دروس العراق والشام في الولايات الليبية وخراسان • بعد انطلاق الجهاد في الشام حاول بعض المنحرفين ...
منذ 2024-11-15
دروس العراق والشام في الولايات الليبية وخراسان
• بعد انطلاق الجهاد في الشام حاول بعض المنحرفين أن يسوّقوا انحرافاتهم تحت عنوان مخادع هو «عدم تكرار أخطاء العراق»، زاعمين أن إعلان الدولة الإسلامية كان فيه خطأ كبير، وأن الشام تختلف في واقعها عن العراق، وبالتالي لا يمكن أن تتكرر فيها الأحداث التي جرت في العراق، من صحوات وانحرافات وما شابه.
ثم مرت السنون لتثبت أن الدولة الإسلامية لم تخطئ بإعلانها في العراق أولا، ثم امتدادها إلى الشام ثانيا، فهي بذلك قد أقامت الواجب الشرعي، وحفظت الجهاد من أن يقطف ثمرته الانتهازيون من مشركي الديموقراطية، ومرتدي الفصائل العميلة، وأن ما جرى في العراق من أحداث تكرر في الشام، وإن كان ثمة اختلاف بسيط في المظهر تفرضه طبائع المعركتين.
فقد كان من ثمرات دروس العراق، التي كلفت الدولة الإسلامية سنوات من القتال مع الصحوات والرافضة، أن تمكنت -بفضل الله- من حسم معركة صحوات الشام خلال شهور قليلة، وهيأت نفسها فورا لاستقبال الحملة الصليبية التي كان قدومها مؤكدا بعد فشل الصحوات، ومع إعلان الخلافة وامتداد الدولة الإسلامية إلى مشارق الأرض ومغاربها، كان لابد أن يضع جنودها دروس العراق والشام نصب أعينهم وهم ينطلقون في جهادهم لأعداء الله، فيجعلون التوحيد أصلا لكل أعمالهم، وجهاد الكفار والمنافقين منهجا لحياتهم، وتحكيم شرع الله في أرضه غاية عظمى لا يمكن التنازل عنها في حال من الأحوال، فَوَقاهم الله بذلك مسايرة الفصائل في انحرافاتها، والوقوع ضحية لغدر الكفار والمرتدين ما تمسكوا بهذه الثوابت، كما أن الصليبيين الذين يديرون المعركة ضد الدولة الإسلامية ينقلون تجاربهم من ساحة إلى أخرى في حربهم عليها.
فبعد الخسائر الكبيرة التي دفعوها ثمنا لتدخلهم المباشر في العراق، ونجاح مشروع الصحوات في إضعاف دولة العراق الإسلامية، حاولوا تكرار التجربة في الشام، لكن الدولة الإسلامية نجحت في العراق والشام -بفضل الله- في إفشال مشروع الصحوات باكرا بما امتلكته من خبرات وبما تعلمته من عِبَر في العراق، وبعدما حققت لهم تجربة الدعم الجوي للمرتدين العاملين على الأرض من الرافضة وعلمانيي الكرد بعض النجاح في الحرب على الدولة الإسلامية في ولايات العراق والشام، انطلقوا يعملون على تعميم التجربة في ساحات أخرى للقتال ضدها.
فأعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها خطة حربهم على جنود الخلافة في ولاية خراسان، بتقديم الدعم المادي والغطاء الجوي لمرتدي الجيش الأفغاني، وسارعوا إلى إطلاق مشروع مشابه في الولايات الليبية، وذلك بسبب تمكن الدولة الإسلامية هناك -بفضل الله- من تجاوز مرحلة الصحوات، فأعلن الطاغوت (خليفة حفتر) قرين الهالك القذافي، عن حملة عسكرية كبيرة ضد جنود الدولة الإسلامية في الولايات الليبية، وذلك بدعم مباشر من الصليبيين في أمريكا وأوروبا، وتمويل من طواغيت الدول العربية، وبمشاركة كبيرة لكتائب من جيش الهالك القذافي الذي أعيد بناؤه لمثل هذه المهمة.
إن تورط الولايات المتحدة وحلفائها من الصليبيين والطواغيت في ساحة قتال جديدة ضد الدولة الإسلامية، سيؤدي -بإذن الله- إلى المزيد من تشتيت جهدها وقواتها، وإلى تحميلهم المزيد من الأعباء المالية، التي يحاولون قدر استطاعتهم التخفيف منها في ظل الأزمات الاقتصادية الراهنة، وفي النهاية لن يحقق لهم الاستثمار في هذه المشاريع أي عائد يذكر، وسيتحقق فيهم قول الله عز وجل: (فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ).
إن دولة الخلافة قد استفادت -بفضل الله- من دروسها وتجاربها، فعضت بالنواجذ على شرع ربها، وعلمت أن التقوى والصبر هما عماد مقاومة مكر وكيد الكافرين، وأن إقامة الدين كاملا غير منقوص هو أقوى الحصون في وجه هجماتهم وغاراتهم، وأن الدولة الإسلامية باقية ببقاء الدين الذي قامت عليه، والذي تكفّل الله -عز وجل- بحفظه، وأنه لن ينقص منها إلا بمقدار ما ينقص من هذا الدين في بنيانها.
كما علمتها التجارب السالفة أن أي مشروع معادٍ قد يؤخر مسيرة الخلافة الإسلامية قليلا ولكن لن يوقفها بإذن الله، وأن تكرار الأعداء تجاربهم يقلل من تأثيرها على هذه المسيرة، وأن الفترة اللازمة للقضاء على المشاريع المعادية تنخفض، وتكاليفه تقل كلما كانت التجربة أكثر تكرارا.
وعلى أعدائها أيضا أن يتّعظوا من تجاربهم، ويتذكروا أن الفشل الذي لازمهم في تجاربهم الماضية، لن يفارقهم -بإذن الله- في تجاربهم الباقية، والعاقبة للمتقين.
■ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 20
السنة السابعة - الثلاثاء 21 جمادى الأول 1437 هـ
المقال الافتتاحي:
دروس العراق والشام في الولايات الليبية وخراسان
• بعد انطلاق الجهاد في الشام حاول بعض المنحرفين أن يسوّقوا انحرافاتهم تحت عنوان مخادع هو «عدم تكرار أخطاء العراق»، زاعمين أن إعلان الدولة الإسلامية كان فيه خطأ كبير، وأن الشام تختلف في واقعها عن العراق، وبالتالي لا يمكن أن تتكرر فيها الأحداث التي جرت في العراق، من صحوات وانحرافات وما شابه.
ثم مرت السنون لتثبت أن الدولة الإسلامية لم تخطئ بإعلانها في العراق أولا، ثم امتدادها إلى الشام ثانيا، فهي بذلك قد أقامت الواجب الشرعي، وحفظت الجهاد من أن يقطف ثمرته الانتهازيون من مشركي الديموقراطية، ومرتدي الفصائل العميلة، وأن ما جرى في العراق من أحداث تكرر في الشام، وإن كان ثمة اختلاف بسيط في المظهر تفرضه طبائع المعركتين.
فقد كان من ثمرات دروس العراق، التي كلفت الدولة الإسلامية سنوات من القتال مع الصحوات والرافضة، أن تمكنت -بفضل الله- من حسم معركة صحوات الشام خلال شهور قليلة، وهيأت نفسها فورا لاستقبال الحملة الصليبية التي كان قدومها مؤكدا بعد فشل الصحوات، ومع إعلان الخلافة وامتداد الدولة الإسلامية إلى مشارق الأرض ومغاربها، كان لابد أن يضع جنودها دروس العراق والشام نصب أعينهم وهم ينطلقون في جهادهم لأعداء الله، فيجعلون التوحيد أصلا لكل أعمالهم، وجهاد الكفار والمنافقين منهجا لحياتهم، وتحكيم شرع الله في أرضه غاية عظمى لا يمكن التنازل عنها في حال من الأحوال، فَوَقاهم الله بذلك مسايرة الفصائل في انحرافاتها، والوقوع ضحية لغدر الكفار والمرتدين ما تمسكوا بهذه الثوابت، كما أن الصليبيين الذين يديرون المعركة ضد الدولة الإسلامية ينقلون تجاربهم من ساحة إلى أخرى في حربهم عليها.
فبعد الخسائر الكبيرة التي دفعوها ثمنا لتدخلهم المباشر في العراق، ونجاح مشروع الصحوات في إضعاف دولة العراق الإسلامية، حاولوا تكرار التجربة في الشام، لكن الدولة الإسلامية نجحت في العراق والشام -بفضل الله- في إفشال مشروع الصحوات باكرا بما امتلكته من خبرات وبما تعلمته من عِبَر في العراق، وبعدما حققت لهم تجربة الدعم الجوي للمرتدين العاملين على الأرض من الرافضة وعلمانيي الكرد بعض النجاح في الحرب على الدولة الإسلامية في ولايات العراق والشام، انطلقوا يعملون على تعميم التجربة في ساحات أخرى للقتال ضدها.
فأعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها خطة حربهم على جنود الخلافة في ولاية خراسان، بتقديم الدعم المادي والغطاء الجوي لمرتدي الجيش الأفغاني، وسارعوا إلى إطلاق مشروع مشابه في الولايات الليبية، وذلك بسبب تمكن الدولة الإسلامية هناك -بفضل الله- من تجاوز مرحلة الصحوات، فأعلن الطاغوت (خليفة حفتر) قرين الهالك القذافي، عن حملة عسكرية كبيرة ضد جنود الدولة الإسلامية في الولايات الليبية، وذلك بدعم مباشر من الصليبيين في أمريكا وأوروبا، وتمويل من طواغيت الدول العربية، وبمشاركة كبيرة لكتائب من جيش الهالك القذافي الذي أعيد بناؤه لمثل هذه المهمة.
إن تورط الولايات المتحدة وحلفائها من الصليبيين والطواغيت في ساحة قتال جديدة ضد الدولة الإسلامية، سيؤدي -بإذن الله- إلى المزيد من تشتيت جهدها وقواتها، وإلى تحميلهم المزيد من الأعباء المالية، التي يحاولون قدر استطاعتهم التخفيف منها في ظل الأزمات الاقتصادية الراهنة، وفي النهاية لن يحقق لهم الاستثمار في هذه المشاريع أي عائد يذكر، وسيتحقق فيهم قول الله عز وجل: (فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ).
إن دولة الخلافة قد استفادت -بفضل الله- من دروسها وتجاربها، فعضت بالنواجذ على شرع ربها، وعلمت أن التقوى والصبر هما عماد مقاومة مكر وكيد الكافرين، وأن إقامة الدين كاملا غير منقوص هو أقوى الحصون في وجه هجماتهم وغاراتهم، وأن الدولة الإسلامية باقية ببقاء الدين الذي قامت عليه، والذي تكفّل الله -عز وجل- بحفظه، وأنه لن ينقص منها إلا بمقدار ما ينقص من هذا الدين في بنيانها.
كما علمتها التجارب السالفة أن أي مشروع معادٍ قد يؤخر مسيرة الخلافة الإسلامية قليلا ولكن لن يوقفها بإذن الله، وأن تكرار الأعداء تجاربهم يقلل من تأثيرها على هذه المسيرة، وأن الفترة اللازمة للقضاء على المشاريع المعادية تنخفض، وتكاليفه تقل كلما كانت التجربة أكثر تكرارا.
وعلى أعدائها أيضا أن يتّعظوا من تجاربهم، ويتذكروا أن الفشل الذي لازمهم في تجاربهم الماضية، لن يفارقهم -بإذن الله- في تجاربهم الباقية، والعاقبة للمتقين.
■ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 20
السنة السابعة - الثلاثاء 21 جمادى الأول 1437 هـ
المقال الافتتاحي:
دروس العراق والشام في الولايات الليبية وخراسان