرة يأخذ الأغرار من قادة الصحوات في الشام وأنصارهم كل كلام يخرج من أفواه الطواغيت على أنه قرار نافذ، وكلمة عهد لا يمكن التراجع عنها، متناسين عدد المرات التي خابت ظنونهم بوعود طواغيت جزيرة العرب، أو بالخطوط الحمر لكل من أردوغان وأوباما، أو لاءات فرنسا وأشباهها، دون أن يتعلموا الدروس، أو تؤدّبهم التجارب، فإذا بهم يخرجون من حفرة ليقعوا في حفرة أغور وأخطر، حتى يأتي اليوم الذي تدق فيه -بإذن الله- رقابهم فيُستراح من سفاهتهم وإجرامهم وكفرهم.
فرغم الصدمة الكبيرة التي تلقتها الصحوات بتمكن الجيش النصيري وحلفائه من عزلهم في الريف الشمالي، وتقدم مرتدي الـ PKK إلى مناطقهم، في ظل خذلان واضح لهم من أسيادهم العاملين في إطار التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية، عاد قادة الصحوات ليستبشروا خيرا بالتصريحات الأخيرة لطواغيت جزيرة العرب وتركيا، عن تدخل عسكري وشيك في ساحة الشام، ليمنّوا أنفسهم وجنودهم وأنصارهم، أن هذا التدخل سيكون لصدّ الهجمة النصيرية، ولِلَجم إيران وروسيا، متناسين أن هؤلاء الطواغيت لا يمكن لهم أن يتحركوا خارج السياسة الأمريكية، أو خارج إطار أي مشروع لا يحقق أهداف الصليبيين في المنطقة.
فالتصريح الذي أطلقه الطواغيت من آل سلول عن تدخل بري في ساحة الشام، جاء استجابة لطلب أمريكي تم التصريح به عقب مباحثات الدول الكبرى في التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية في اجتماع بروكسل، وجاء الطلب أو الأمر الأمريكي بإعلانهم الحاجة إلى قوة عسكرية بريّة من الدول التي تدعي الإسلام، لتقوم بتنفيذ مهام التحالف الصليبي على الأرض، في ظل عدم توفر قوة بريّة مؤهلة بالشكل الكافي لقتال الدولة الإسلامية، وهذه القوة النظامية ستكون النواة لتجميع مقاتلي الصحوات حولها، لتشكيل قوة كبيرة من هؤلاء المرتدين لقتال جيش الخلافة، فمعركة جيوش الطواغيت -إن حدثت- في الشام إنما ستكون ضد الدولة الإسلامية فحسب، وبالتالي فإن استبشار قادة الصحوات بأنباء هذا التدخل ربما يكون مردّه إلى ما سيجرّه عليهم من أموال وإعانات، لا إلى كونه وسيلة للوقوف في وجه النظام النصيري وحلفائه كما يمنّون أنصارهم.
وهذا التدخل -إن حدث- فلن يقدّم الكثير لأعداء الدولة الإسلامية من صليبيين، وطواغيت مرتدين، وعملائهم من الصحوات، ولن يزيد دوره على إحداث المزيد من التشابك والتعقيد في ساحتي الشام والعراق، شبيه بالتعقيد الذي أحدثه التدخل الروسي لصالح النظام النصيري، وبالتالي فإن رؤية الدولة الإسلامية لهذا التدخل لن تختلف عن رؤيتها تجاه التدخل الأمريكي لصالح الروافض ومرتدي الأحزاب الكردية، أو الروسي لصالح النصيريين، فهي تستمر في قتالها لكل المشركين والمرتدين، مهما تغيرت ألوانهم وأوطانهم وألسنتهم، منطلقين من أمر الله تعالى (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً)، كما أنها تركّز على قتال العدو الأقرب إليها بناء على أمره تعالى (قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكُفَّارِ)، وهذه الرؤية المستندة إلى المنهج النبوي، الخاضع للأمر القرآني الرباني، لا يشوش عليها تصريح أو خبر، ولا يحرف وجهة القتال المبني على أساسها تدخل من أي طرف كان مهما بلغت قوته، فهي تقاتل المرتدين من الروافض والعلمانيين والنصيريين والصحوات، ولن يعجزها بإذن الله أن يضاف إليهم جنود الطواغيت الذين تقاتلهم في ساحات أخرى، بينما نجد أن قرارات الحرب والسلم عند كل أعداء الدولة الإسلامية تخضع لموازين القوى التي يتم احتسابها بناء على عدد الحلفاء وحجم قوة الأعداء، ولذلك نشاهد حجم التذبذب في القرارات، والاضطراب في السياسات والتوجهات، بين فترة وأخرى، فهي أشبه بالرايات الخفيفة الوزن التي تحركها الرياح وتوجهها كيفما اتجهت، حتى أن المراقب يحير في معرفة اتجاه البوصلة التي يسير عليها هذا الطرف أو ذاك، وهذا الصراع بين الرؤية الثابتة المستقرة للدولة الإسلامية، والرؤى المتذبذبة المضطربة لأعدائها، هو من الأسباب الكونية لتحقيق النصر عليهم بإذن الله.
فالثبات على عقيدة التوحيد، واتباع السنة دليلا ومنهجا للوصول إلى النصر، هو السبيل لتحقيق التمكين في الأرض وإقامة الدين كاملا كما أنزله الله عز وجل، ولن تضر المؤمنين تحزبات المشركين وحشودهم ومؤامراتهم، أكثر مما أضرت بجيش النبي -عليه الصلاة والسلام- في غزوة الأحزاب، والعاقبة للمتقين.
• صحيفة النبأ – العدد 18
السنة السابعة - الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1437 هـ
المقال الافتتاحي:
رياح الصليبيين ورايات الطواغيت