الغلول من الغنيمة من أسباب الهزيمة • أخذ الغنيمة من غير غلول حلال، لكنه ينقص الأجر: قال ...
الغلول من الغنيمة من أسباب الهزيمة
• أخذ الغنيمة من غير غلول حلال، لكنه ينقص الأجر:
قال تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 69]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أُحلّت لي الغنائم، ولم تَحِلَّ لنبي كان قبلي) [صحيح، رواه أحمد وغيره]، فالغنيمة مال طيب، لكنّ أخذها ينقص أجر المجاهد في سبيل الله، وذلك ثابت بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجّلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث، وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم) [رواه مسلم]، قال النووي: «وأما معنى الحديث: فالصواب الذي لا يجوز غيره أن الغزاة إذا سلموا أو غنموا يكون أجرهم أقل من أجر من لم يسلم أو سلم ولم يغنم، وأن الغنيمة هي في مقابلة جزء من أجر غزوهم، فإذا حصلت لهم فقد تعجّلوا ثلثي أجرهم المترتب على الغزو وتكون هذه الغنيمة من جملة الأجر، وهذا موافق للأحاديث الصحيحة المشهورة» [شرح صحيح مسلم].
الغلول من أسباب هزيمة المسلمين:
ليس الغلول سببا لهلاك الغال فحسب، وإنما هو سبب من أسباب هزيمة المسلمين أمام عدوهم أيضا! فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: «ما ظهر الغلول في قوم قط، إلا ألقي في قلوبهم الرعب» [موطأ مالك]، قال الزرقاني في شرحه للموطأ: «وذلك معاملة لهم بالنقيض، لأنهم لما أخذوا المال بغير حق خافوا، فلما خافوا دخل الرعب في قلوبهم من عدوهم، فجبنوا عن لقائهم، فظهر العدو عليهم، وذلك عامّ في من غل، ومن لم يغل ولم ينكر على الغال مع القدرة على الإنكار» اهـ.
لذا كان خليفة المسلمين أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يحذر جنوده وأمراءه من معصية الغلول خشية الهزيمة، كما فعل مع يزيد بن أبي سفيان -رضي الله عنه- الذي أمّره على جيش عظيم وأرسله لفتح الشام وشيّعه بنفسه ماشيا، وأوصاه من بين ما أوصاه قائلا: «واجتنب الغلول فإنه يقرب الفقر ويدفع النصر» [الكامل في التاريخ لابن الأثير].
اللهم طهر صفوف المجاهدين من الغلول، وأخرج حب الدنيا وزخرفها من قلوبهم، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
■ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 20
السنة السابعة - الثلاثاء 21 جمادى الأول 1437 هـ
مقال:
الغلول من الغنيمة من أسباب الهزيمة
• أخذ الغنيمة من غير غلول حلال، لكنه ينقص الأجر:
قال تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 69]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أُحلّت لي الغنائم، ولم تَحِلَّ لنبي كان قبلي) [صحيح، رواه أحمد وغيره]، فالغنيمة مال طيب، لكنّ أخذها ينقص أجر المجاهد في سبيل الله، وذلك ثابت بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجّلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث، وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم) [رواه مسلم]، قال النووي: «وأما معنى الحديث: فالصواب الذي لا يجوز غيره أن الغزاة إذا سلموا أو غنموا يكون أجرهم أقل من أجر من لم يسلم أو سلم ولم يغنم، وأن الغنيمة هي في مقابلة جزء من أجر غزوهم، فإذا حصلت لهم فقد تعجّلوا ثلثي أجرهم المترتب على الغزو وتكون هذه الغنيمة من جملة الأجر، وهذا موافق للأحاديث الصحيحة المشهورة» [شرح صحيح مسلم].
الغلول من أسباب هزيمة المسلمين:
ليس الغلول سببا لهلاك الغال فحسب، وإنما هو سبب من أسباب هزيمة المسلمين أمام عدوهم أيضا! فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: «ما ظهر الغلول في قوم قط، إلا ألقي في قلوبهم الرعب» [موطأ مالك]، قال الزرقاني في شرحه للموطأ: «وذلك معاملة لهم بالنقيض، لأنهم لما أخذوا المال بغير حق خافوا، فلما خافوا دخل الرعب في قلوبهم من عدوهم، فجبنوا عن لقائهم، فظهر العدو عليهم، وذلك عامّ في من غل، ومن لم يغل ولم ينكر على الغال مع القدرة على الإنكار» اهـ.
لذا كان خليفة المسلمين أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يحذر جنوده وأمراءه من معصية الغلول خشية الهزيمة، كما فعل مع يزيد بن أبي سفيان -رضي الله عنه- الذي أمّره على جيش عظيم وأرسله لفتح الشام وشيّعه بنفسه ماشيا، وأوصاه من بين ما أوصاه قائلا: «واجتنب الغلول فإنه يقرب الفقر ويدفع النصر» [الكامل في التاريخ لابن الأثير].
اللهم طهر صفوف المجاهدين من الغلول، وأخرج حب الدنيا وزخرفها من قلوبهم، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
■ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 20
السنة السابعة - الثلاثاء 21 جمادى الأول 1437 هـ
مقال:
الغلول من الغنيمة من أسباب الهزيمة